رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

شتان الفرق بينهما

بريد;

اعتاد صاحبنا منذ أن كان «معيدا» بالجامعة على الاعتداد بنفسه وعرض وجهة نظره بصراحة وشجاعة أمام رؤسائه ونصرة الحق حيثما كان، وفى يوم قصده أحد الطلاب من أبناء بلدته للوصول إلى حق فقده بسبب البيروقراطية وعدم تطبيق القواعد بشفافية على الجميع، فذهب معه لعرض المشكلة على رئيس الجامعة، وكان أحد العلماء البارزين فى تخصصه وذا خلق رفيع، وعندما دخل رئيس الجامعة مكتبه سمع صوت مدير مكتبه وهو يمنع «المعيد والطالب» من لقائه بحجة انشغاله وهوان «المعيد» عليهم، فقال المعيد: أعلم بأننى «مُعيد» وهى أصغر وظيفة فى السلم الأكاديمي، ولكن أهل بلدتى الصغيرة يعتقدون بأننى ذو حيثية فى جامعتي، فأرسلوا ابنهم لى لكى أمكنه من لقاء معاليك لعرض مشكلته، واتخاذ ما تراه مناسباً»، ففوجئ برد رئيس الجامعة الحريص على كرامة وقيمة جميع منتسبى الجامعة وقال للمعيد الصغير: إن لم نكرمك ونكرم أهل بلدتك فنحن عديمو المروءة والشهامة «أنت رئيس الجامعة»، وكرامتك من كرامتنا، ولام مدير مكتبه وقضى للطالب حاجته.

وبالأمس القريب ذهب هذا المعيد، بعد أن أصبح أستاذاً فى نفس الجامعة، للقاء أحد نواب رئيس الجامعة الذى جُرد من وظيفته الأعلى حديثاً، لعرض مشكلة أحد طلابه، فبُهت الأستاذ من رد السكرتيرة: بأن سعادة النائب يرفض لقاء أى أحد أو حتى مناقشة المشكلة، رغم موافقته لطالب آخر له نفس الظروف، فجلس الأستاذ على كرسى السكرتارية بدون أن يشعر، وتذكر ذلك العالم الجليل رئيس الجامعة الذى كرمه وقال له «أنت رئيس الجامعة» وهو لايزال معيداً، بينما نائب رئيس الجامعة لم يهتم حتى بلقائه والاعتذار بشكل لائق «للأستاذ» الذى قضى أكثر من ثلاثين عاماً فى خدمة الطلاب والبحث العلمى بالجامعة، فشعر الأستاذ بأن لطف الله بمنتسبى الجامعة وعدالته موجودة طوال الوقت، فمن أعز «المعيد» أعزه الله طوال حياته وبعد مماته «رحمة الله عليه»، بينما من تعمد إهانة زميله «الأستاذ» أمام أحد طلابه، فقد أذله الله، وعُزل من وظيفته الأعلي.. إن تكريم أهل العلم والعلماء واجب قومى على المسئولين والمواطنين على حد سواء، فما أكرمهم إلا كريم وما أهانهم إلا لئيم.

د. كمال عودة غُديف

أستاذ المياه بجامعة قناة السويس

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق