رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

الأمريكيات من أصل إفريقى .. العمود الفقرى للديمقراطيين

دينا كمال
> مظاهرة تطالب بممارسة المواطنين من أصل إفريقى حقهم الانتخابى لمساندة بايدن

جاء اختيار الرئيس الأمريكى المنتخب جو بايدن لكامالا هاريس نائبة له، تكريما للنساء الأمريكيات من أصل إفريقي، واللاتى أثبتن فى كثير من الأحيان أنهن بالفعل العمود الفقرى للحياة السياسية والديمقراطية بالولايات المتحدة الأمريكية. ويأتى هذا التكريم بعد نحو مائة عام من إقرار التعديل التاسع عشر بالدستور الأمريكي، والذى يحظر حرمان مواطنى الولايات المتحدة من حق التصويت على أساس الجنس. تم تقديمه فى البداية إلى الكونجرس فى عام 1878، وفشلت عدة محاولات لتمرير تعديل حق المرأة فى الاقتراع، حتى وافق عليه مجلس النواب فى مايو من عام 1919 ، ثم مجلس الشيوخ فى 4 يونيو من العام نفسه . ثم تم تقديمه إلى الولايات المختلفة للتصديق عليه. وتمت المصادقة على اعتماد التعديل التاسع عشر فى 26 أغسطس 1920 تتويجًا لحركة استمرت عقودًا من أجل حق المرأة فى الاقتراع على مستوى الولاية والمستوى الوطني. 

وكشفت نتائج الانتخابات الرئاسية الأخيرة فى الولايات المتحدة، أن90% من الأمريكيات من أصل إفريقي، قد صوتن للرئيس المنتخب جو بايدن، مما جعلهن الكتلة الأكثر ولاءً للديمقراطيين، وعلاوة على ذلك، فإنه خلال الانتخابات الرئاسية الخمسة الماضية، كان عدد أصواتهن فى صناديق الاقتراع أعلى من أى مجموعة أخري. وفي هذا العام، يقول الخبراء إن جهودهن لتعبئة الناخبين على الصعيد الوطنى أدت إلى الإقبال التاريخى الذى ضمنت فوز بايدن وأول امرأة من أصل إفريقىوآسيوى كنائبة للرئيس فى تاريخ البلاد. ولا شك أن المكانة التى وصلت اليها النساء من أصول إفريقية بالولايات المتحدة، قد جاءت بعد عقود من الاضطهاد العرقى والحرمان من الحقوق الأساسية.

> بايدن وهاريس

وفى تقرير اخبارى لموقع «ذا جراوند تروث» تقول لاتوشا براون المؤسس لصندوق «أصوات السود تهم» إنه عبء هائل يجب تحمله، فهناك ثمن كبير يجب دفعه للوصول للحقوق التى تسعى إليها النساء فى الولايات المتحدة. ولطالما كانت الأمريكيات من أصل إفريقي  فى طليعة حركات العدالة الاجتماعية عبر التاريخ الأمريكي. وعلى الرغم من تجاهل دورهن إلى حد كبير فى كتب التاريخ حتى أواخر القرن العشرين، فإنه كان  قوة دافعة فى حركة إلغاء الرق فى منتصف القرن التاسع عشر. ثم قدن المعركة لتمرير قانون حقوق التصويت فى عام 1965، مما ساعد على إلغاء خطط قمع الناخبين التى استهدفت الأمريكيين من أصول إفريقية. ومنذ الأربعينيات، وبعد أن تحدثت ريسى تايلور ضد الرجال البيض الذين اختطفوها واعتدوا عليها جنسياً، قادت النساء من أصل إفريقى أيضًا، الحركات من أجل التصدى للعنف الجنسي، مما مهد الطريق لحركة « أنا أيضا». وقالت براون إن أكبر الحواجز ترجع جذورها  للعنصرية والتمييز على أساس الجنس. 

وتقول بريتانى سمولز منسقة « أصوات السود تهم» بولاية بنسلفانيا،  إن تلك الحركة دخلت فى شراكة مع أكثر من 600 منظمة، للحصول على تصويت بنسبة أكبر بين مجتمع الأمريكيين من أصول افريقية  فى الولايات التى تشهد نسبا ضئيلة فى التصويت، مع العمل على توفير الإمدادات والتمويل والتوجيه الاستراتيجي. وفى ولاية بنسلفانيا، رأت سمولز التأثير المباشر لجهود فريقها عندما انتهى المسئولون من عد الأصوات فى فيلادلفيا، والتى تبلغ نسبة من هم من أصول إفريقية 42%، وحققوا فوز بايدن وهاريس. 

وقالت براون إن النساء، خاصة النساء من أصل إفريقى، تملن إلى الالتحام والتجمع حول بعضهن البعض، ولم تر أبدًا مستوى التعاون بالطريقة التى عملت بها المنظمات التى تضم من هن من تلك الأصول معًا، حتى أكثر مما حدث مع مساندتهن الرئيس الأسبق أوباما. 

وبعد تسجيل أرقام قياسية فى عامى 2004 و 2008، انخفض إقبال الناخبات من الأصول الافريقية على مستوى البلاد لأول مرة منذ عقدين فى عام 2016، وهو انخفاض يرجع للشعور العام بالحزن، ولكن أدى تصميمهن هذا العام على الالتفاف حول قضايا ذات أهمية خاصة لمجتمعاتهن، مثل العدالة الجنائية والرعاية الصحية، إلى قلب التيار وعودة زيادة نسبة مشاركتهن. ففى جورجيا، كانت هناك زيادة بنسبة 69% فى إقبال النساء ذوات البشرة الملونة مقارنة بعام 2016 . 

وقالت ديجوانا طومسون، مؤسسة حركة « استيقظ لتنتخب»  لتعبئة الناخبين من أصل إفريقي  ومقرها برمنجهام، إن تلك الحركة بدأت فى عام 2017 كرد مباشر على انتخاب الرئيس ترامب، لتوفير حل  للنقص الشديد فى الموارد والاهتمام بالناخبين من تلك الأصول. 

وقالت طومسون إنه فى شهر أغسطس الماضى كان  الهدف الأساسى لمنظمتها هو تشجيع 250 ألف ناخب من أصل افريقي، على الالتزام بالمشاركة فى انتخابات نوفمبر. ولكن من خلال الملايين من المكالمات الهاتفية والرسائل النصية ومئات الآلاف من الأفراد العاملين ضمن الحركة، إلى جانب مستوى غير مسبوق من التعاون مع النشطاء السياسيين الآخرين، أشركت «استيقظ لتنتخب» أكثر من 1.2 مليون ناخب من أصل إفريقى فى هذه الدورة الانتخابية. 

ومن الآن وحتى يناير المقبل، ستقوم حركتا « أصوات السود تهم» و«استيقظ لتنتخب» بدعم حملات الحث على مشاركة المواطنين فى انتخابات الإعادة لمجلس الشيوخ فى جورجيا، والتى تركز على أولئك الذين صوتوا لأول مرة فى الانتخابات العامة. 

وأخيرا تقول طومسون «عندما ألقى نظرة على الحركات التى قامت من قبل، كان هناك كثير من النساء من أصل إفريقى اللواتى لم يتم ذكر أسمائهن، لذا هناك نية الآن لتسمية أنفسنا، للقول إن هذه القيادة لا تأتى من مصدر وهمى لا اسم له.» 

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق