هناك شىء يثير رعب رئيس اتحاد فنادق نيويورك أكثر حتى من فيروس كورونا الذى يهدد اقتصاد المدينة، وهو العنف والتوترات بعد نتائج الانتخابات.
ويقول فيجاى داندابانى فى تصريح خاص لـ «الأهرام»: أحبس أنفاسى لما بعد النتائج. فمستوى العنف والاستقطاب والمواجهات الذى رأيته فى نيويورك على مدى الأسابيع والأيام الماضية يقلقنى جداً. لم أر شيئا مماثل من قبل فى حياتي».
ويتابع: مستويات التصويت غير مسبوقة فى نيويورك. الطوابير تمتد لأمتار وأمتار. لكن كذلك مستويات التوتر غير مسبوقة. ترامب لا يحظى بدعم كبير داخل مدينة نيويورك. لكن خارج المدينة هناك جيوب جغرافية تدعمه بشراسة. مكتبى فى بارك أفنيو، وفندق ترامب فى الجادة الخامسة وقريب من مكتبي. وقبل عدة أيام جاء المئات من أنصار ترامب من منطقة (لونج آيلاند) للتظاهر دعماً لترامب أمام فندقه ودخلوا فى مواجهات مع مؤيدى بايدن. وهذه الدلائل تثير قلقى البالغ». إنها أيام عصيبة لنيويورك وأمريكا إجمالاً. فكل معسكر يتأهب لما بعد النتائج.
ويشعر داندابانى أنه بغض النظر عن الفائز فقد تنشب أعمال عنف احتجاجا على النتائج، موضحاً:»أعتقد أن بايدن سيفوز. لكننا فى أمريكا وأى شىء وارد كما حدث فى 2016. ومع ذلك هذه الانتخابات مختلفة لأسباب عديدة. فالبلد ككل يعانى بسبب الجائحة والاقتصاد. وترامب بعد 4 سنوات فى الحكم أصبح معروفا لدى الناخب، كثير من مؤيديه ما زالوا مخلصين له، لكن كثيرون أيضا لا يريدون ولاية ثانية له. أيضا هناك عدد كبير من الناخبين الجدد والشباب، واهتمام غير عادى بالتصويت وهذا مختلف عن 2016.
وقال: مصدر خوفى أنه لو حدث تنازع على إحصاء أصوات ولاية مثل فلوريدا مثلاً وذهبت المسألة للمحكمة الدستورية (المحكمة بها أغلبية من القضاة المحافظين) وقضت المحكمة لمصلحة ترامب على غرار انتخابات عام 2000 بين آل جور وجورج بوش الابن، فى هذه الحالة أنا أتوقع الكثير من أعمال العنف. إنه سيناريو مرعب يضاف لقائمة واسعة من المخاوف والهموم يعانى منها هو شخصيا وقطاع الفندقة فى نيويورك. فالجائحة دمرت صناعة السياحة فى نيويورك، أحد المصادر الأساسية لحياة الملايين من سكان المدينة، والعلاقات بين مختلف العرقيات ليست فى أفضل حالاتها.
وداندابانى يتخوف من أنها قد تزداد سوءاً «أعيش فى نيويورك منذ أكثر من 30 عاماً. وإلى جانب أن الشغب والعنف المحتمل سينعكس سلباً على الأعمال وعودة السياحة، فإن مخاوفى تتجاوز هذا. فإذا فاز ترامب سيكون هناك ميل وسط معارضيه نحو اليسار أكثر مع أجندة اشتراكية. سكان نيويورك يميلون لليسار، لكنهم ليسوا بالضرورة اشتراكيين. وكل هذا سيعزز الاستقطاب فى أمريكا وسيضر بالاقتصاد».
المتاعب الاقتصادية فى نيويورك هى هاجس الجميع.
ويقول داندابانى إنه على عكس الحكومة الفرنسية التى تدخلت لمساعدة القطاع الفندقى فى فرنسا وتحملت جانبا من أجور العاملين، فإن الحكومة الأمريكية لم تقدم شيئاً يذكر. ويتابع: لم تبق لدينا فنادق واقفة على قدميها. من أصل نحو 700 فندق فى نيويورك، أغلق الآن أكثر من 200 فندق. ونعتقد أن العديد من هذه الفنادق لن يفتح مجددا. هذه ضربة قاضية للقطاع الفندقى فى المدينة ولملايين الوظائف المرتبطة به. لم نر شيئاً من هذا القبيل. حتى بعد 11 سبتمبر 2001 لم تكن الأزمة بهذا السوء. كورونا بالنسبة لنا أسوأ من 11 سبتمبر. أتوقع أعواماً صعبة فى نيويورك، لأن التعافى سيستغرق وقتًا طويلاً.
تترقب نيويورك إذن وتحبس أنفاسها. فهى تحتاج إلى حزمة إنقاذ مالية عاجلة وبسبب تسييس أزمة كورونا بين الجمهوريين والديمقراطيين، فشل ترامب فى تمرير حزمة مساعدات من الكونجرس. وهذا أدى لإحباط إضافى لدى دانداباني، موضحاً: يتفاوضون ويتفاوضون ويتفاوضون ولا يتم التوصل لشيء.
ويتابع: المدينة تحتاج مساعدة عاجلة ليس فقط لإنقاذ الفنادق. فمسارح برودواي،والمتاحف، والجامعات أغلقت. كل هذه أموال مفقودة. هذا العام لم تنعقد اجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة إلا بشكل افتراضى على الزووم. وبطولة أمريكا المفتوحة للتنس مُنع حضور الجمهور لها. تكلفة هذا عشرات الآلاف من الوظائف، وعشرات الملايين من الدولارات. لكننى لا أعتقد أن أحدا سيسمح بموت مدينة عظيمة مثل نيويورك.
رابط دائم: