الحزب الوحيد الذى رغبت فى أن أنضم إليه بعيدا عن كل الأحزاب الأخرى التى كانت تملأ الساحة هو حزب الخضر الذى أقنعنى الكاتب الكبير الراحل أحمد بهاء الدين بأن أنضم إليه طالما كان تفكيرى مقتنعا به تماما، وحين سألته عن توابع هذا التوجه ولماذا هو حزب سياسى ولماذا هذا الاسم الذى اعتبرته مهما للغاية بالنسبة لى وأيضا بالنسبة للكثيرين من المواطنين؟.
«أن تعم الخضرة والجمال هذا الوطن.. هذا شىء مهم للغاية وهو مانحرص عليه جميعا».
قال لى الراحل الكبير أحمد بهاء الدين.. مضيفا هكذا إنه لكى يستطيع أن نتمنى ما نطلبه هنا لابد أن يكون ذلك من خلال حزب سياسى.
بسرعة اتصلت بأكثر من زميل وعدد من الأقارب لكى نكون من أوائل المنضمين إلى هذا الحزب.
وبالفعل قمت بسرعة بأداء المطلوب منى وأنا سعيدة بأننى لأول مرة سأنتمى إلى حزب سياسى بعيدا عن الأحزاب التى تتصارع من أجل الوصول للسلطة لتنفيذ أجنداتها، وكنت سعيدة باتفاق الكثيرين من الأقارب بهذا التوجه.
لكن كل ماتمنيته لم يتحقق وذهب أدراج الرياح، وكان السبب هو رحيل الاستاذ أحمد بهاء الدين، ولكن للحقيقة لم يكن رحيلا بالمعنى المعروف، ولكنه ابتعد عن الساحة لفترة طويلة بسبب المرض.
كان مكتب الأستاذ أحمد بهاء الدين فى الدور الخامس من مبنى جريدة الأهرام، وكنت اتصل به كثيرا وأعتز بما يقوله لى بالذات حول بعض الأخبار التى أنشرها فى الصفحة الأخيرة لـ «الأهرام» طوال فترة رئاستى لها.
كنت أجد نقده لى فى محله تماما من بعض القضايا، وكنت استمتع بما يقوله أو بنصيحته لى فى هذا الأمر أو ذاك.
كان بسيطا ومقنعا فيما يقوله وكنت أستشعر أنه صاحب فكر ثاقب ومهم يجب الأخذ به.
اختلفت فى أمر ربما وحيد حين قال لى.. «ياآمال مفيش حاجة اسمها الراحل أو الراحلة نقول فى اللغة العربية المرحوم».
قلت له: ياأستاذ بهاء أنا من أشد المعجبين بالفنانة مارلين مونرو وما إن أجد أى خبر عنها أقوم بسرعة بنشره ونشر صورتها الجميلة لأزين بها الصفحة فقال لي: «هنا لا داعى لأن تكتبى الراحلة كما انه لايمكن أن تقولى المرحومة مارلين مونرو».
كان معه الحق فالجميع قد علم بوفاتها فلا داعى للراحلة أو المرحومة هنا.
رابط دائم: