تشكل التغيرات المناخية التى أصبحت مرئية اليوم تحديًا ملحا للبحوث العلمية والأنظمة الحاكمة، حيث يتم حاليًا النظر فى تسخير إمكانات الطاقة المتجددة فى جميع أنحاء العالم للعثور على بدائل من الطاقة النظيفة باستخدام التقنيات التى توفر أقصى قدر من الكفاءة، وتحقق أدنى النسب من الملوثات والانبعاثات الكربونية الفاعل الرئيسى فى نشأة ظاهرة الاحترار العالمي.
وفى هذا السياق هناك حاجة إلى تقنيات جديدة لإنتاج أنواع من الطاقات ذات معدلات منخفضة من انبعاثات الملوثات الكربونية، فضلا عن تحديد وتخطيط وتنفيذ اتجاهات لتسخير إمكانات مصادر الطاقة المتجددة، وتمثل تقنية خلايا الوقود الهيدروجينى واحدة من الحلول البديلة لأنظمة الطاقة النظيفة المستقبلية، فمن مميزات الوقود الهيدروجينى أنه وقود عديم الانبعاثات وعادم احتراقه عبارة عن مياه مقطرة، ويستخدم وقودا منزليا بديلا عن الغاز الطبيعي، كما يستخدم مع خلايا الوقود لإنتاج الكهرباء النظيفة أو لإدارة محركات الاحتراق الداخلي.. لقد بدأ استخدام الهيدروجين كوقود لدفع المركبات الفضائية فى ثلاثينيات القرن التاسع عشر، ويعد توفيره للمستخدمين الصناعيين من الأعمال التجارية الرئيسية فى جميع أنحاء العالم، وفى الآونة الأخيرة تنامى الطلب على الهيدروجين بشكل كبير بما يتجاوز ثلاثة أضعاف منذ عام 1975، وجدير بالذكر إن الهيدروجين يتمتع حاليًا بزخم سياسى وتجارى غير مسبوق، مع توسع سريع فى عدد السياسات والمشاريع حول العالم، وبناءً على طلب من حكومة اليابان وخلال رئاستها مجموعة العشرين، أصدرت وكالة الطاقة الدولية تقريراً تاريخيا يقوم على تقييم الوضع الحالى للهيدروجين وتقديم إرشادات حول تطوره المستقبلي، حيث خلُص إلى أنه حان الوقت لتوسيع نطاق التقنيات وخفض التكاليف للسماح باستخدام الهيدروجين على نطاق واسع بما يسمح للحكومات والصناعات المتقدمة بالاستفادة الكاملة من هذا الزخم المتزايد، ويعتبر الهيدروجين وتقنية خلايا الوقود تزامنا مع طاقتى الرياح والطاقة الشمسية كأنظمة هجينة، هو الحل المثالى لتوفير الطاقة المستدامة والنظيفة وتحجيم ظاهرة الاحتباس الحرارى.
د. رجب إسماعيل مراد
أستاذ التحكم البيئى بجامعة مطروح
رابط دائم: