أتقن الفنان العربى عبر الزمن كتابة الخطوط: الكوفى والنسخ والرقعة وغيرها، عشقها الخطاطون وأبدعوا فى تكوينها وفى تزيين المساجد والقصور بآيات القرآن الكريم. ومع انتشار الحضارة العربية صار للخط العربى مكانةٌ مرموقةٌ فى أنحاء العالم، حتى إن الكثير من ملوك أوروبا كانوا يطلبون تزيين قصورهم بحروف الخط العربى الجميل. لكن الآن فى «عام الخط العربي»، يثورالتساؤل: أين الأجيال الجديدة من الخط العربى؟ وأين مُعلم الخط الذى زرع فى وجدان الأجيال حب الحرف؟ وأين؟ وأين؟.. تساؤلات تبحث عن إجابة. فى هذا التحقيق استطلعنا آراء عدد من أولياء الأمور والطلاب وكبار الخبراء لمعرفة أسباب تراجع الخط العربى وكيفية استعادته والحفاظ على كنوزه.
رشا فريد (أم لطالبتين) ترى أن معظم طلاب المدارس والجامعات خطهم سيئ بسبب عدم وجود مُدرس مؤهل رغم أن الوزارة توفر كتاب خط لكل مرحلة فنبحث تعليم الخط لابنائنا فى أماكن أخرى كمدارس الخط، وتتمنى رشا أن يأتى يوم يأخذ فيه الخط مكانته كسابق عهده، ويكون هناك نشاط تحفيزى لتعليم الخط وأنواعه؛ ليدرك الطالب قيمة ومعنى وشكل الخط العربى السليم».
يارا، تلميذة صغيرة، أكدت أنها تسلمت كتاب خط فى كل مرحلة لكن دون تدريب أو تقييم بشكل مستمر من المدرس، لأن الاهتمام مُنصب على تعليم منهج اللغة أكثر من كتابتها؛ وكان هذا أيضا رأى الطالبة هنا التى تمنت أن يأتى اليوم الذى يصبح فيه نشاط كتابة الخط العربى أساسيا.على العكس تماما كان رأى الطالب ياسين الذى أكد أن لديه مدرس خط ــ غير مدرس اللغة العربية ـ تعلم على يديه أن الخط جزء من كل شىء، بل هو كل شيء، هو أنت وأنا والعنوان الذى سيظل يعبر عنا مدى الحياة. الفنان خضير البورسعيدى شيخ الخطاطين المصريين ونقيبهم وأحد رواد فن الخط العربى المعاصرصرخ حين هاتفته «ثقافة» مطالبا بحماية الخط فى المدارس، فالمعلمون غير مؤهلين لتعليم جمال وأخلاقيات الخط، وناشد خضير الرئيس السيسى ضرورة الاهتمام بالخط لأنه يعانى محنة حقيقية؛ فوزارة التربية والتعليم ترفض تعيين خطاطين لأنهم ليسوا تربويين، بينما لا يهتم المدرس التربوى بتعليم الخط لأنه غير مؤهل لذلك، وبالتالى لا تعرف الأجيال الجديدة قيمة ولا شكل الخط العربي؛ ويقترح خضير أن توافق الوزارة أن يعمل مدرس الخط بالحصة لتعليم الطلاب فى كل المراحل حب الخط العربى من جديد لأنه ترجمان العربية.
رابط دائم: