رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

موهبته غيرت شرط السن بمسابقات الثقافة
كريم محمد : أرفـض لقـب «أصغر روائى» .. وأريد أن ينظـر القـراء إلى ما أكتبه وليس سنى

د. مروة الصيفى

يعتبر الكاتب الناشيء كريم محمد (16 عاما) مشروع أديب واعد، بدأ تجربته الأولى فى كتابة الرواية منذ عدة سنوات، وصدرت له حتى الآن روايتان إحداهما تحت عنوان »عوالم مفقودة«، والأخرى »حتى تنطفئ النجوم«. لم يكن كريم يتوقع أن موهبته قادرة على تغيير قانون مسابقات هيئات وزارة الثقافة ليسمح لمن هم دون سن الثامنة عشرة بالاشتراك بمسابقات الكتابة الأدبية.

برز اسمه خلال معرض الإسكندرية للكتاب فى دورته الأخيرة عندما أهدى الفنانة الدكتورة إيناس عبد الدايم، وزيرة الثقافة نسخة من روايته الثانية »حتى تنطفى النجوم«، حيث أشارت الوزيرة إلى أن موهبة كريم محمد كانت أحد أسباب استحداث جائزة الدولة للمبدع الصغير. شارك كريم بالعديد من المحافل الثقافية، كما نال العديد من الجوائز والتكريمات من جهات مهتمة بالشأن الثقافى، حيث حصل على المركز الأول بالقصة القصيرة على مستوى الجمهورية، عن مسابقة مبدعى المستقبل، ولقبته العديد الصحف المصرية والعربية بـ »أصغر روائى فى مصر وإفريقيا« وتم تكريمه من قبل محافظ الإسكندرية، وكان لنا معه هذا الحوار الذى حكى لنا فيه عن تجربته بالكتابة.

كيف ومتى بدأت موهبتك بالكتابة؟

الكتابة تحقق لى راحة نفسية كبيرة، فأنا فى المقام الأول أكتب لنفسى وهذا ما جعلنى أكتب منذ الصغر، فقرأت كثيرا، وعندما بدأت فى كتابة روايتى الأولى لم أخبر أحدا، حتى أنى فاجأت والدى ووالدتى بحفل توقيعها، وكان عمرى 12 عاما.

ما الذى جعلك متأكدا أنك كتبت رواية تمتلك مقومات العمل الأدبى المطلوبة؟ ألم تخش من أن يكون النقد الموجه لك سلبيا؟

كنت شغوفا جدا بالقراءة وملاحظة تسلسل أفكار كبار الكتاب والحبكة فى كل رواية يقدمونها، ثم بدأت أكون لنفسى أسلوباً خاصاً، كان عمرى 11 عاما عندما كتبت أول تجربة، ولم أهدف للنشر بالأساس، بل خوض التجربة وتطوير موهبتى، فكتبت روايتين ولم أنشرهما، فقط كانتا مجرد محاولة، بعدها جاءت روايتى الثالثة وباكتمالها شعرت بأنى قد وصلت لمستوى جيد فى الكتابة، وبالطبع كنت قلقا جدا من نشرها خوفا من النقد، لكن اعتبرت أن النقد البناء سيكون بلاشك دافعا للتطوير.

هل كنت تتوقع أن يتم تغيير شرط السن لأجلك فى مسابقة الهيئة العامة للكتاب حتى تتمكن من المشاركة؟

بالطبع لا، فهذه التجربة علامة فارقة فى حياتى. كنت قد اقترحت تغيير قاعدة سن المشاركين فى مسابقات الهيئات التابعة للوزارة، وفوجئت بعدها بابلاغى أن القانون تم تغييره بالفعل من أجلى، وكان ذلك شيئا فاق توقعاتى.

كيف كانت رحلتك مع كتابة رواية »عوالم مفقودة« ورواية »حتى تنطفئ النجوم«؟

رواية »عوالم مفقودة« أرهقتنى فكرتها الفلسفية، فالعقل له عوالم مختلفة، الحب عالم، الأمومة كذلك عالم اسمه الابن محاط بحيز زجاجى، وأيضا عالم الدين الذى يرسخه الآباء فى ذهن أبنائهم ويصبح الابن محاطا بمحاذير الحرام والحلال، فهناك العديد من العوالم المتداخلة يعيشها البشر أما رواية »حتى تنطفئ النجوم« فهى رواية رومانسية وخيال علمى، البطل والبطلة يحبان بعضهما منذ الصغر ويفترقان ويتعرضان لخطف فضائى، ويكتشفان أن هناك حربا وخطرا فضائيا يهدد الأرض، فيحاولان حماية الأرض.

ما الذى أوحى لك بأفكار وموضوعات رواياتك؟ 

القراءة ثم الواقع، فالقراءة هى غذاء الكاتب الأساسى فجملة واحدة فى رواية أو كتاب أقرأه قادرة على إثارة أفكار عديدة فى ذهنى.

بما أنك تعبر عن جيلك وتجاربك فهل تكتب وأنت تستهدف من هم فى مثل عمرك؟

بالتأكيد أى رواية أكتبها يكون لها فئة مستهدفة، فرواية حتى تنطفئ النجوم بالفعل استهدفت بها أبناء جيلى، وروايتى القادمة أيضا كذلك حيث تركز فى جزء منها على الأمراض النفسية التى يواجهها الشباب فى المنزل من الآباء والأهل وتتسبب فى نشأتهم كشخصيات غير سوية فى المجتمع.

ما هى أهم القضايا التى تريد أن تكتب عنها وترى أنها تهم جيلك؟

أبناء جيلى أكثر ما يفتقدونه هو الحب فى البيت وبالتالى يبحثون عنه خارجه، والسوشيال ميديا جعلت العلاقات بين الشباب والفتيات أسهل، هذه المشكلة أرى أنها تبدأ من انشغال الأهل عن الأبناء، وقد تطرقت إلى هذه المشكلة فى رواية (حتى تنطفئ النجوم) ومشاكل الأبطال منذ سن المراهقة، فهذه القضية أهم ما يمس الجيل الحالى.

ما هو أهم نقد سمعته عن كتاباتك؟

فى حفل توقيع روايتى الأولى (عوالم مفقودة) وُجّه لى نقدً فى السرد وحبكة الأحداث، واعتبرته نقدا بناء، لكن هناك آراء أعتبرها تهكما، فمثلا أنى لا أملك خبرة للكتابة، لكنى أرى أنه خطأ كبير أن نعتبر الكاتب يكتب من تجاربه الشخصية وإلا فسيفلس فى مرحلة ما، فالكاتب يكتب من خياله وإبداعه، لذا لا أريد أن ينظر القراء لسنى أو لتجاربى الشخصية، فهذا ليس له علاقة بالإبداع، وأن ينظروا إلى ما أكتبه.

بالتأكيد كل مبدع يتبنى ذلك الرأى، ولكن فى حالتك ألا ترى أن النظر لحداثة تجاربك يجعل تقييم أدبك أكثر رأفة وإنصافا وسيساعدك على تطوير نفسك ككاتب؟  

بالفعل يحدث ذلك، إلا أن هذا أمر لا يرضينى أبدا، فأنا أريد نقدا للمحتوى بشكل لائق دون النظر لسنى وتجاربى، فلا أريد لقب أصغر روائى، ولكن أريد لقب صاحب رواية كذا، أو الحاصل على جائزة كذا.

من هم الأدباء والكتاب الذين تأثرت بهم؟

أحب جدا فيودور دوستويفسكى فهو من أول الكتاب الذين قرأت لهم، وكذلك أيضا دان براون، كما تأثرت بأعمال الدكتور أحمد خالد توفيق، كذلك أحب أحمد مراد وأرى أنه عمل نقلة كبيرة فى جذب الشباب لقراءة الروايات وكذلك أيضا محمد صادق.

هل لديك رؤية لمشروع أدبى تريد تحقيقه؟

مشروعى أن أستمر فى الكتابة وأكون شخصا مؤثرا فى كل من يقرأ لى، كما أريد أن أصبح طبيبا نفسيا لأنى أحب التعمق فى النفس البشرية، وأرى أن كلا المسارين له علاقة بالآخر، فهناك بالطبع علاقة وثيقة بين الأدب والعلوم الإنسانية.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق