رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

تقرير إخباري..
اليونيسيف: كورونا ينشئ «جيلا ضائعا» وإغلاق المدارس ليس الحل

دينا عمارة
«كورونا» تلاحق العملية التعليمية

قبل أن يجتاح وباء كورونا العالم، كان العديد من البلدان يكافح لضمان حصول جميع الأطفال على تعليم جيد، فقدرة الأطفال ليس لها حدود، لكن الفرص محدودة للأسف فى بعض الأحيان، وكان تسعة من كل 10 أطفال دون سن العاشرة، غير قادرين حتى على قراءة قصة قصيرة، وذلك فى مدارس البلدان المنخفضة الدخل. ليس هذا وحسب، بل إن هناك كثيرا من البلدان أيضا تحرم الفتيات من فرص التعلم، بينما يتم إرسال إخوانهن الذكور إلى المدرسة بدلا منهن، ناهيك عن أن هناك العديد من الأطفال فى المناطق الريفية أوالنائية ليس لديهم مدارس يذهبون إليها على الإطلاق، أو لا تستطيع أسرهم تحمل عبء التكاليف المادية لإرسالهم إلى هناك.

والآن بينما يعانى العالم موجة ثانية من الفيروس، لاشك أن هناك أزمة تعليمية غير مسبوقة، ذروتها كانت بسبب إغلاق المدارس فى الموجة الأولي، والذى أُجبر 90% من الطلاب حول العالم (أكثر من 1.5 مليار طفل) على مغادرة فصولهم الدراسية، ولم يتمكن نحو 463 مليون طفل من الوصول إلى التعلم عن بعد، بينما تشير الإحصاءات إلى أنه قد لا يعود ما يصل إلى 16 مليون طفل فى أكثر بلدان العالم ضعفا إلى المدرسة مرة أخري، وذلك بسبب إجبارهم على العمل لمساعدة أسرهم على النجاة من الآثار الاقتصادية الوحشية لهذا الوباء الفتاك.

حتى مع الوعد بلقاح فى الأفق، إلا أن تقريرا جديدا صادرا عن منظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسيف»، حذر من تداعيات كبيرة ومتفاقمة على الأطفال مع استمرار إغلاق المدارس فى معظم أنحاء العالم، مع اقتراب دخول جائحة كوفيد-19 عامها الثاني، وتحت عنوان «مستقبل جيل بأكمله فى خطر»، رسم التقرير، الذى استند إلى استطلاعات من 140 دولة، صورة مقلقة لجيل يواجه « ثلاثية، وهى تهديدات: العواقب المباشرة للمرض نفسه، وانقطاع الخدمات الأساسية، وزيادة الفقر، وعدم المساواة.

ووجد التقرير، الذى نشرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية ملخصا له، أن إغلاق المدارس لم يفعل شيئا يذكر لإبطاء انتشار الفيروس، بل على العكس، تسبب فى ضرر طويل الأجل، حيث تقول هنرييتا فور، المديرة التنفيذية لليونيسف، إنه ظلت هناك «خرافة مستمرة» منذ بدء انتشار الوباء، بأن الأطفال يتأثرون تأثرا طفيفا بالمرض، ولكن هناك ما هو أبعد من ذلك، فبينما يمكن أن يصاب الأطفال بالمرض أو ينشروا عدواه، فما ذلك سوى غيض من فيض التأثيرات الناجمة عن الجائحة، فالتراجع فى خدمات الصحة والرعاية الاجتماعية الضرورية للأطفال بسبب إغلاق المدارس ، شكل التهديد الأكبرعلى صحة الأطفال، وحذرت هنرييتا فور، أنه كلما طالت مدة الأزمة، كلما اشتد تأثيرها على تعليم الأطفال وصحتهم وتغذيتهم وعافيتهم.

وبينما يمكن أن ينقل الأطفال عدوى الفيروس لبعضهم البعض وللفئات العمرية الأكبر سنا، ثمة أدلة قوية تشير إلى أن صافى فوائد إبقاء المدارس مفتوحة مع اتخاذ إجراءات السلامة اللازمة، يفوق تكاليف إغلاقها، فالمدارس ليست المحرك الرئيسى لانتقال العدوى مجتمعيا، والأرجحية أكبر أن يصاب الأطفال بالفيروس خارج مدارسهم، حسبما يؤكد التقرير.

وتوقع التقرير أيضا أنه ما لم يتم المباشرة فى تقديم خدمات الرعاية الأساسية، بما فى ذلك التطعيمات والرعاية الصحية للأطفال فى جميع أنحاء العالم، فإن أكثر من مليونى طفل قد يموتون فى الأشهر الـ 12 المقبلة، وقد يزيد الرقم على ذلك بـ 200 ألف حالة وفاة أخري، كما سيعانى ما بين 6 و7 ملايين طفل إضافى دون سن الخامسة، من الهزال أو سوء التغذية الحاد فى عام 2020، والذى سيترجم إلى أكثر من 10 آلاف حالة وفاة إضافية بين الأطفال شهريا، ومعظمها فى مناطق أفريقيا وجنوب الصحراء الكبرى ومنطقة جنوب آسيا.

فمن خلال بيانات جديدة من استقصاءات أجرتها اليونيسيف فى 140 بلدا، تم التوصل إلى أن نحو ثلث البلدان التى شملها التحليل، شهدت تراجعا بلغ 10 بالمائة على الأقل، فى تغطية الخدمات الصحية الخاصة باللقاحات الروتينية والرعاية العيادية للأمراض المعدية بين الأطفال وخدمات صحة الأم.

حذرت اليونيسيف أيضا فى تقريرها، من أنه «ما لم يغير المجتمع العالمى الأولويات بشكل عاجل، فقد تضيع إمكانات هذا الجيل من الشباب»، فقد حدث تناقص أيضا بنسبة 40 بالمائة، فى تغطية خدمات التغذية للأمهات والأطفال فى 135 بلدا، فحتى نهاية أكتوبر عام 2020، كان هناك نحو 265 مليون طفل فى العالم يخسرون وجباتهم المدرسية، كما قد يخسر أكثر من 250 مليون طفل دون سن الخامسة، فوائد برامج مكملات فيتامين ألف التى تحمى حياتهم.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق