رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

تسعد بقرب الحفيد .. ولاتشقى بتربيته الجدات المتمردات

سحر الأبيض

وقفت «سلوى» أمام سرير حفيدها الأول تتذكر طفولة ابنتها التى لم تتجاوز أربع وعشرين عاما ومرت الذكريات امامها كشريط سينما بحلوها ومرها ومتاعبها وصعابها فها هى الابنة تصبح اما وهى تصبح جدة ورغم أن اعز الولد ولد الولد لكن عندما طلبت منها ابنتها تغيير حفاضة الصغير اجابت دون تفكير «حاضر من عيونى» لكن لا تعتادى على ذلك فلن أعيد التجربة مرة أخرى أنت أمه ولست انا لقد أديت رسالتى وانتهى الامر لا تتوقعى منى أكثر.

وتقول «ايمان محمود» اصبحت جدة فى بداية الخمسين من عمرى وألقت على ابنتى عبء تربية حفيدتى باعتبار اننى متفرغة وكأنها لا تتوقع شيئا غير ذلك وكأنه دورى الطبيعى، ووضعت خطة تناسب حياتها وظروفها وعملها وقبلت مرغمة ولكنها رغم ذلك تعترض على اسلوبى فى التربية وطريقتى لذلك قلت لها «أنا آسفة..ابحثى عن مربية غيرى لابنك وتحملى مسئولياتك» واعتقد من الخطأ الكبير أن تضييع الجدات حياتهن من أجل الحفيد وايضا لا يمكن تجاهل دور الجدات فى حياة الاحفاد ولكن ينبغى الفصل بين مهمة الجدة ومهمة حاضنة الطفل.

وتؤيدها فى الرأى احلام محمد بقولها لدى حفيد خمس سنوات وتوقعت انه قد حان الوقت لأستمتع بحياتى وبالمشاركة فى تربية حفيدى ورؤيته وهو يلعب حولى فى جو مفعم بالعواطف والحب المتبادل ولكن للاسف ألقت ابنتى بمسئولية تربية ابنها بالكامل فوق كاهلى وهنا قررت التوقف وإعادة النظر فى الامر فقد اديت رسالتى وربيت أولادى وتحملت مسئولياتى كاملة الآن جاء دورها وهنا قررت الاكتفاء بالزيارات العائلية ودون تحمل اى مسئولية اضافية تزيد من توتر اليوم بالنسبة لى .

شاركتها بالرأى ريهام سعد «مدرسة» بقولها تزوجت ابنتى فى نفس العقار الذى نعيش فيه وقرب العام انجبت حفيدتى الجميلة فلاحظت أنها تعتمد على فى جميع مسئولياتها كالطبخ ورعاية الحفيدة علىّ الرغم من أنه تتوافر فى منزلها جميع الوسائل لتوفير حياة مريحة دون عناء بداية من الاجهزة الكهربائية وعاملة نظافة اسبوعيا هنا اخذت قراراً بإننى لا أمتلك الطاقة لرعايتها بعد الزواج ولست مجبرة على تربية جيلين فهذه ليست رسالتى فى الحياة وليس دورى أن اكون شمعة تحترق على حساب راحتى وحقى فى الراحة ودائما أنصح الجدات ألا تترددن فى كلمة «لا» أن شعرت إن الأمر يثقل كاهلك.

أميرة جدة فى الخمسين لطفلين انفصل والداهما وتركا الصغيرين ليقيما فى بيتها بعد زواج الأب والأم وتقول فى البداية كان الأمر ممتعا لكن مع الوقت بدأت اشعر بالتعب والضجر فرعاية صغيرين تحت سن السابعة أمر مرهق جدا كما اننى لا اجد وقتا للخروج أو ملاقاة صديقاتى ومن هن فى سنى وكثيرا ما أراهن يذهبن فى نزهات مع النادى الذى نشترك فيه ويسافرن فى حرية ولا استطيع ذلك لاعتماد الصغيرين علىّ ووجدت نفسى عدت مرة ثانية ولاتعامل مع كثير من التفاصيل التى ارتحت منها وكنت اقوم بها من قبل وانا فى ريعان شبابى لكن اليوم لم تعد صحتى تساعدنى وطاقتى لا تسعفنى خاصة مع اقترابى من سن الستين وبالرغم من حبى لاحفادى وسعادتى فى قربهم إلا أن الأمر يرهقنى فى احيان كثيرة

تقول منى حافظ استاذ علم اجتماع جامعة عين شمس انا جدة لحفيدة عمرها لم يتجاوز خمس سنوات بالاضافة إلى مسئولياتى الجامعية ولا يمكن تجاهل اختلاف المجتمع فى الفترة الاخيرة بسبب التقدم التكنولوجى وانخفاض الاعباء التى تتحملها الامهات الصغيرات مقارنة بالاجيال السابقة وبعض الجدات يتحملن عبء تربية الاحفاد بشكل كامل ويحاولن إخفاء مشاعر القلق والتعب وتنسى أن من حقها ان تنال الراحة بعد عناء السنين والمشقة فى تربية ابنائها وكان هذا فى السابق هو الدور المتوقع من الجدة لكن فى الوقت الحالى تغيرت صورة الجدة نفسها ولم تعد هى ست البيت المتفرغة فهى امرأة عاملة أو غير عاملة لكن لديها حياتها ودائرتها الخاصة ولا تتحمل الضجيج وطلبات الاولاد الصغار كما أن فئة كبيرة منهن مازلن فى اوائل الخمسين من العمر وهو سن ليست بالكبيرة وتعتبر بداية ثانية للمرأة بعد التخلص من عناء التربية والرعاية الشاقة للابناء واليوم اصبح هناك نوع من الوعى لدى الجدات الحاليات ولا بأس من وجود الحفيد لساعات أو حتى ايام محددة ولكن التفرغ شبه الكامل لرعايته ليس من مسئولياتها لأن ذلك لا يحقق لها الراحة النفسية والجسدية بل يزيد من الاعباء عليها. وهو شىء جيد ولا يجعلها أما وجدة سيئة وغير مقدرة أو مشاركة لظروف ابنتها، لكن الأفضل هو الفصل بين دورك كجدة وبين دورك كأم فحقك ان تسعدى بقربهم وليس أن تشقى بتربيتهم مع مراعاة وضع جدول لعادتك اليومية حتى لو كنت تحاولين مساعدة ابنتك والاهم من ذلك ألا تخفى مشاعرك اذا كنت مريضة أو مرهقة من حقك طلب الراحة .

ودورك الأكبر هو تقديم النصح والمشورة والمساعدة فى الحالات الضرورية دون الضغط على نفسك وعلى كل أم أن تتولى مسئولية ابنائها بنفسها ويكون دور الاجداد هو المساعدة فى التربية وليس التفرغ للرعاية والدراسات وتؤكد أن وجود الاحفاد بالقرب من الاجداد مهم للسلامة النفسية لهم معا لكن دون ان يكون ذلك على حساب نفسك وصحتك

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق