نجح قرار البنك المركزى المصرى فى استعادة ثقة المستثمرين الدوليين فى الإقتصاد المصري، وجعل مصر الاكثر جذبا للاستثمارات الاجنبية بين الأسواق الناشئة.
وخسر متوسط سعر صرف الدولار نحو 40 قرشا بما نسبته 2.5 فى المائة أمام الجنيه المصرى منذ بداية العام الجارى 2020، وذلك على الرغم من تداعيات تفشى فيروس كورونا، وبما يؤكد قوة الإقتصاد المصري، وحسن إدارة ملف السياسة النقدية من قبل البنك المركزى المصري، وثقة المؤسسات ومجتمع الاستثمار الدولى فى الاصلاحات الاقتصادية التى نفذتها مصر، ليصبح بذلك أحد العملات القليلة التى حققت مكاسب أمام العملة الأمريكية خلال العام الجاري.
وسجل الدولار بنهاية تعاملات الإسبوع الماضى مستوى 59ر15 جنيه للشراء و69ر15 جنيه للبيع، مقابل 15.99 جنيه للشراء و16.09 جنيه للبيع فى نهاية العام الماضى 2019.
وقال محمد رشدى الخبير المصرفى أنه لولا حدوث أزمة تفشى فيروس كورونا التى ضربت العالم، منذ بداية 2020، لوجدنا متوسط سعر صرف الدولار فى السوق المصرية أقل من مستوى 15 جنيها، مشيدا بحسن إدارة ملف السياسة النقدية من قبل القائمين على البنك المركزى والتى نجحت فى ضبط الأسواق من خلال سوق صرف حر خاضع لقوى العرض والطلب، وقللت الضغط على العملة المحلية كما كان فى السابق.
وأشار رشدى إلى أن عمليات الرقابة على سوق الصرف الحازمة من قبل البنك المركزي، نجحت فى القضاء على أى فرص لعمليات مضاربة يمكن أن تتم فى سوق العملة، وهو ما حدث بشكل واضح فى الفترة ما بين شهرى ابريل ويونيو الماضيين.
وأوضح أن البنك المركزى طبق سياسات نقدية، نجحت فى استعادة تدفقات النقد الاجنبى إلى الجهاز المصرفى المصرى بعد فترات طويلة من توجهها إلى السوق السوداء، ومنها تحويلات المصريين فى الخارج التى سجلت هذا العام أعلى مستوى فى تاريخها قرابة 28 مليار دولار، وأيضا القضاء على ظاهرة اكتناز الدولار فى المنازل من خلال إجراءات السحب والإيداع والدفع الإلكترونى التى طبقها المركزي.
ولفت رشدى أيضا إلى أن إجراءات البنك المركزى نجحت فى استعادة المستثمرين الدوليين إلى سوق السندات وأذون الخزانة المصرية، حيث بلغت استثمارات الاجانب اكثر من 21 مليار دولار كرصيد تراكمي، بالاضافة إلى الحفاظ على معدلات الاحتياطى مرتفعة قرابة 40 مليار دولار رغم نزيف جزء منها فى بداية أزمة كورونا.
وأكد على أن اكتساب ثقة المستثمرين الدوليين فى العملة المصرية والاقتصاد المصرى بشكل عام، جعل الجنيه واحدا من أفضل العملات فى الأسواق الناشئة بل والعالم أداء أمام الدولار هذا العام مسجلا نسبة إرتفاع تجاوزت 2.5 فى المائة بعكس إتجاه سير الغالبية العظمى من عملات دول العالم والتى سجلت بعضها انهيارات امام الدولار بسبب كورونا منها تركيا التى فقدت عملتها نحو 30 فى المائة من قيمتها امام الدولار منذ بداية 2020.
رابط دائم: