أكثر ما يسعد المبدع أن يجد التقدير من وطنه، وأكثر ما يجدد خلايا إبداعاته، أن يولد فى وطن يقدر قيمة الكلمة، وليست أى كلمه إنما هى أمانة الكلمة التى ينتصر فيها للناس..ربما تكون تلك إحدى الحيثيات التى دفعت إدارة مهرجان القاهرة السينمائى فى الدورة 42 إلى اختيار الكاتب الكبير وحيد حامد ليكون أول من يكرم بمنحه الهرم الذهبى بهذه الجائزة المستحدثة، تقديرا لمشواره الكبير مؤلفا ومنتجا يحتذى به، ولتأثيره الإيجابى، فى صناعة السينما، والسينمائيين، والجمهور أيضا.
يعد وحيد حامد من أهم كتاب السينما والدراما المصرية عبر تاريخها إذ قدم لها العديد من الأعمال التى تعد من أيقوناتها، خاصة أنه لا يخشى أبدا السباحة ضد التيار.
وهو عبر مشواره الإبداعى الذى يمتد لأكثر من أربعين عاما ظل يعبر عن البسطاء، ويتساءل معهم حول متاعبهم ويكشف المستور عن كثير من قضايا الفساد، وينتصر للحق والعدل. وقد نجحت أفلامه لأنها تعد قراءة صحيحة لواقع المجتمع إذ قدم أكثر من 40 فيلما، ونحو 30 مسلسلا تليفزيونيا وإذاعيا استطاع معظمها أن يجمع بين النجاح الجماهيرى والنقدى، فحصدت الجوائز فى أبرز المهرجانات محليا ودوليا.
تأكدت نجوميته فى رحلته السينمائية بتعاونه مع مجموعة من أبرز مخرجى السينما المصرية، كان صاحب النصيب الأكبر فيها المخرج سمير سيف، الذى قدم 9 أفلام.
وكان لوحيد حامد تجربة خاصة مع المخرج عاطف الطيب، امتدت لـ5 أفلام، يزينها «البرىء» و«التخشيبة» و «الدنيا على جناح يمامة» اما أكثر تجاربه جماهيرية وتأثيرا فكانت مع المخرج شريف عرفة وبلغ عددها 6 أفلام وأدى بطولة 5 أفلام منها النجم الكبير عادل إمام وهى: «اللعب مع الكبار»، و«الإرهاب والكباب»، و«المنسى»، و«طيور الظلام»، و«النوم فى العسل».
أما الفيلم السادس فكان «اضحك الصورة تطلع حلوة» بطولة أحمد زكى.
مطلع الألفية الثالثة، كان بداية تجربة جديدة لوحيد حامد مع جيل جديد من المخرجين، فكتب ثلاثة أفلام أخرجها محمد ياسين، هى، «محامى خلع»، و«دم الغزال»، و«الوعد»، كما كتب «عمارة يعقوبيان» عن قصة تحمل الاسم نفسه وإخراج نجله مروان حامد، كما كتب «الأولة فى الغرام» للمخرج محمد على، و«قط وفار» للمخرج تامر محسن، وكان الاستثناء فى هذه المحطة تعاونه مع المخرج يسرى نصر الله فى فيلم «احكى ياشهرزاد» عام 2009.
تكريم الكاتب الكبير اليوم هو تكريم لأمانة الكلمة وتأثيرها ومحبة حروف كاتبها لوطنه وللناس.
رابط دائم: