استوقفتنى رسالة د. سامى على محمد كامل فى بريد الأهرام بعنوان «الزراعة العائمة» عن استخدام السفن القديمة كأرفف للزراعة عليها، وكذا ربط أقفاص شبكية بهذه السفن من الصلب الذى لا يصدأ بفتحات متدرجة حسب حجم الأسماك، وزراعة الطحالب ومصانع مصغرة لـ «تشفية» وتعليب الأسماك، وتعليقا عليها أقول: «من الناحية الفنية إن هذه السفن العاطلة سرعان ما تصدأ وتغرق فى قاع البحر ويفضل تخريدها واستخدام ناتج التخريد فى صناعة الحديد والصلب، كما هو المتبع فى أحد موانى بومباى بالهند، فالعائد من هذه العملية كبير جدا وتجار الخردة بمصر جاهزون لهذه العملية.. أما الزراعة داخل هذه السفن فتحتاج إلى ضوء الشمس، ومن أين نأتى به؟، وإذا تمت الزراعة على سطح السفينة، فما هى المساحة التى سنوفرها للزراعة، وهل سيتم وضع تربة صناعية على صاج الأسطح، فى حين حبا الله مصر بمساحات شاسعة من الصحراء التى تنادينا بزراعتها، ولا نقول من أين الماء؟، فالجواب موجود، فلو تم تكريك بحيرة السد وهذا التكريك سيكون جبرا على مصر خلال سنوات معدودة لتلافى إظمائها، وسوف يتم فرش هذا الطمى على جوانب شواطئ بحيرة السد، وبالطبع سيكون هذا الطمى مشبعا بالمياه، بالإضافة إلى المياه التى توجد على عمق أمتار قليلة.
وعلى جانب آخر يجب ألا نغفل تصميم الدكتور سامى بخصوص المبانى المقببة التى تصلح لمناخ منطقة بحيرة السد ومنطقة توشكى، ولنا أن نتخيل نوعية الخضر والفاكهة والتمور ذات السماد العضوى الذى افتقدته الزراعة فى مصر مع إنشاء مطار لطائرات الشارتر لشحن وتصدير ناتج الزراعة ذات النوعية والطعم اللذين لا مثيل لهما فى العالم مع تنمية البحيرة لانتاج الاسماك كما كانت فى سابق عهدها، ولماذا لا نفكر فى تربية التماسيح للاستفادة من لحومها كعلف للأسماك ناهيك عن جلودها مع إزالة الخوف لدى الصيادين من هجومها، ومع منظومة التكريك فليس هناك ما يمنع من تغذية مياه نهر النيل بالطمى المستخرج من البحيرة، كما يمكن تجفيف الطمى وتعبئته فى شكائر من البلاستيك المنسوج، ونقله إلى كل مكان على طول مجرى النيل بواسطة الصنادل البحرية وبسعر أرخص كثيرا من الأسمدة التقليدية الكيماوية مع إنشاء الموانىء والأهوسة اللازمة للنقل البحرى، وذلك لخفض كارثة السماد الكيماوى.
مهندس ــ جلال شره
رابط دائم: