بعد غياب 18 عاما تعود فنانة التصوير النسجى إكرام عمر لتقيم معرضا لأعمالها سيفتتح مساء الثلاثاء المقبل بقاعة خان المغربى بالزمالك .. تعود على أجنحة ألف ليلة وليلة، القصة الأسطورية الشهيرة والممتدة بتوالى حكى شهر زاد لشهريار كل ليلة حتى تتجنب مصيرها بالقتل مثل باقى نساء المدينة. تجددت معايشة الليالى الألف عبر أثير الإذاعة وفى التليفزيون، وظلت البطولة لنص «ألف ليلة وليلة» الأصلى الذى استقى منه أديبنا الكبير نجيب محفوظ روايته « ليالى ألف ليلة».
مكتبة الفنانة زاخرة بأعمال نجيب محفوظ ، عبقرى العصر فى الرواية والذى حلت ذكرى ميلاه أمس إذا ولد فى 11 ديسمبر 1911. وأثناء أحد معارض إكرام عمر، والذى أقيم تحت عنوان: « 35 سنة فن» فى أبريل عام 2001، كانت على موعد مع رواية «ليالى ألف ليلة»، فرأت الفنانة المصرية شخصيات رواية محفوظ تتحرك أمام عينيها فيما تتصاعد الأحداث. فراودها سؤال : «من أين أتى محفوظ بهذا الكلام؟» فانتقلت إلى النص الأصلى لألف ليلة وليلة، لتدرك نقاط التقاء محفوظ بعوالم النص الأصلى والأسطورى. فكانت فكرة تجسيد تجربة محفوظ مع «ألف ليلة» من خلال أدواتها وخاماتها .
بدأت إكرام بمفكرة صغيرة دونت فيها ما يلفت نظرها فى «اسكتشات»، بعد أن أيقنت بالمقارنة، بين نص محفوظ والنص الأصلى لألف ليلة أن الأديب الكبير قد أضاف شخصيات خاصة بـ«عفاريته» على حد قولها. وأضافت: «عشت داخل الرواية وبدأت بأسهل الشخصيات وهو طائر (الرخ) وقصة غضبه الشديد من السندباد، وتواصلت وتعمّقتُ إلى أن أصبح لى عفاريتى الخاصة .. وهذا ما فعله نجيب محفوظ معى ؛ جعلنى أسرح وأؤلف أشياء وعناصر مختلفة تقترب وتبتعد، لأن الرواية الأصلية عمرها نحو ألف سنة ، فيما خرج النص المحفوظى بالقرن العشرين وهذا هو سحر نجيب محفوظ».
وفى مزيد من التوضيح حول ما وصفته بـ «سحر نجيب محفوظ»، تقول الفنانة إكرام عمر: «يدرك التاريخ واختلاف الزمان، فيضع شخصيات ليست فى النص الأصلى مثل قمصة البلطى والشيخ المرخى، وهذا فيما يتعلق بجانب الشخصيات الطيبة. أما فى الجانب الآخر، هناك «اسخربوط»و «زرنباحة» التى تحولت إلى شريرة أفسدت كل رجال المدينة بما فيهم شهريار نفسه وأطلقت على نفسها اسم «أنيس الجليس» لينقذهم «المجنون». وتضيف إكرام أكثر عن تفاعلها مع النص المحفوظى، فتقول : «ومن الشخصيات المهمة بالنسبة لى شواهى أم الدواهى وشملول الأحدب مهرج السلطان»
نالت إكرام عمر، لقبها كـ «فنانة التصوير النسجى» ، بعد أن أطلقه عليها الفنان حسين بيكار منتصف السبعينيات ، كما أنه شجعها لإقامة أول معرض بقاعة المركز المصرى للتعاون الثقافى الدولى بالزمالك عام 1979. وبالفعل أقامت هذا المعرض بالتعاون مع الفنان حسن سليمان، الذى قدمها بكلمة كتبها بخط يده ولازالت تحتفظ بها .
وردا على سؤال حول اعتمادها الرسم بـ «القصقوصة»، قالت مبتسمة: «القصاقيص دائما ما تشغلنى منذ صغرى، تزورنا الخياطة كل موسم تحيك ملابس البيت كله فتتبقى القصاقيص آخذها وألعب بها بالمقص، وكنت أقوم بذلك وقت راحة الكبار فترة الظهيرة - ما كنا نسميها القيلولة وكانوا يتركوننى لهوايتى لتجنب مطالبتى بالنزول إلى الجنينة خوفا من إصابتى بضربة شمس مع شدة الحر».
وتزيد إكرام فى إحياء مشاهد الماضى، فتقول: « يصحون من النوم، ليجدوا العرائس التى صنعتها إلى جوار عروسة «المنجّد» التى صنعها خصيصا لى ، وظلت تلازمنى القصاقيص حتى أصبحت وسيلتى فى التعبير الفنى حتى الآن». واستخدمتها ببراعة استثنائية فى استحضار شخوص «ليالى ألف ليلة» التى أبدعها أديب نوبل.
رابط دائم: