زواج اليتيمات
> تلقيت رسالة تقول فيها كاتبتها أنا أرملة ولدىّ ابنتان، وكان زوجى أرزقيا، وليس لنا سوى معاش الضمان الاجتماعى، وطرق بابنا شاب لخطبة ابنتى الكبرى، فوافقت عليه، فهو مناسب لها، ومرت الأيام، ولم أشتر أى جهاز من الأجهزة الكهربائية الضرورية لها، فهل من مساعد؟».. وتعليقا عليها أقول أن لدينا فى «بريد الأهرام» منذ أكثر من ستة عشر عاما مشروعا باسم «زواج اليتيمات» نقدم من خلاله الدعم المباشر للمقبلات على الزواج من الأسر البسيطة التى رحل عائلها عن الحياة، وندرس كل حالة بدقة، وفى مكان معيشتها للوقوف على كل ما يخصها من احتياجات، وسوف ندرس حالة ابنتك فى أقرب وقت، فاكتبى إلىّ ببياناتك والمستندات الدالة على الحالة المادية، مع بحث حالة اجتماعى، وليدبر الله أمرا كان مفعولا.
الباب المفتوح
> مدحت لطفى أرناؤوط: أوصى أحد الحكماء بالوصايا النافعة التالية، وليتنا نتعلم الدرس منها:
ـ اليقين بأن ما يجري من أحداث هو بعلم الله وتقديره الكوني؛ فلا يخرج عن علم الله وقضائه شيء دقيق أو جليل.
ـ تفاءلوا ولا تشاءموا، فالتفاؤل من سمات الكبار ومن صفات أهل الإيمان الأخيار ومن أخلاق الرسول الكريم.
ـ اصبروا ولا تجزعوا، فهذه الأيام من أيام الصبر التي لا ينعم الإنسان فيها إلا بالتدرع بالصبر والمصابرة.
ــ تآخوا؛ فإنما المؤمنون إخوة، وآثروا ولا تستأثروا، ولينظر كل جار إلى جاره، وكل قريب إلى قريبه وليُفضِل عليه مما أعطاه الله.
ـ تثبتوا وتبيّنوا قبل أن تتكلموا وتحكموا، وسارعوا إلى الأعمال قبل أن تسارع إليكم الآجال، حيث يقول تعالى: «وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ»، فالأيام تمضى، والأعمار تنقضي، والفتن تتسارع، والجِد يفتر والجسد يضعف.
ـ الدعاءَ من أعظم سبل كشف الكربة وذهاب الغمة، واطرقوا باب الله، فهو «الباب المفتوح».
الجحود والعقوق
> د. عز الدولة الشرقاوى ـ سوهاج: قال الأقدمون: «الصحة تاج على رؤوس الأصحاء لا يراه إلا المرضى»، وأضيف: والشباب أيضا، وبصفتى أحد المسنين الذين توالت عليهم سلسلة من الابتلاءات وعلى رأسها الشيخوخة كما وصفها القرآن الكريم «الله الذى خلقكم من ضعف ثم جعل من بعد ضعف قوة ثم جعل من بعد قوة ضعفا وشيبة» (الروم54)، وتليها الأمراض المتعددة من ضغط وسكر وتصلب شرايين وضعف السمع والإبصار، ولأن الوهن يصيب كل الجسم فإن للهيكل العظمى النصيب الأكبر بدءا من سقوط الأسنان إلى آلام الركب والعمود الفقرى بأجزائه المختلفة من الرقبة حتى العجز.. هذه بعض المشكلات المرضية التى تواجه كبار السن الذين يتمنون أن يرفع الله درجاتهم ويغفر ذنوبهم لتقبلهم هذا الابتلاء بالصبر والشكر لرب العالمين، ولكن للأسف الشديد فإنهم يعانون العزلة والوحدة وذلك لانشغال الأهل والجيران والأصدقاء بأحوالهم الشخصية، ولقد تقطعت جميع العلاقات والوشائج الإنسانية، وأصبح الناس وكأنهم يعيشون فى جزر منعزلة، ونسوا أو تناسوا فى ظل دوامة الحياة هؤلاء الآباء والأمهات والجدود والجدات وفقدوا التواصل بينهم ولو بالتليفون، وسادت الغلظة والفظاظة والجحود معاملات الأبناء لآبائهم والتى ذكرتنى بمسلسل العبقرى عبد المنعم مدبولى (أبنائى الأعزاء شكرا)، وللأسف زاد تدهور العلاقات الأبوية سوءا وجفافا، ولا أريد أن أفتح قلبى وما يختزنه صندوق الذكريات عن عشرات العاقين من الأبناء والأخوة والأخوات وإهمالهم وطردهم لآبائهم وأمهاتهم من مساكنهم، وكانت الأم الكسيحة المشلولة والتى ألقى بها ابنها العاق على سلالم المنزل وأمرها بالزحف فوقه لتصل للشارع فى أبشع موقف يتنافى مع الفطرة الإنسانية والتى أمرنا الله بها ألا وهى البر بالوالدين والإحسان إليهما حتى لو كانا مشركين «وإن جاهداك على أن تشرك بى ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما فى الدنيا معروفا» (لقمان15)، «وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما» (الإسراء23)، فلقد ذهلت عندما سمعت قصة الأبناء الذين رفضوا الذهاب لزيارة والدهم عند علمهم بمرضه بكورونا، ولما علم الوالد بأمرهم أشاع أنه قد توفى فهرع الأبناء إلى مسكنه حتى يحصلوا على الميراث فلما رآهم ألقى إليهم بالمفاجأة وهى أنه أوصى بجميع ثروته لدور المسنين والتى أتمنى أن تحظى باهتمام أكثر من المسئولين.
رابط دائم: