على هامش الزيارة الرسمية التى قام بها الرئيس عبدالفتاح السيسى لفرنسا، كان لـ«الأهرام» جولة أخرى فى شوارع باريس لرصد أجواء تداعيات كورونا على العاصمة الفرنسية والإجراءات الاحترازية المتبعة لمواجهة الجائحة التى أعطت وجها آخر لعاصمة النور (باريس) مع اقتراب احتفالات أعياد الميلاد «الكريسماس» والتى يبدو أنها ستكون مختلفة هذا العام بأجواء احتفالية باهتة خالية من الحياة التى كان ينبض بها دائما شارع الشانزليزيه أعرق وأشهر الشوارع السياحية فى أوروبا.
ففى ظل إجراءات صارمة تتبعها السلطات الفرنسية داخل الأماكن العامة والمتاجر فإن حالة الخوف والترقب تسيطر على المواطنين الفرنسيين، فى الوقت الذى خلت فيه العاصمة من السياح بشكل كامل بسبب الإجراءات المتبعة فى الاتحاد الأوروبى بعدم الانتقال بين دول الاتحاد أو استقبال الزائرين إلا لأسباب طارئة أو قصوى.
وبالتزامن مع هذه الإجراءات، تنفس أصحاب المتاجر والمحلات الصغرى الصعداء بعد معاودة فتح متاجرهم بحذر شديد لتعويض خسارتهم طوال الفترة الماضية بالتزامن مع إعلان الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون الأسبوع الماضى، فى مؤتمر صحفى مشترك مع رئيس الوزراء البلجيكى ألكسندر دوكرو، اعتزام الدولة القيام بحملة تلقيح عامة فى فرنسا ضد فيروس كورونا، إلا أنه بالرغم من ذلك لا تزال المتاجر خالية من الزبائن ولا تشهد أى إقبال مع استمرار انتشار الوباء بشكل كبير فى المدن الفرنسية، حيث تخطى إجمالى عدد الإصابات فى فرنسا منذ بدء انتشار الوباء مليونى شخص، كما بلغ إجمالى عدد الوفيات 55 ألفا و521 شخصا.
ويواجه الاقتصاد الفرنسى تقديرات بخسائر اقتصادية كبيرة قد تصل إلى 22 مليار دولار فى ظل استمرار تداعيات الجائحة التى وضعت تحديات جمة أمام الاقتصاد الفرنسى هذا العام.
كما تعرضت السلع الفرنسية إلى حملة مقاطعة كبيرة، خرجت من العالم الافتراضى إلى الواقع، بعد تصريحات الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون الداعمة لرسوم مجلة «شارلى إبدو» المسيئة للرسول، والتى تراجع عنها خلال المؤتمر الصحفى المشترك مع الرئيس عبد الفتاح السيسى، ليؤكد أن الرسوم كانت مجرد تصرف فردى من رسام فى ظل القوانين الفرنسية التى تتيح حرية الرأى والتعبير وليست رسالة من الدولة الفرنسية للعالم الإسلامى.
رابط دائم: