كيف لى أن أشرب فنجان قهوتي
ووجه الفنجان الرائق المعمّر
مزّعه صراخ الصبية
و أقاموا عند باب فمي
المتحرّق شوقا له
مأتمه
هو الآن يهيل أدعية الويل والثبور
على أم رأسى دون هوادة
ويجرع حنقى حتى الثمالة
والأطفال عنده مبرأون
كيف لا ......
وقد أقمت طويلا فى مقعدي
لا أعبأ لصياحهم
أكتب المقالة والقصيدة
ولم أغادر - منذ قهر -
مخادع الأفكار فى جمجمتي
حتى استفرغت أولى تجاربي
فى القصة القصيرة
مع أن قصصهم هم قصيرة جدا
ومتكررة جدا جدا ومسلية
ماذا يعنى إن جاءوك
بعد أن أجهز الثلاثة
لدقائق معدودات
على ما بأيديهم
من أكياس رقائق «الشيبسي»
ذات الحجم العائلي
لتمنحهم الفرصة للتحلية
بثلاث زجاجات من « البيبسي»
ذات الحجم
الذى يطلق عليه العامَّةُ «الصاروخ»
ماذا يعنى - بعدها -
إن أطرب آذانهم
بوق بائع «الدندرمة»
أو جهاز التسجيل
على عربة بائع «الفيشار»
فتسابقوا - ركضا ليوقفوه
أمام البيت قسرا -
قبل أن يتجاوزه
بأمتار قليلة فارقة
ماذا يعنى إن أبرزت للبائع
قطعة نقدية
من فئة الخمسة والعشرين قرشا
- ما كانت تكفي
لشراء خمس عبوات سخية -
فنظر إليك شزرا وقال :
هذه لواحدة !!!
فوقفت الكلمات فى حلقك جامدة
- إذ مضى يشكو لك
كيف أن السكر المدعم
ما عاد يكفى .......
فلجأ لشراء السكر الحر
وكيف أنه استدان
لشراء الألوان الصناعية اللاهية -
فرحت تقلب حافظة النقود
وتفتش محتوياتها رأسا على عقب
فلا تفلح إلا فى إيجاد
قصاصات أوراق قديمة
ما سجلت بها
منذ خمسة أعوام ونصف
أرقام هواتف
تلك الأرقام التي
لم تجرب طلبها
مرة واحدة
حتى أضحى معظمها
لا يصلح للتداول
أو لإجراء المكالمات المحلية
لكن أطراف أصابعك
يحالفها الحظ بالتقاط قطعة معدنية
تنقدها البائع
فيتلقفها بطرفى سبابته وإبهامه
دون أن يعيرك لفتة واهية
ويدخل الصغار انتظارا لبائع جديد
وبضاعة جديدة غير مدعمة
فماذا يعنى بعدها
إن مضى فنجان القهوة
بمزاجك للكتابة دون رجعة
أو أتلف الباعة المتجولون
حرية الإبداع
- حين مراوغة ورود
كل عشر دقائق
إلا وَهْدَةً مُنْجِيَة .
رابط دائم: