اشتعلت صفحات التواصل الاجتماعى و«جروبات»، السيدات بعد ان نشرت إحدى الزوجات صورة لزوجها وكتبت «يا بنات.. هذا الرجل زوجى ويدعى أنه غير متزوج وأنه ثرى، وأؤكد لأى سيدة تتواصل معه «اون لاين» ان راتبه لا يكفينا ولمزيد من التفاصيل راسلونى على الخاص».
بالطبع أصبحت الزوجة فى مرمى النيران، لان ما فعلته ينتهك خصوصية الزوج ويشهر به، لكنها دافعت عن نفسها بأنها لم تعد تطيق الصبر على غرامياته «الافتراضية»، ولانه يقضى مع الموبايل أوقاتا طويلة ويتحجج بمتابعة العمل، لكنها اكتشفت أنه يقضى وقته فى الدردشة مع سيدات ويرسل طلبات صداقة لبنات ويعيش قصص حب فى خياله، ولأنها ملت من الجدال معه فقد قررت أن تلجأ لـ«السوشيال ميديا»، و«جروبات» النساء فربما تجد من يساعدها أو يحذر الآخريات. عارضها البعض فهى فى النهاية دردشة «افتراضية» لا تؤذى أحدا والزوج يتسلى ويضيع وقته ليس أكثر. لكن حتى لو كان الامر «افتراضيا» فهو ليس أمرا هينا على المرأة، كما تقول مروة التى تعتبر زوجها «مدمن شات» فهو فى طبيعته شخص خجول وكتوم وملتزم لكنه فى العالم الافتراضى رجل مختلف تماما حتى إنها لم تتوقع أن يكون بكل هذه الجرأة والرومانسية، عندما أنشأت حسابا افتراضيا وراسلته عليه ولكنها لم تتحمل الأمر طويلا، فقد أرادت أن تثبت خيانته الافتراضية عمليا لأنه يتهمها دائما بأنها تتوهم وانها امرأة «شكاكة» وغيورة لدرجة المرض.
وتقول رغم اعتذاره ووعده بعدم التكرار فإننى طوال الوقت لدى هاجس أنه يتعرف الى أخريات وأن قصة من قصصه ستتجاوز حدود الدردشة عن بعد، ولا افهم لماذا لا يتحدث معي، فهو طالما يجد راحته فى الكلام مع غيرى فهو لا يحبنى هذا هو الأمر بالنسبة لى ببساطة.
أما نورا فتقول إنها لاحظت أن زوجها يجلس فترات طويلة على الكمبيوتر فقامت باختراق حسابه وأصبحت ترى كل محادثاته مع الآخريات، «فشعرت بألم شديد من جراء خيانته لي، ولكنى فضلت ألا أتكلم معه ربما يعود إلى رشده ويتوقف عن هذه الأفعال الصبيانية. ولانى تخوفت اذا واجهته أن يعترف به ويصبح امرا واقعا و«على عينك يا تاجر» وما دام يفعل ذلك فى السر فهو على الاقل «ما زال يضعنى فى حساباته». وناهد اكتشفت خيانة زوجها العاطفية لها عندما اكتشفت مصادفة مراسلات متبادلة بينه وبين صديقة قديمة لها منذ فترة بعيدة وهى لاتعلم شيئا، واتفاقات على مقابلات فور عودتها لمصر وعندما واجهته رفض الاعتراف بالخطأ لأنها من وجهة نظره مجرد صداقة بريئة وليس بها اى تجاوزات ولا داعى للشك المستمر فيه ومحاسبته. الدكتورة نهلة ناجى أستاذة الطب النفسى تقول إن تعريف المرأة للخيانة مختلف عن تعريف الرجل، فالمرأة تعتبر أن الخيانة العاطفية أقسى من أى شيء آخر، على عكس الرجل الذى يرى أن الامر غير مهم ولا يستدعى الثورة طالما لم يتجاوز مجرد الدردشة الافتراضية مع شخصيات وهمية لا يعرف إن كانوا موجودين بالفعل، لكنه بالنسبة للمرأة صدمة كبيرة ولها دلالات كبيرة فانشغال الرجل بتليفونه وإجراء المحادثات مع أخريات معناه ببساطة وجود مشكلة فى التواصل بين الزوجين ويختلف رد الفعل من زوجة لأخري. بعض النساء يتجاوزن عن الأمر والبعض الآخر لا يقدرن على ذلك ولا يعتبرنه مجرد محاولات بريئة لقتل الوقت أو الترويح عن النفس بل هو خيانة عاطفية. وتضيف أن وجود مثل هذه المشكلة له دلالات واضحة وهى أن العلاقة الزوجية تمر بأزمة، وهناك شرخ حدث وأن الزوجة لم تعد هى الأقرب فزوجها يجد راحته أكثر فى الحديث مع أخريات غيرها وعليها قبل أن تقرر مواجهته، أن تراجع نفسها وتقيم علاقتهما، فما الذى دفعه إلى ذلك وهل وصلت المسافة بينهما إلى حد الفجوة والهوة التى لا يمكن تداركها أم انها مجرد نزوة «افتراضية» ويمكن تجاوزها، فالمواجهة واعترافه بالخطأ لا تعنى بالضرورة توقفه بل ربما غير أساليبه وأصبح أكثر حذرا، ولكن حل المشكلة فى التفكير فى أسبابها ومحاولة رأب الصدع مجددا.
وأحيانا كما تقول أستاذة الطب النفسى بعض الرجال يعيشون بشخصية «افتراضية» تناقض شخصيتهم التى يظهرون بها فهو أمام الناس ملتزم وخجول لكنه فى العالم الذى لا يعرفه أحد فيه منطلق وربما مستهتر، وبعض الأزواج منفصلون عاطفيا عن زوجاتهم ويعتبرونهن أم «العيال» أو انه «بيعزها» وليس اكثر، اما حاجاته العاطفية فهو يشبعها بعيدا عنها حتى لو بشكل «افتراضي» لكن ذلك لا يعنى انها مشكلة بسيطة، بالعكس فهو تحذير لكل سيدة ان تنتبه فما هو «افتراضي» اليوم قد يتحول الى علاقة وزواج فى المستقبل والصديقة «الافتراضية» التى تعيش فى بلد بعيد قد تجيء وتصبح زوجة له أيضا وما يبدأ بلعبة لا تضر احدا قد يتحول إلى خطر يدمر البيت والاسرة.
رابط دائم: