-
أهالى العيساوية: أصبحت لنا بيوت حقيقية بدلا من الكهوف
-
«التضامن: استهدفنا الأسر والفئات الأولى بالرعاية ونجحنا فى تسيير قوافل طبية للقرى
قررت «تحقيقات الأهرام» أن تخوض تجربة مشاركة مع أهالينا فى صعيد مصر وتسجل معهم الساعات الأولى لتسلمهم بيوتهم الجديدة بعد إعادة تطويرها وبنائها من جديد تنفيذا للمبادرة الرئاسية «حياة كريمة» سجلنا لحظات فرحة الأهالى التى يمتزج معها الإحساس بالأمان تترجمها كلمات بسيطة معبرة «أصبح لنا بيوت حقيقية بدلاً من بيوتنا القديمة الخطرة التى تشبه الكهوف المظلمة». ومن أجمل ما رأينا لمعان عيون الأطفال التى
لا تكذب بأن أصبحت لهم بيوت يفخرون بها وأماكن لمذاكرة دروسهم فيها .
رصدنا من خلال تجولنا داخل قرية العيساوية شرق التابعة لمحافظة سوهاج، الفارق الذى أحدثته المبادرة الرئاسية فى حياة هؤلاء الناس البسطاء الذين طالما عانوا من فقر المعيشة ومنازل تعرضهم للمخاطر، رصدنا كيف حولت المبادرة أسلوب الحياة لأنها لمست ووضعت يديها على أهمية الأمان الحقيقى فى الحياة وتوفير مفردات الحياة الكريمة، كما تتبعنا مدى تحقق البعد الاجتماعى لتلك المبادرات الرئاسية على حياة المواطنين وتأثيرها فى تغيير حياتهم ليس فقط على مستوى تطوير البيوت وإنما على مستوى تعزيز التنمية الاجتماعية والاقتصادية ودعم تلك الفئات الأولى بالرعاية للمساهمة فى مد وصلات مياه داخل المنازل التى تفتقد الخدمات الأساسية، وتحسين البنية التحتية لأماكن تقديم الخدمات الصحية والاجتماعية والبيطرية، وتنظيم قوافل طبية وتوفير الدعم الاجتماعى والصحى لذوى الإعاقة والتى تشكل فى مجملها أهم أهداف مبادرة «حياة كريمة». وقد شاركت «الأهرام» فرحة الأهالى بمحافظة سوهاج بالحياة الكريمة التى بذلت الدولة الجهود لتوفيرها للمواطن السوهاجى بالقرى الأكثر احتياجا.
فى البداية قالت كريمة عبدالرحيم ــ إحدى المستفيدات من المبادرة وزوجها عامل باليومية ولديها ولدان وبنت ــ : «أخيرا بقى عندنا حاجات حلوة كتير» فلم تكن البيوت مثل بعضها، فهناك بيوت أشبه بالكهوف المظلمة كانت على الأرض بدون فرش أو أجهزة كهربائية ولا نستطيع أن نقدم شيئاً لمن ستر بيوتنا إلا الدعاء ب«جزاكم الله خيرا» فبعض الأهالى بقريتنا ليس لديهم غسالة أو بوتاجاز «وكنا نعمل بالكانون أو وابور الجاز» وهما أقل أمانا فى التعامل، وأكثر خطورة على أولادنا وأطفالنا.. الآن أصبح لدينا أجهزة كهربائية، ونعيش فى النور، تحت سمع وبصر الحكومة.
ومهللا بالفرحة والسعادة، شكر عم عنتر عبدالرحيم، الرئيس عبدالفتاح السيسى رئيس الجمهورية والحكومة على كل ما تقدمه من خدمات بشكل عام وللأسر الأكثر احتياجا بشكل خاص داعيا: «ربنا يبارك لكم ويجازيكم بقدر ما اسعدتمونا» فأنا أعيش ومعى 12 فرداً فى المنزل شعروا جميعا بالحياة الكريمة داخل منزل يحميهم تتوافر فيه الأجهزة الكهربائية الأساسية وحمام آدمى وغرف معيشية.
قبل التطوير
وقالت راضية فتوح إحدى المستفيدات من مبادرة حياة كريمة: يعمل زوجى فى مزرعة خارج المحافظة حتى يوفر لى ولأولادى الثلاثة احتياجاتنا الأساسية والمبادرة أحيتنا من جديد، لأننا كنا نعيش حياة غير آدمية بالمرة، داخل منزل متهالك، وعندما تقدمنا للمؤسسة التى أبلوغنا أنها ستأخذ البيانات، تم إدراج منزلنا ضمن خطة إعادة التأهيل والإعمار، والحمد لله، لأول مرة، نعيش داخل البيت دون خوف من الأمطار أو برد الشتاء، لأننا أصبحنا نعيش تحت سقف من خير مصر ورعاية الرئيس السيسى، وتكافل مؤسسات أهلية، ودعم وزارة التضامن والمحافظة، فلكل منهم دور وسعى مشكور، ونتمنى أن يمتد التعمير وإعادة التأهيل لجميع بيوت العيساوية، حتى تعم الفرحة الكبيرة فى كل المنازل.
يقول اللواء طارق الفقى محافظ سوهاج: إن حجم الاستثمارات التى تم ضخها بالمحافظة خلال السنوات القليلة الماضية من خلال برنامج التنمية المحلية بصعيد مصر، والمبادرة الرئاسية «حياة كريمة» يعد أمراً غير مسبوق، مشيدا بحجم المشروعات التى يتم تنفيذها على أرض المحافظة فى مختلف المجالات، مؤكدا أن سوهاج ستشهد طفرة تنموية خلال المرحلة القادمة، ومؤكدا أن شعب سوهاج يقدر تماما اهتمام القيادة السياسية ودعم الحكومة وما يقدم من مشروعات تنموية وخدمية لتحقيق التنمية الشاملة على أرض المحافظة وتحقيق تطلعات أهالى سوهاج.
وأوضح المحافظ أن المرحلة الثانية من مبادرة «حياة كريمة» تشمل 68 قرية بالإضافة إلى استمرار المتابعة والعمل بقرى المرحلة الأولى والتى يبلغ عددها 29 قرية، ليصبح إجمالى القرى 97 قرية يستفيد بها مليون و196 ألف مواطن موجها بضرورة المتابعة الميدانية لجميع المشروعات التى سيتم العمل بها بالمرحلة الثانية من المبادرة ومراقبة مؤشرات الأداء أثناء تنفيذ تلك المشروعات والعمل من خلال خطة متكاملة والتنسيق بين جميع الجهات الشريكة والمعنية لتحقيق أقصى استفادة من المبالغ المخصصة للمبادرة، لافتا إلى أهمية تكثيف الجهود والعمل بالقرى المستهدفة بالتوالى، وضرورة التطوير الحضرى لكل قرية بالكامل، ورفع كفاءة البنية التحتية بها.
ومن جهته، يشير الدكتور أحمد سامى القاضى نائب محافظ سوهاج إلى أن المبادرة تهدف إلى تحقيق تنمية حقيقية وتوفير حياة كريمة للقرى المستهدفة من خلال تنفيذ مشروعات خدمية وتنموية بقطاعات «مياه الشرب والصرف الصحى، والصحة، والرى، والتعليم، ورفع كفاءة الطرق، والتطوير الحضرى، والشباب والرياضة» .
بينما يوضح الدكتور خالد عبدالفتاح مساعد وزيرة التضامن الاجتماعى، أن مبادرة حياة كريمة انطلقت منذ 2019 كتكليف لوزارة التضامن الاجتماعى، وتم توسيع الوزارات الشريكة لتشمل وزارات التخطيط والتنمية المحلية والتضامن الاجتماعى بشكل أساسى، بالتنسيق مع جميع الوزارات والهيئات الحكومية من جانب، ومنظمات المجتمع المدنى (الجمعيات والمؤسسات الأهلية) من جانب آخر. وتعمل جميع الوزارات والهيئات الحكومية بتنسيق من وزارة التنمية المحلية على مشروعات البنية التحتية والمؤسسات الخدمية داخل القرى المستهدفة، بينما تتولى وزارة التضامن استهداف الأسر والفئات الأولى بالرعاية داخل هذه القرى.
وتهدف المبادرة إلى تعزيز التنمية الاجتماعية والاقتصادية والبيئية بالقرى النائية والفقيرة وتوفير الخدمات الأساسية بها، ودعم الفئات الأولى بالرعاية للمساهمة فى مد وصلات مياه ووصلات صرف للأسر التى تفتقد الخدمات الأساسية، وتحسين البنية التحتية لأماكن تقديم الخدمات الصحية والاجتماعية والبيطرية، وتنفيذ قوافل وتوفير أجهزة تعويضية وتقويمية للأشخاص ذوى الإعاقة، وإنشاء حضانات لتنمية الطفولة المبكرة، وتحسين المؤشرات البيئية وتدوير المخلفات الصلبة والزراعية، وربط تلك المؤشرات بخطة التنمية المستدامة 2030 بتكلفة شاملة فى المرحلة الاولى نحو 3٫2 مليار جنيه. وقال ان المرحلة الأولى من برنامج حياة كريمة، والتى تشمل 143 قرية، فى 11 محافظة، منها 8 محافظات فى الصعيد، حيث إن 98٫5% من القرى الأكثر فقرًا تقع فى الوجه القبلى على وشك الانتهاء. وأضاف أن المرحلة الأولى تمت بالشراكة مع 23 جمعية أهلية، وبتمويل بلغ قيمته 675 مليون جنيه فيما يخص وزارة التضامن فقط من ميزانية المرحلة الأولى، لافتا إلى أن المرحلة الثانية من حياة كريمة تضم 232 قرية، إضافة إلى 3 محافظات جديدة، ليصل إجمالى عدد القرى 375 قرية، مع ضم عدد من القرى الـ41 قرية التى تنفذها جمعية الأورمان وضم 16 قرية بمخطط وزارة التخطيط لنصل إلى 465 قرية، وستتم زيادة عدد الجمعيات الأهلية المشاركة فى البرنامج لسرعة الإنجاز فى تسليم القرى والانتهاء من تطويرها لأننا نقترب بمستهدف المرحلة الثانية، من نحو ألف قرية لو تم بدء المرحلة الثانية فى موعدها، سيتم الانتهاء من ألف قرية وفقاً للمخطط لها فى الموازنة العامة 2023 /2024. وأوضح أنه حسب النطاق الجغرافى للمبادرة تتوزع القرى المستهدفة على 16 محافظة وتقع أغلبها فى الوجه القبلى والمحافظات الحدودية .
بالأرقام
عدد المستفيدين فى المرحلة الأولى 111 ألف مستفيد
تم تقدير ميزانية المرحلة الأولى والتى شملت العمل فى 143 قرية بنحو 34 مليار جنيه لعمل الوزارات الشريكة وزارة التخطيط والتنمية المحلية، تختص وزارة التضامن الاجتماعى من تلك الميزانية بنحو 675 مليون جنيه، تسهم فيها الجمعيات والمؤسسات الشريكة بنسبة تتراوح بين 17% و20%، بإجمالى 100 مليون جنيه تقريبا، وتبلغ الميزانية التقديرية لأعمال المرحلة الثانية المقدر العمل فى 287 قرية نحو 9 مليارات جنيه الوزارات الشريكة تختص وزارة التضامن منها 1٫5 مليار جنيه، تسهم فيها الجمعيات والمؤسسات الأهلية بما قيمته 150 مليون جنيه.
رابط دائم: