رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

الهيئات الدولية فى الرمق الأخير..
تعثر الأمم المتحدة وهيئاتها

> جنيف ــ د.آمال عويضة
الأمم المتحدة مقار كثيرة وفاعلية قليلة

مع بداية العام، وكالمعتاد، كررت الهيئات الدولية الكبرى شكاواها من عدم كفاية مواردها، للقيام بالمهام المنوطة بها، داعية الأعضاء من دول العالم، للاضطلاع بدورهم فى رتق الثغرات المادية. مع تأزم الوضع وإحكام أزمة كوفيد - 19 قبضتها وتبعات الإخفاق الاقتصادية والاجتماعية والإعلامية والصحية وغيرها ـ التى كشفت عن عجز كامل ـ سقطت معه جزئيًا ورقة التوت، التى دفعت للتساؤل عن جدوى تلك المنصات ودورها فى احتواء الأزمة، والوصول بالعالم إلى بر الأمان.

 

كان من المخطط أن يشهد العام الحالى احتفالات متتالية، بمناسبة الذكرى الخامسة والسبعين لتأسيس المنظمة الأممية، ولكن توالى الأزمات كان سببًا فى إعادة تقييم دورها فى ظل عدم فاعليتها المرتبطة بدورها، كناصح، يفتقد صلاحيات استخدام القوة أو التوجيه، بالإضافة إلى ما فرضته أزمة كوفيد - 19 من تباعد اجتماعى عالمى، وتعثر الدول المانحة بسبب انشغالها بحل مشاكلها، وعلى رأسها دول الاتحاد الأوروبى، والولايات المتحدة التى كانت سياسات رئيسها دونالد ترامب حجر عثرة فى طريق هيئات، منها الصحة العالمية والملكية الفكرية والتجارة.
 وهو ما عبر عنه أنطونيو جوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة، فى مطالبته دول العالم بالتعاون لإنقاذ المنظمة التى تم تأسيسها لإنقاذ العالم! فى الوقت الذى طالب فيه البعض بتصحيح مسار المنظمة التى تتوالى إخفاقاتها منذ عقود، دون تقديم حلول ناجحة، على وجه الخصوص فى قضايا الصراع التجارية بين الصين وأمريكا، والفشل الذى راح ضحيته الملايين موتًا وهربًا فى منطقة الشرق الأوسط والقرن الإفريقى، وذلك على الرغم من جهود اليونسكو واليونيسيف وبعثات حفظ السلام، لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.
من جهة أخرى، كَشَفَ حساب العام، عن إخفاق مجلس الأمن الدولى، فى الحفاظ على السلم والأمن الدوليين، فى ظل أزمات التمثيل العادل فى المجلس، وتضارب المصالح، والفشل فى فرض الالتزام بالقوانين الإنسانية الدولية، والاستخدام المتكرر لحق النقض (الفيتو) من جانب الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والصين وروسيا، وعلى وجه الخصوص فى أثناء الأزمة السورية، وهو ما دفع فولكان بوزكير رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، فى خطاب له فى نوفمبر المنصرم، لتأكيد أن «نجاح مجلس الأمن أو فشله، يقع على عاتق جميع الدول الأعضاء».
سوء الأداء المعلوماتي
على صعيد آخر، تم رصد سوء الأداء الإعلامى وتضارب المعلومات للفرق الإعلامية للهيئات الأممية فى التقييم السنوى لاتحاد المراسلين الصحفيين المعتمدين لدى مكتب الأمم المتحدة فى جنيف (أكانو)، حيث جاءت النتائج صادمة لإدارة الإعلام فى الأمم المتحدة، لدرجة المطالبة بإعادة رصد البيانات. وأكد الصحفى المصرى «تامر أبو العينين» مراسل وكالة الأنباء الكويتية، والأمين العام للاتحاد والقائم على تنفيذ وتطوير البارومتر منذ 2018» أن التقييم يعمل على رصد الأفضل، ممن قاموا بالوفاء بالتزاماتهم تجاه الإعلاميين، الذين يعتمدون عليهم للحصول على المعلومات اللازمة والتقارير الدورية، والتواصل مع المتخصصين والرد على الاستفسارات. وعلى مدى العامين الماضيين، ولجدية التقييم، استجابت بعض الهيئات للملحوظات، مما أدى إلى تحسن فى الأداء. وجاء عام 2020 على أمل أن تكون الوكالات الأممية المعنية بالصحة، على قدر حجم مسئولية الفترة الحرجة، ولكن التقييم كشف عن تميز الفرق الإعلامية لمنظمة التجارة والأمم المتحدة للتجارة والتنمية ومنظمة العمل، فى حين تراجع أداء الفريق الإعلامى الضخم لمنظمة الصحة، إلى المرتبة الخامسة عشرة من بين 24 هيئة دولية، كما جاء أداء الفريق الإعلامى للمبعوث الأممى فى سوريا مخيبًا للآمال، ووصفه بعض الزملاء، بأنه فريق متعال «غير مؤهل للتواصل الإنسانى». فى الوقت نفسه، كان الأداء الباهت سمة فرق منظمات الأمم المتحدة العاملة فى الشأن الإنسانى، كالهجرة والطفولة واللاجئين وحقوق الإنسان، التى عجزت عن التأقلم مع وتيرة العمل فى ظل الأزمة».
ويرى أبو العينين أن اعتراض المتحدثين الرسميين لتلك الهيئات على النتائج، بمثابة إنكار لحقائق بدت واضحة للعيان، بعيدًا عن إخفاق تلك الهيئات الدولية فى القيام بمهامها، وتلك قصة أخرى.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق