التعاونيات هى قاطرة التنمية والذراع الشعبية لتحقيق النهضة الاقتصادية والاجتماعية، فهى منظومة تهدف بالأساس إلى توفير المنتجات والاحتياجات الأساسية المختلفة للإنسان، بسعر لا يزيد على قيمة التكلفة، من خلال كيان جماعى منظم يدار بواسطة أعضائه، تتوافر فيه ديمقراطية الإدارة والرقابة.
وللتعاونيات العديد من الأشكال والأنواع، يأتى على رأسها «الإسكان التعاوني»، الذى يهدف إلى توفير وحدات سكنية حضارية للمواطنين، دون السعى لتحقيق أرباح من خلال جمعيات الإسكان التعاونى، التى تنفذ العديد من المشروعات السكنية فى شتى مناطق الجمهورية. وقد نجحت الهيئة العامة لتعاونيات البناء والإسكان فى توفير آلاف الوحدات السكنية، عبر جمعيات الإسكان المختلفة، وهو ما أدى إلى أن تصبح التجربة المصرية مثالا يحتذى به بين الدول الإفريقية، بل وبين دول العالم المختلفة، الأمر الذى جعل القاهرة تتمكن من أن تصبح مقرا للعديد من المنظمات الدولية والإفريقية المختلفة، وهو ما سيكون له مردود إيجابى كبير على قطاع الإسكان التعاونى المصرى، وقدرته على توفير وحدات سكنية لمحدودى ومتوسطى الدخل.
من جهته، يقول الدكتور حسام الدين رزق، رئيس الهيئة العامة لتعاونيات البناء والإسكان، إننا نجحنا فى الحصول على موافقة الحلف التعاونى الدولى والحلف التعاونى الإفريقى، على استضافة مصر المقر الدائم للمنظمة الإفريقية لتعاونيات الإسكان، والمقر الدائم للمكتب الاقليمى للحلف التعاونى الدولى عن منطقة شمال إفريقيا.
وأضاف أن هذا النجاح تحقق بعد منافسة شديدة مع العديد من الدول الصديقة والشقيقة، مثل المغرب، وقد بدأنا بالفعل فى إجراءات التنفيذ، حيث تم تخصيص الأرض اللازمة لإقامة مركز التعاونيات الإفريقية بمنطقة أرض الجمعيات بالقاهرة الجديدة، كما تم عمل تصميم للمبنى على الطراز الفرعونى التجريدى، باستخدام ألوان إفريقية، وسيتم تمويل المبنى ذاتيا من خلال استغلال الأنشطة الموجودة به، حيث ستتم به كل الدورات التعاونية الإفريقية، بعد أن أبدى العديد من دول القارة رغبتها فى دراسة التجربة المصرية لتطبيقها فى بلادها.
ولفت رزق إلى أن التنسيق جار مع وزارة الخارجية لتوقيع بروتوكول تعاون مع الحلف التعاونى الدولى قبل نهاية العام الحالى، حيث أبدى وزير الخارجية، سامح شكرى، اهتماما كبيرا بهذا الموضوع، لأنه يعد إحياء لدور مصر التاريخى فى القارة الإفريقية، ويأتى فى إطار التوجه لأن تكون التعاونيات من الوسائل الأساسية لتنفيذ السوق الإفريقية المشتركة، بعد موافقة 54 دولة إفريقية على ذلك.
وقال إن الجميع شاهد، خلال المؤتمر التعاونى الأخير الذى عقد فى مصر، قدرتها على تنفيذ المشروعات الكبرى، مثل العاصمة الإدارية الجديدة والعلمين الجديدة وغيرهما من المشروعات، كما شاهدوا مشروعات جمعيات الإسكان التعاونى، وقد أشاد رؤساء الحلف التعاونى الدولى والحلف التعاونى الإفريقى وتعاونيات الإسكان الدولية بهذه المشروعات، وهو ما كان له الأثر الكبير، وكان من ضمن العوامل الرئسية لنجاح مصر فى الحصول على تلك المقرات، مشيرا إلى أننا نسعى ايضا إلى استضافة المقر الدائم للمركز الذكى للتعاونيات الإفريقية.
وأشار رئيس هيئة التعاونيات، الى ان استضافة هذه المقار سيضيف بعدا دوليا وإقليميا لنجاح تعاونيات الإسكان المصرية، وهو ما سيؤدى الى اضافة قوة كبيرة لها، تمكنها من تحقيق نجاحات وطفرات كبيرة فى تحقيق أهدافها، المتمثلة فى توفير وحدات سكنية منخفضة التكاليف للمواطنين المستحقين، وهو ما سينعكس على زيادة المشروعات التى سيتم تنفيذها، وزيادة أعمال شركات المقاولات المصرية وتوفير فرص عمل جديدة.
وكشف عن أن هذا النجاح دعا الحكومة السعودية إلى طلب الاستفادة من التجربة المصرية، حيث سيتم قريبا توقيع بروتوكول مع وزارة الإسكان السعودية، للاستفادة من التجربة التعاونية المصرية فى التنظيم الإدارى والفنى، وكيفية تكوين الجمعيات، ولكى تصبح التعاونيات محورا شاملا فى التنمية، وليس الإسكان فقط.
رابط دائم: