حالة من الجدل الشديد أثارتها حلقات «ربع قيراط» من مسلسل «إلا أنا» المعروض حاليا بسبب شخصية منى التى تؤديها الفنانة ريهام عبد الغفور وزوجها «أحمد أبو حجر» أو الفنان مصطفى درويش، فهل ترتكب البنت التى تقبل الزواج دون شبكة ومؤخر وقائمة غلطة؟ أم انها تفعل الصواب وتتصرف كبنات الأصول؟، وهل تندم الزوجة على تضحياتها ووقوفها بجانب زوجها لأن الرجال لا يقدرون؟ فشخصية «منى» هى الزوجة والأم المضحية التى كرست حياتها من أجل زوجها وكانت تحرم نفسها، شراء قلم روج لتوفر لزوجها وتقدم احتياجات أولادها على احتياجاتها حتى حققت حلمها فى الحصول على شقة جديدة فى مكان جميل، ثم استيقظت على كابوس أن زوجها متزوج فى الشقة التى كانت تحلم بها وفرشتها بنفسها, وعندما حاولت الثأر لكرامتها يطلقها ويرفض الصرف عليها وعلى أولادها بل ويبيع شقة الزوجية ويطردها منها. فهل أخطأت منى وهل تنازل البنت عن حقوقها المادية والشرعية قبل الزواج وتفانيها فى خدمة زوجها وأسرتها غلطة لابد أن تحذرها النساء أم انه الطبيعى والعادى والمتوقع؟
المرأة يجب أن توزع مسئوليات بيتها ولا تعفى زوجها وأولادها منها، ولا تضحى تضحية كاملة وتلغى حياتها تماما، هذا ما تؤكده د.إنشاد عز الدين عمران أستاذ علم الاجتماع بكلية الآداب جامعة المنوفية, لأن »جوزك على ما تعوديه وابنك على ما تربيه» فهذا المثل مضبوط لأن الزوجة التى تفضل بيتها وأولادها على نفسها وتنسى نفسها تماما تكون بذلك أعطت زوجها الفرصة لإهمالها والتقليل منها والتخلى عنها بمنتهى السهولة والخطأ الاكبر هو ان تربط المرأة أحلامها وحياتها برجل فلابد أن تبنى كيانها وشخصيتها فلا تنهار اذا ما انهارت العلاقة وتخلى عنها الرجل.
وتؤكد ضرورة تمسك البنات بحقوقهن الشرعية من المهر والشبكة والقايمة دون مبالغات فهى نفسها ما زالت تحتفظ بفواتير شراء العفش الذى تزوجت به منذ عام 1972 ورغم أن وقتها لم يكن هناك افتراض سوء نية كما يحدث الآن لكنها الاصول والاهم هو الاختيار الصحيح وعدم الاندفاع وراء المشاعر الطائشة أو السعى وراء المادية والمظاهر والتلهف على الزواج.
وتشرح د.ألفت علام استشارى العلاج النفسى أن التضحية تختلف عن الإيثار فهو مبدأ إنسانى ويعتبر من سمات الرقى والتطور ودرجة عالية من الإنسانية، وكثير من النساء تحب دور المضحية لترضى الآخرين على حساب نفسها وعلى حساب حقوقها، ودائما ما تردد الزوجة «أنا بضحى عشان بيتى وولادى» والثقافة لدينا تعزز مفهوم أن الست طلباتها آخر حاجة وطلبات الزوج والأولاد أهم، وحتى لو شعرت بالتعب فلا تذهب للطبيب وبذلك تؤذى نفسها أولا وقبل أى شىء، وهى أيضا تصدر مفهوما خاطئا للتضحية. فلا يصح أن تقتصر التضحية على المرأة فقط فالزوج شريك فى الحياة الزوجية.
وتنصح د. ألفت كل امرأة أن تتعلم الادخار وعدم صرف كل الأموال فى البيت، حتى إذا وقع انفصال لاقدر الله يكون لدى المرأة الأمان المادى على الاقل. وهى كأم لابد ان توازن بين الاهتمام بأولادها وبنفسها ويكون لديها مرونة فالتضحيات لا تكون فى كل وقت ولكن عند الضرورة فقط.
رابط دائم: