مع استمرار المساعى التركية لزعزعة استقرار دول الجوار، كشف تحقيق استقصائى، بثته القناة الثانية فى التليفزيون الفرنسى، عن أن تركيا ورئيسها رجب طيب أردوغان يخترقان البلاد من خلال شبكات وشخصيات للتأثير على المجتمع الفرنسى، ونشر التطرف والفوضى وزرع النزعات الانفصالية بصورة «لا تتوافق مع قيم الجمهورية». وذكرت القناة، عبر برنامجها الوثائقى الشهير «مزيد من التحقيق»، أن أنقرة «تستغل المجتمع التركى فى فرنسا لنشر أفكار أردوغان، التى تجمع بين التطرف القومى والدينى»، على حد تعبير القناة.
وأشارت إلى أن أردوغان “ يحاول ممارسة نفوذه على الشتات التركى فى أوروبا، ولاسيما فى فرنسا التى تحتضن نحو 700 ألف ما بين مقيم تركى أو فرنسى من أصل تركى، من خلال الشبكات القومية والسياسية والتعليمية والدينية”.
ولفت التحقيق إلى أن الحرب الكلامية التى اندلعت بين الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون وأردوغان فى أعقاب الهجمات الإرهابية التى تعرضت لها فرنسا فى أكتوبر الماضى، جعلت أنقرة تتحرك على الأرض الفرنسية من خلال جماعة «الذئاب الرمادية» المتطرفة، حيث تزامنت المظاهرات العنيفة التى قامت بها عناصر الجماعة ضد الجاليات الأرمينية مع حرب التصريحات بين الرئيسين، ومع استنفار قوات الأمن الفرنسية لتطويق الحوادث الإرهابية.
وحذر التحقيق من أن أنقرة ترسل أيضا مدرسين أتراكا إلى المدارس العامة الفرنسية، كجزء من نظام يسمى اليكو بالاتفاق مع باريس، كان يستهدف بالأساس تعليم اللغة التركية فى المدارس الرسمية”. ويشمل البرنامج نحو 14 ألف تلميذ فى المرحلة الابتدائية، لكن فرنسا عبرت فى الفترة الأخيرة عن انزعاجها من دورات اللغة التركية التى استغلتها أنقرة لتحويلها إلى دروس دينية، وفقا لفهم معين للإسلام يخدم مصالحها.
جدير بالذكر أن الهجمات الإرهابية الأخيرة التى شهدتها فرنسا أشعلت الجدل حول التأثيرات الخارجية التى يتعرض لها المسلمون فى فرنسا.
رابط دائم: