رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

العلم والمهارات

بريد;

جاء رهاب التكلم أو الخوف من التحدث أمام جمع من الناس بمرتبة متقدمة فى استطلاع للرأى أجرى بين عدد من قيادات المؤسسات الدولية ورواد الأعمال، فقد أكدت نسبة كبيرة من المشاركين أن التحدث فى اللقاءات العامة هو أكثر شىء يشغل أذهانهم ويخشونه، وبغض النظر عن الرغبة فى خوض تلك التجربة من عدمها، فقد أصبحت مهارة إلقاء الكلمة لمن يشغلون مناصب إدارية عليا إحدى المحاور الرئيسية فيمن يبتغى النجاح والتميز فى عالم الأعمال اليوم.

فى ضوء ذلك، يمكن القول إن مهارة التواصل الفعال تعد عاملا مشتركا بجميع معادلات النجاح، حيث تسهم فى بناء جسور الثقة والاحترام مع الآخرين، وهو ما يتطلب الكثير من الخبرة الاحترافية العالية للتمكن منها.. أما الحوار فهو لغة راقية يفتقدها البعض، ويعتبر أحد أساليب الاتصال التى تسير ضمن المنهج العقلى، وترتكز على الوقائع والتحليل المنطقى لتعمق الفكر وتنقيه بما يعلق به من جمود أو تعصب.. هنا لابد أن نشير إلى أهمية مهارة «الإنصات الجيد» كشرط أساسى لضمان اطار نقاش ايجابى راق يترك أثرا طيبا، ويعكس الواقع الحضارى للأفراد.. يأتى ذلك بإعطاء الوقت الكافى للتحدث بلا مقاطعة، الأمر الذى نلحظ قصوره عند بعض المحاورين، فمن لا يحسن الإصغاء لا يتقن الحديث..

وفى واقع الأمر، تتراجع ثقافة الاختلاف يوما بعد آخر، فقد تضاءلت قيمة مضمون الرأى أمام مصدره، بل إن كل شئ يتحدد وفقا للتوجهات الأيديولوجية حتى لو لم تكن جوهر الحقيقة والمصداقية.. هنا تكمن ضرورة تعميق دور فن العلاقات الإنسانية الذى يشكل ركائز قيام مجتمعات ذات نسيج قوى متجانس لا يمكن للعنف اختراقه أو فتح ثغرات فيه، لكونه مـن أكثر عوامل التنميـة تأثيرا فى تشكيل وصقل سمات الشخصية المتزنة القادرة على استيعاب التنـوع وقبولـه بفكر واع مستنير.. لذا فوجود برامج متخصصة تعمل على الدمج بين لغة العلم والمهارات المتنوعة خلال مرحلة الطفولة المبكرة، بات أمرا حيويا لتعزيز الأنماط السلوكية المرغوبة التى يمارسها النشء فى حياته كجزء من طبيعته التفاعلية، وتحفيز الجيل الصاعد على السعى الدؤوب فى دروب التطوير، وهناك مقولة للعبقرى ستيف جوبز المدير التنفيذى السابق لشركة آبل جاء فيها «إن المستقبل لهؤلاء الذين لا يتوقفون عن التعلم والإرتقاء بمستوى مهاراتهم بصفة مستمرة، فى ظل عالم شديد المنافسة وسريع التقدم بدرجة مرعبة».

م. محمد الحناوى

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق