رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

الوباء.. وحرب «طواحين الهواء»

‎ ‎هند السيد هانى

خالف فيروس كورونا توقعات المنطق بوقوع أكبر عدد من «قتلاه» فى الدول الغنية وليست الفقيرة. وإذا كانت أعداد الإصابات نسبية من بلد لآخر ترتبط بالقدرة على الكشف والتحليل، فإن أعداد القتلى لن تكذب. ودون أن تظهر تفسيرات علمية لذلك حتى الآن، تزاحمت شاشات التليفزيون بأخبار امتلاء المستشفيات بالمرضى فى الدول الكبرى وقيام قوات الجيش بإقامة مستشفيات ميدانية.

لكن القائمة الحقيقية لضحايا كورونا لا تقف عند المصابين به، وإنما تتسع لتضم الملايين الذين تعرضت شركاتهم للإفلاس ومن فقدوا وظائفهم وعزلوا أنفسهم فى منازلهم محاصرين ما بين أنباء كورونا فى وسائل الإعلام، والخوف الكبير على عتبة المنزل. كان عام 2020 عام الحصار. أسئلة جالت فى أذهان الكثيرين وهم يرون القوى الكبرى فى العالم تتبادل الاتهامات بتلفيق المؤامرات والمسئولية عن انتشار الفيروس واحتمالات أن يكون قد تم توليده فى مختبرات حربية، حتى إن الدول الأعضاء فى منظمة الصحة العالمية تبنت قرارا بالإجماع فى مايو الماضى ينص على بدء تحقيق مستقل حول الوباء، ويمتد التحقيق لدور المنظمة نفسها، بعد أن طالتها الشبهات.

فبخلاف اتهامات الرئيس دونالد ترامب للمنظمة وإعلانه انسحابه منها، قال رئيس الوزراء الأسترالى سكوت موريسون إن الانتقادات الموجهه للمنظمة لها ما يبررها. ولاتزال المنظمة تجدد تعهدها من آن لآخر «بنشر فريق من العلماء على الأرض» فى ووهان بالصين- مهد الفيروس الأول حتى الآن-  للكشف عن كيفية تجاوزه حاجز السلالات لينتقل من الحيوان إلى الإنسان.

‎صورة غامضة سمحت برواج الكثير من القصص ونظريات المؤامرة على مدار الشهور الماضية مفادها أن الفيروس ليس أكثر من إنفلونزا تم تخليقها، وأن هناك أهدافا أخرى وراء إذاعة الخوف منه. من بينها، نظرية روجتها الطبيبة الأمريكية جودى ميكوفيتس، المتخصصة فى علم الفيروسات البشرية، عبر فيديو يتهم «المليارديرات من أصحاب براءات الاختراع بتأجيج انتشار الفيروس لإرغام البشر على تناول السموم التجريبية على شكل لقاحات». وسرعان ما قام موقعا «يوتيوب» و«فيسبوك» بحذف الفيديو. وانتشرت العديد من الفيديوهات الأخرى تحذر من أن «نخبة العالم» والإعلام هم من خططوا للوباء، وأن العدد المعلن للضحايا غير حقيقى وأن هناك عملية خداع للناس لإيهامهم بأن المستشفيات ممتلئة. حتى إن ترامب نشر على صفحته على تويتر نهاية أكتوبر الماضى رسالة تكذب أعداد ضحايا كورونا المعلنة. وواجهت هذه الرسائل والتسجيلات جميعا نفس إجراءات الحذف والحظر من منصات التواصل الاجتماعى. ‎يتلاقى هذا التحذير مع ادعاء آخر، حول ضلوع الملياردير الأمريكى بيل جيتس فى خطة لنشر الوباء. وذلك، بهدف زرع شرائح دقيقة فى البشر لإخضاعهم للسيطرة عبر تكنولوجيا الجيل الخامس للاتصالات.

وانتشرت نظريات أخرى تحذر من تلقى لقاحات كورونا بسبب دس جسيمات متناهية الصغر بها للتحكم بالبشر. واستند هذا الاتجاه فى حججه إلى التطور الهائل فى تكنولوجيا النانو، حيث توصلت الأبحاث والتجارب العلمية بالفعل إلى تطوير «سمارت داست» أو الغبار الذكى وهو عبارة عن روبوتات يصل حجم الواحد منها إلى حجم ذرة الغبار. ويمكن استخدامها لأغراض عديدة تتراوح ما بين المدنى والطبى والعسكرى. وشهد نهاية شهر أكتوبر الماضى خروج مظاهرات حاشدة فى أمريكا وأوروبا تندد بالإغلاق وترفع شعارات تتهم «نخبة العالم» بتدبير مؤامرة كورونا.

وطالبت إحدى الشعارات بالقبض على جيتس «لارتكابه جرائم ضد الانسانية»، حسبما نقلت شبكة «بى بى سى» البريطانية. ‎المثير فى الأمر أن شبكات التواصل الاجتماعى انخرطت فى حرب طواحين الهواء لمنع انتشار هذه النظريات. وتشن شركات التكنولوجيا الكبرى الآن حملة «حذف وحظر» للتصدى للحركة المتصاعدة عالميا  ضد تلقى لقاحات كورونا.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق