رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

الدروس المستفادة

كثيرة هى الدروس المستقاة والمستفادة من نتائج الانتخابات الأمريكية الأخيرة التى فاز بها المرشح الديمقراطى جو بايدن (78سنة) على منافسه الجمهورى دونالد ترامب (71 سنة). لعل أهم هذه الدروس ما يلي:

أولا: إن الصحافة والإعلام كان لهما دور أساسى فى تعبئة الرأى العام ضد ترامب والذى تصادم معهما منذ يومه الأول فى البيت الأبيض، كما أن لفشله فى إدارة أزمة فيروس كورونا تأثيرا واضحا على خسارته الانتخابات حيث تصدرت الولايات المتحدة الأمريكية دول العالم فى عدد الإصابات (10 ملايين) والوفيات(250 ألفاً) أى نحو ربع الإصابات والوفيات بالعالم.

ثانيا: على الرغم من هزيمة ترامب فى الانتخابات إلا أنه سيشكل فى المستقبل ما يمكن أن نطلق عليه (الترامبية)، وقد حصل على 68 مليون صوت، ولاشك أن هذا العدد يمثل كتلة انتخابية تؤيده، وهى كتلة معتبرة بلا شك .

ثالثا: تؤكد نتائج الانتخابات أن العرب عاشوا وهما تاريخياً منذ اغتصاب فلسطين فى عام 1948 وحتى الآن، وهذا الوهم اسمه (اللوبى اليهودي) الذى بيده اختيار رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، فمما لا شك فيه أن ترامب أعطى لإسرائيل ما لم يعطها إياه أى رئيس أمريكى سابق (قد أعطى من لا يملك لمن لا يستحق) ضارباً بذلك عرض الحائط بكل المواثيق والأعراف الدولية، وعلى الرغم من ذلك فلم يستطع اللوبى اليهودى إنجاح ترامب.

رابعا: يقول البعض إن هناك أزمة خطيرة تهدد الانتقال السلمى للسلطة فى الولايات المتحدة الأمريكية على خلفية رفض ترامب الاعتراف بالهزيمة ورفعه عدة دعاوى قضائية للطعن فى نتيجة الانتخابات، ولكن ترامب سيذعن فى النهاية، ويعترف بالحقيقة لأن هناك نظاماً إدارياً مؤسسياً فى الولايات المتحدة الأمريكية، ويقول توماس فريدمان الكاتب الأمريكى المعروف: إن أعظم ما فى أمريكا ليس الثروات والاقتصاد، ولا التكنولوجيا والتفوق العلمى ولا الإبداع والسينما وهوليوود، ولا الجيوش الجرارة.. أعظم ما تمتلكه أمريكا هو نظامها البيروقراطى الإدارى المؤسسي.

خامسا: على العرب ألا يعولوا كثيراً على جو بايدن لأن للسياسات الأمريكية أهدافها الاستراتيجية الثابتة، وإن تنوعت الأساليب والتكتيكات بين الحزبين الجمهورى والديمقراطى، فالمواطن الأمريكى يعطى صوته لمن يوفر له قدراً أكبر من الرفاهية، فديدنه فى الحياة ( غداً دولار جديد).. إن ترامب وبايدن وجهان لعملة واحدة بالنسبة لإسرائيل، وصرح بايدن من قبل بما يؤكد هذه الحقيقة بجلاء لا يحتمل اللبس على منوال (إذا لم توجد إسرائيل لكان على الولايات المتحدة الأمريكية اختراع إسرائيل)، (إذا كنت يهودياً فسأكون صهيونياً)، (إسرائيل ضرورية لأمن اليهود فى العالم).

سادسا: على خلفية شخصية ترامب التى تتسم بالتهور والتصادم وقيامه بعد هزيمته فى الانتخابات بإقالة وزير دفاعه وتعيينه شخصا آخر مكانه معروفة عنه الوداعة وعدم مناقشة الأوامر، ويخشى البعض أن تحمل المدة الباقية لفترة رئاسة ترامب (60 يوماً) مفاجآت دراماتيكية من العيار الثقيل قد تقلب هذه الأيام إلى أطول أيام التاريخ الأمريكى كأن يدخل ترامب حرباً مع إيران مثلاً لاسيما أن الدستور الأمريكى لا يمنعه من ذلك. الأيام القادمة كفيلة بالرد على هذه التخوفات.

د. محمد محمود يوسف

أستاذ بزراعة الإسكندرية

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق