يعانى بعض الاطفال ضعف التحصيل الدراسى أو عدم استيعاب الدروس أو عدم الإقبال على المذاكرة وحل الواجبات المدرسية فتبذل الامهات مجهودا مضاعفا من اجل رفع قدراته والضغط على الصغير اكثر لكن دون جدوى.
ربما كان الطفل يعانى صعوبات التعلم المتعددة التى تجعله بحاجة إلى نوع مختلف من التعليم وطريقة أخرى فى استذكار الدروس ولكن قبل ذلك كما تقول أميرة الصباغ إخصائية صعوبات التعلم لابد أن التمييز بين طفل ضعيف دراسيا وطفل لديه مشكلة تحتاج إلى تدخل علاجى.
فالطفل الذى يعانى صعوبات التعلم مستواه اقل من أقرانه بشكل دائم ومستمر لكن الطفل العادى الذى يعانى ضعف المستوى التحصيلى يرتفع مستواه وينخفض من شهر لآخر ولابد أولا أن نستبعد عدة عوامل قبل القطع أن الطفل يعانى من صعوبات التعلم فنتأكد أنه لا يعانى مشكلة نفسية سواء اسرية ناتجة عن مشاكل بين والديه مثلا او غيرها أو مشكلة فى المدرسة نفسها لانه يعامل بشكل سيئ من زملائه او مدرسته.
وهناك ثلاثة عناصر اخرى لابد من النظر فيها وهى اولا تقييم معلمته له فهى اول من يلاحظ إن كان الطفل طبيعيا ام لديه مشكلات فى التعلم وثانيها درجاته الشهرية فهل هى ثابتة ام متغيرة ضعيفة أم متوسطة، فالطفل الذى يعانى مشكلة فى التعليم لا ترتفع درجاته أبدا عن ثلاثة من عشرة أو من عشرين والعنصر الثالث والمهم والذى تتجاهله أغلب الامهات هو صفحة الاهداف التى تضعها الوزارة فى اول الكتاب فاذا لاحظتى ان قدرات ابنك لا تتواكب مع اهداف المنهج مثل أن يكون فى منتصف الفصل الدراسى لم يجيد تمييز الحروف أو تعلم الحساب أو غيرها فابنك يعانى من مشكلة
والمشكلات متنوعة ومتعددة كما تقول أميرة الصباغ فهناك الطفل الذى يعانى «الدسلكسيا» وهى عسر القراءة «والديسجرافيا» او عسر الكتابة ولكنها لا تمثل مشكلة الا بعد سن السابعة خاصة إذا وصل ابنك إلى هذه السن دون أن يكون قادرا على تمييز الحروف أو انه يكتبها بالمقلوب أو لا يميز عقارب الساعة أو لا يعرف أسماء الشهور أو الايام أو عدد ايام الاسبوع واسماءها وهو لا يستطيع ان يحفظ خطوات الوضوء أو يؤديها بترتيبها وينسى واجب المدرسة وينسى اغراضه وحقيبته فى المدرسة بشكل متكرر وليس عرضيا فعليك استخدام الحروف المجسمة البارزة وهناك من يعانون «الديسكالكوليا» وهى صعوبات الحساب وهؤلاء لا يمكن تعليمهم الحساب بشكل تجريدى بل يجب ان يكون ذلك باشياء مجسدة فاذا كان يقوم بعملية حاسبية بسيطة مثل 5+5 فليكن ذلك بخمس برتقالات او تفاحات او مكعبات او غيرها وغالبا ما سيحتاج هذا الطفل إلى جلسات علاجية وستتحسن حالته وإذا لاحظتى أن ابنك لا يستطيع التركيز لاكثر من دقائق معددة وتعيدين وتزيدين فى حل المسائل بلا نتيجة أو أنه لا يستطيع ربط حذائه أو ارتداء حزامه وحده فربما كان يعانى تشتت الانتباه ويمكن لمدرسة الفصل أن ترصد ذلك بسهولة فهو موجود فى الفصل وغير موجود وتركيزه منعدم وقبل بدء رحلة الجلسات التقويمية عليك هنا القيام ببعض الخطوات فاعطيه الكثير من الاستراحات ولا تجبريه على الانتباه اكثر من عشر دقائق على ان تضعى امامه ساعة وتحددى الوقت المذاكره معه فهذا الطفل يحتاج دائما إلى تجسيد الاشياء امامه.
وقد يعانى الطفل فرط الحركة بما يجعله لا يجلس على مقعده فى الفصل او المذاكرة فعليك الاستجابة لذلك بتركه يتحرك ويتعلم اثناء الحركة لا مشكلة فى ذلك مع عدم اجباره على الجلوس لفترات طويله.
وهناك بعض الاطفال يواجهون صعوبات فى تعلم لغتين معا وغالبا ما تكون العربية لانها اصعب فى التعلم من الانجليزية وفى هذه الحالة لا تضغطى عليه بل ركزى معه على تعلم لغة واحدة.
وتضيف اميرة الصباغ ان الاطفال الذين يعانون من صعوبات التعلم يواجهون صعوبة فى المنهج المقرر عليهم ونظام التعليم المفروض عليهم فالقواعد المعمول بها فى المدارس المصرية أن الطفل بمعدل ذكاء أقل من 70 يتم ادخاله مدارس التربية الفكرية ومن 70 الى 82 يطبق عليه نظام الدمج واكثر من 82 هو الطفل الذى يتلقى المنهج التقليدى لكن طفل صعوبات التعلم قد يكون عبقريا ومعدل ذكائه 140 لكنه يعانى صعوبة معينة فى القراءة او الحساب وبالتالى لا يطبق عليهم نظام الدمج وهو فى نفس الوقت لا يستطيع ان يكون مثل الطفل العادى وبالتالى يجب اعادة النظر فى هذه القواعد لتشمل اطفال صعوبات التعلم.
رابط دائم: