رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

مسألة شائكة

 أعانى مشكلة كبيرة، ولا أجد لها حلا، فأنا متزوجة ولدىّ ثلاثة أبناء، وعمرى أربعون عاما، وأتمتع ببعض الحكمة فى تعاملاتى، وأعيش فى بيت عائلة، وزوجى مسافر فى الخارج، و«سلفتى» لديها ولد عمره ثلاثة عشر عاما، واعتبرته ابنى منذ ولادته، وفوجئت به ذات يوم يتحرش بى، فلم أصدق ما فعله، وقلت فى نفسى: «ربما يكون ذلك رغما عنه، ولم يقصده، لكنه كرر فعلته، فخشيت على بناتى، فقلت له: «انت كبرت، ولازم دخولك عندنا يكون له ضوابط»، وشرحت له أحكام ربنا من القرآن الكريم بطريقة مبسطة، وعرّفته بأنه لن يلعب مع البنات، وللأسف كرر التحرش بى، فلما نظرت إليه بضيق، انصرف من أمامى مسرعا. 

إننى أعيش فى قلق، ولو أبلغت أمه سوف تنقل الكلام إلى أبيه، وبدوره سوف يتحدث مع زوجى، وقد يؤثر ذلك على علاقتهما، فأغلقت بابى على نفسى، ولم يعد أبنائى يخرجون من شقتنا، حيث إن لدىّ بنتين عمراهما ثمانى وعشر سنوات، وتتمتعان بجمال هادئ. 

إن أهل زوجى هم من يحملون همّنا، وأخشى أن تتوتر علاقتنا، كما أن زوجى عصبى، ويعانى مرض ارتفاع ضغط الدم، وأنا إنسانة محترمة، وأحفظ نصف القرآن،  وأخشى أن أتسبب فى قطع صلة الرحم بين الأخوة، ولا أستطيع أن أبوح لأحد بهذه المشكلة، فبماذا تشير علىّ؟.  

   

 ولكاتبة هذه الرسالة أقول: 

  

الأصل فى مسألة الاختلاط هو المنع والحظر سواء على وجه التحريم أو الكراهة بحسب الحال؛ لأنه ذريعة للفساد، وقد أمر الله قدوة النساء أمهات المؤمنين فقال: «وَقَرْنَ فِى بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى» وبيّن الحكمة من ذلك فقال سبحانه: «إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرا» (الأحزاب 33)، وهذه حكمة ظاهرة، ولأجلها أيضا قال تعالى: وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَاب»، ثم بيّن العلة فقال: «ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ» (الأحزاب 53)، لأنه أبعد عن الريبة، وكلما بعد الإنسان عن الأسباب الداعية إلى الشر، فإنه أسلم له، وأطهر لقلبه. فلهذا من الأمور الشرعية التى بيّن اللّه كثيرا من تفاصيلها، أن جميع وسائل الشر وأسبابه ومقدماته ممنوعة، وأنه مشروع البعد عنها بكل طريق.  

ويختلف حكم اختلاط الرجال بالنساء بحسب موافقته لقواعد الشريعة أو عدم موافقته، فيحرم الاختلاط إذا كان فيه الخلوة بالأجنبية، وعدم احتشام المرأة، أو وجود عبث ولهو وملامسة للأبدان كالاختلاط فى الأفراح مثلا. 

وهكذا فإن وجود ابن «سلفتك» معكم بالبيت فيه خطر كبير، ويمكنك أن تشيرى ولو من بعيد معها إلى ذلك بضرب أمثلة للخطر الذى تتعرض له الفتيات من الشبان، فحتى الأشقاء من البنين والبنات حذر الرسول من وجودهم معا، فقال: «وفرقوا بينهم فى المضاجع»، وحسنا ما فعلتيه بمنع ابنتيك من الاختلاط بالأولاد، سواء ابن عمهما أو غيره، وأنصحك بالثبات والتمسك بما أنت عليه، وإذا حاول هذا الولد تكرار فعلته: حذريه من أنك ستبلغين أباه وأمه بصنيعه، وأنك صبرت عليه عسى أن يدرك خطأه، مع الحذر من تعامله مع ابنتيك، وعليك أن تنصحيهما باستمرار على عدم الوجود وحدهما مع أى أولاد، وبإذن الله سوف تمضى الأمور على ما يرام، ولكن إذا لزم الأمر أبلغى أم هذا الولد بشكل مباشر، فمهما تكن العواقب لن تكون أشد ولا أفدح مما قد يترتب على استمراره فى هذا الفعل المشين.  

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق