رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

كورونا لقاح بلا جواد

‎ شريف سمير

فى عالم السياسة كل شىء مشروع، وجميع الوسائل مباحة فى سبيل «البقاء» .. وبذات المنطق فكَّر زعماء فى الطريق الأنسب والأسرع لاستغلال جائحة كورونا وإحراز أهداف فى مرمى الخصوم. وبتجارب اللقاحات فى «سباق الموت» بين  الدول العظمى كان لابد من تجنب الخسارة بأى شكل وبأى أسلوب!.

وكان الرئيس الأمريكى دونالد ترامب أول من حاول الاستفادة سياسيا من تداعيات الفيروس وتحويل فاتورته الباهظة إلى بطاقة حصوله على الولاية الثانية .. ولكنه أغضب شعبه مع استهتاره الشديد بالكارثة واستعراض استراتيجيته بدون كمامة لتتضاعف أعداد المصابين  على نحو مخيف فى الولايات المتحدة، وسرعان ما استثمر منافسه الديمقراطى جو بايدن الحالة لكسب ثقة الملايين  وتوجيه السهام القاتلة نحو صدر ترامب وسياسته المتهورة.

وخلال ماراثون الانتخابات الرئاسية، تعلق ترامب بـ«طوق» شركة «مودرنا» الأمريكية للصناعات الدوائية، ليغازل أنصاره بنجاحها فى إنتاج لقاحها المضاد لكورونا. ولم يقف بايدن متفرجا على سيناريو ترامب وطريقة إخراجه لفيلم «لقاحات الإنقاذ»، وقرر التعلم من أخطاء التاجر الجمهورى، فتعهد بتوفير لقاحات ضد كورونا مجانًا للجميع. وتدريجيا بدأ السياسى الديمقراطى الماكر يسحب البساط من تحت قدمى «المقامر» الأشقر ليفوز بالبيت الأبيض فى النهاية ويعبر البوابة بـ «مفتاح كورونا»!.  

ويبدو أن رئيس الوزراء البريطانى بوريس جونسون آثر أن يعترف -خصوصا بعد إصابته بكورونا وصراعه مع الموت - بأن الوصول إلى لقاح ناجع ضد الفيروس أمر غير مضمون رغم وجود مؤشرات تبعث على الأمل، ووقف أمام البرلمان البريطانى يشيد بنتائج الاختبارات التى تجريها جامعة أوكسفورد وشركة «أسترازينيكا»، إلا أنه اعتبر المحاولات مجرد خطوة مهمة على الطريق الصحيح، وعقدت الحكومة البريطانية اتفاقا مع مجموعة «أسترازينيكا» لإنتاج ١٠٠ مليون جرعة من اللقاح عند تطويره. ووسط ارتفاع معدل الإصابات والوفيات وهبوب رياح الموجة الثانية من الوباء خلال الشتاء، أراد جونسون إزالة الخوف من نفوس البريطانيين  ليعلن عن إجراءات جديدة بديلة عن الإغلاق العام لمواجهة الجائحة اعتبارا من ٢ ديسمبر المقبل، وتتضمن خطته ٣ مستويات لفرض القيود والمحاذير بدقة وإتقان. واستبعد تماما إعادة البلاد إلى الحظر الشامل انطلاقا من تأثيره السلبى على تعليم الأطفال فى المدارس والجامعات، وإلحاقه أضرارا قاسية بالاقتصاد نتيجة إغلاق مجموعة واسعة من الشركات والمؤسسات. ومن ثم، ظهر جونسون بأُذن تستمع لتجارب العلم وأنباء اللقاحات المضادة لعلها تحصد ثمار جهود الشهور الماضية. ولايستطيع الرئيس الروسى فلاديمير بوتين  بدهائه وفكره الاستباقى أن يفرط فى فرصة تعطش العالم لـ «حقنة الحياة»، إلا ويبادر بالترويج لها عن طريق معامله وشركاته الكبرى، وبالفعل عرض قيصر روسيا تزويد الأمم المتحدة والدول الأعضاء بلقاح «سبوتنيك V» خلال كلمته أمام الجمعية العامة بمناسبة عيد تأسيس المنظمة الدولية الـ ٧٥، واستعرض قوة بلاده فى نشر نتائج دراسات مبكرة حول المصل الروسى، بل وأبدى استعداد موسكو لتقديم المساعدة اللازمة والمؤهلة لموظفى الأمم المتحدة مجانا. وتصديقا على وعوده، أعلن تسجيل لقاح ثان ضد كورونا طوره مركز «فيكتور» الحكومى، فضلا عن لقاح ثالث فى الطريق . أما الرئيس الصينى شى جين  بينج، فقد سعى لتنسيق الأدوار مع منظمة الصحة العالمية لضمان توزيع عادل للقاحات كورونا، وأغرى الدول النامية أمام مجموعة العشرين بمساعدات ودعم مالى وفير من الأمصال المضادة للفيروس، وبأقل التكاليف .. وانضمت الصين  إلى مجموعة «خطة تنفيذ لقاح كورونا» لتنفيذ عرضها السخى فى تصرف يغسل وجه بكين  من «عار» انطلاق كورونا من أراضيها. لم ينجُ كورونا من لعبة السياسة وحيل سادة العالم حفاظا على مصيرهم ومستقبلهم.. فمن يربح من هؤلاء الكبار أهم جولة بين  الفيروس ولقاح الأمل «بلا جواده»؟! 

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق