رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

عبد الوهاب مطاوع .. المبدع والإنسان

نجلاء محفوظ

امتزج النبل مع الفروسية والإبداع والرغبة الصادقة والعزيمة المتجددة لإسعاد الناس ومساعدتهم بود واحترام لمعاناتهم فأهدت الحياة الإنسان والمبدع؛ عبد الوهاب مطاوع؛ فوحده أسس الأدب الاجتماعى بمصر والعالم العربى، واحتل موقعه رائدًا للإنصات لأوجاع القراء ومنحهم الإجابات الواقعية والمفيدة والأمينة.

ولد 11نوفمبر 1940ورحل الجسد 6أغسطس عام 2004 وترك تراثا إنسانيا جميلًا يأخذ بأيدى الكثيرين لينتصروا على ما يعطل سعادتهم ونجاحهم؛ فهو القائل» إن الخطأ ليس أن نعيش حياة لا نرضاها؛ لكن الخطأ ألا نحاول تغييرها إلى الأفضل دائما».

أهدى القراء الكثير من فنون الإبداع؛ فبجانب إبداعه الشهير فى الرد على أصحاب المشاكل بـ«بريد الجمعة» بجريدة «الأهرام » والتى اختار بعضا منها وضمها ببعض الكتب؛ قدم لنا ثلاث مجموعات قصصية وكتبا ضمت مقالات تحفيزية من لون فريد وغير مسبوق. وأنشأ خدمة مادية للفقراء والمحتاجين، وحرص على جمع التبرعات من أجلهم، واشتهر بالتدقيق قبل منح الأموال؛ حرصا على وصولها لمن يستحقونها. كما أسس تجربة صحفية فريدة بالصحافة العربية؛ فى مجلة الشباب ـ حيث احتضن شباب الصحفيين، وبدأ معظمهم العمل معه وهم طلاب بالجامعة، ومنحهم الفرص ليصبحوا نجوم المجلة، واحتل غالبيتهم أماكن مميزة بالصحافة المصرية والعربية لاحقا. جمع بين التعاطف مع أصحاب المشاكل والحكمة بالتعاطى معها وكتابة الرسالة بأسلوب أدبى مميز عذب يجذب القارئ مع رد واع يكشف سعة أفقه ومتابعته الدءوب لأحدث الدراسات النفسية والاجتماعية، وقراءاته العميقة للفلاسفة والحكماء، وحسن اختياره اقتباسات منها تلائم وتدعم رده على صاحب المشكلة. لم يبحث عن إعجاب صاحب المشكلة، ولم يقل لأحد يومًا ما يدغدغ مشاعره؛ ليبدو متعاطفًا معه. احترم أصحاب المشاكل ولم يتعال عليهم أو ينصب نفسه قاضيًا يحاكمهم؛ واهتم بمساعدتهم بإخلاص ، وصارح الجميع بأسباب المشاكل وطرق مواجهتها بأسلوب مكثف وعبارات واضحة بلا تكلف. وهو من القلائل فى الدنيا، ومن المشاهير، الذين يطبقون ما يقولونه للناس على أنفسهم؛ وهذا ما شهد له به من تعاملوا معه.

عرف عنه بالواقع وبكتاباته حرصه على استنهاض الهمم ودعم من يحتاج للمساعدة، ولنتأمل قوله: أخطر ما يشل روح الإنسان وإرادته هو الإقرار بالعجز قبل بدء المسيرة، ولو أقر به كثيرون قبل البداية لما أصبحوا عظماء، ولما حفروا أسماءهم فى سجل التاريخ ، ولما أضافوا ما أضافوه إلى الحياة. ويقدم خلاصة خبراته فيقول: علينا دائما أن نتقبل ما تأتى إلينا به المقادير، وأن نتجاوز السؤال «لماذا» إلى السؤال: ماذا نستطيع أن نفعل لكى نتغلب على ألمنا ومشاكلنا. ويؤكد أن من لا يكرم نفسه لا يكرمه الآخرون، ومن يعتد التفريط فى حقوقه يعتد البعض منه هذا التفريط ويعتبرونه حقا لهم عليه.

أهدى المكتبة العربية 52 كتابًا منها قصص إنسانية؛ أصدقاء على الورق، هتاف المعذبين، العصافير الخرساء، نهر الحياة، أرجوك لا تفهمنى، أماكن فى القلب، ومن كتبه التحفيزية صديقى لا تأكل نفسك، صديقى ما أعظمك، افتح قلبك، وقت للسعادة ووقت للبكاء، أعط الصباح فرصة. ومن أدب الرحلات «يوميات طالب بعثة»؛ يروى فيها تجربته فى دراسته للصحافة ببريطانيا، وكتاب سائح فى دنيا الله، وحول العالم فى 30سنة. أخلص لعمله ومارسه لآخر يوم فى حياته،، ولذا سيبقى عبد الوهاب مطاوع وسيعيش كل ما خطه بقلبه وبيده.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق