رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

الواقعية والعقلانية

بريد;

لا يملك أى إنسان سوى أن يضم صوته لكل الأصوات المنددة بالرسوم المسيئة التى طالت رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم وللتصريحات المستفزة التى تسعى فى مجملها لتطويق الإسلام وشيطنته ومهما يحاول الغرب إرجاع ذلك إلى حرية التعبير إلا أن هذه الحرية لا تُجيز الإساءة ولا تُبيح التطاول وإيذاء المشاعر، لكن الشىء المؤكد هو أن صورة الإسلام لدى الغرب تعانى أزمة شديدة ولا خير فى نجوانا إن لم نُقر بأننا كنا سبباً فى ذلك بعد أن باتت أخطاؤنا فى حق ديننا ونبينا واضحةً وضوح الشمس، فثمة أُطروحات طفت على السطح امتزج بها تصحر الفكر مع جنوح الأفعال وأغرقتنا فى مستنقع الإرهاب وألحقت ضرراً بالغاً فى صورة الإسلام.

وفى ذات الوقت علت خطاباتٌ تتكلم عن أن العالم يعيش فى أوحال الضلال وليس هناك من سبيلٍ إلى إنقاذه سوى الإذعان القهرى لتعاليم الإسلام مهما تكن الوسائل حتى وإن اُستبيحت الدماء واُغتيل الأمن والأمان فسبب ذلك تحفظاتٍ وتخوفات فى تعامل غير المسلم مع المسلم ووصل الأمر إلى حد الكراهية والصدود، أضف إلى ذلك حالة التخلف والضعف التى وصلنا إليها مما أغرى العالم بالاستهانة بنا والتقليل من شأننا.

والسؤال الآن ماذا نحن فاعلون؟ هل سنكتفى بالإدانة والمقاطعة وإشهار المواجهة التى سوف تفتُر حدتها بعد فترة، أم نجعل نظرتنا أكثر عمقاً وموضوعية تتجاوز حدود العاطفة ومنطق الحلول الوقتية ونجعل خُطتنا ترتكز على دروع قوامها عيونٌ يقظة تقوم بترتيب مكونات المعادلة الصحيحة لأفكار الإسلام بعيداً عن الغُلو والغُلواء والتى نتج عنها (خلل فهمى) أعمى العيون عن الفهم الصحيح لهذا الدين بتوضيح أن صورته الحقيقية تستند إلى الواقعية والعقلانية تصلح لبناء جُمل مفيدة ومتوازنة تستطيع مواكبة المستويات الواسعة كمُخرجات للمشاهد التى توقظ الخير فى النفوس والمُشيدة لصروح الإنسانية على نحوٍ يُكسب الرضا الطوعى عن هذا الدين يُغرى بحسن الاقتداء به، فيغدو حتى غير المسلم مصدراً مركزياً للتأثير على الأفراد الآخرين سوف يُفضى وإن طال الزمن إلى إعادة النظر فى ديننا ونبينا فى إطار نظام أكثر ثراءً يحقق للإنسان أمناً وسلاماً يتوافق مع صلاح البشرية، وإعلاء سموها بما يحمى حق كل إنسان فى الحياة مما يُبرئ الإسلام من كل عيب أُلصق به، بل يُقنع العالم أنه مشكاةٍ مضيئة لهذا الكون، ومن رشادة هذا كله يكون الرد على حملات التشكيك والاستهزاء صادراً منهم أنفسهم وحسْب ذلك يكون فى سياق الآية (فَإِذَا الَّذِى بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيم).

عبد الحى الحلاوى

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق