أنا سيدة أعيش حياة مستقرة مع زوجى، وهو رجل مثالى، وحنون على أبنائنا إلى أقصى درجة، ويرغب فى أن يوفر لهم أحسن شىء، لكنه كثير الوسوسة والخوف، إذ لم يشتر أرضا خوفا من أن تكون مباعة لآخرين، فيتورط فيها بالرغم من أنها معروضة عليه من أناس موثوق بهم، وفى أى موقف يقول: «أنا خايف يحصل كذا»، وأعتبر هذا تقصيرا منه، وعدم الأخذ بالأسباب، بينما هو يعتبرنى غير مؤمنة بقضاء الله، فكيف أتعامل مع تردده حتى تستقيم أمورنا، وينتهى قلقه وخوفه الزائد عن الحد؟.
ولكاتبة هذه الرسالة أقول:
قد يكون التردد فى اتخاذ القرارات جزءا من الطبيعة البشرية، أو ناتجا عن قلق نفسى داخلى، أو الوساوس القهرية، والواضح أن زوجك يبحث عن درجة عالية من الانضباط فى اتخاذ قراره ولا يقبل أى نوع من الخطأ، وقد يلجأ أيضا لتجسيم وتضخيم الأخطاء البسيطة، وجزء كبير من حل هذه المشكلة يكمن فى اللجوء إلى الاستخارة، فهى تجعل الإنسان أكثر ثقة فيما يتخذه من قرارات، وكما ورد عن جابر بن عبد الله - رضى الله تعالى عنه - قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا الاستخارة فى الأمور كلها، كما يعلمنا السورة من القرآن»، وقد قلّ فى هذا الزمان من يلتزم بهذا المبدأ، فالكثيرون لا يتفهمون معنى الاستخارة،
وأرجو أن تحثى زوجك على استشارة الآخرين من ذوى الخبرة والعقل، فى بعض الأمور الكبيرة، ومن يثق فيهم من الأهل والأصدقاء، وأرجو ألا يأسف على قرار اتخذه، ولا يلجأ إلى التأويل، ويقول: «لو كنت عملت كذا أو كذا لكانت النتيجة أفضل مما هى عليه الآن»، لا تتأسف ولا تأس على ما فاتك أبدا، فهذا يعطيك الثقة فى نفسك.
ومن الضرورى أن نفرق بين مشاعرنا وأفعالنا، ربما نتخذ القرار الصائب ونكون قد طبقناه من الناحية العملية، ولكن مشاعرنا ربما تكون مترددة وغير مطمئنة، والعبرة بالقرار وليست بالمشاعر.
ولاشك أن التوكل على الله مفتاح كل خير، وهناك بعض الممارسات الاجتماعية الممتازة جدا والإيجابية، والتى تكوّن لدى الشخص ثقة داخلية خاصة، ومنها الانخراط فى الأعمال الخيرية، فهى تقوى ثقة الإنسان فى نفسه وتجعله يجد القدوة الطيبة والحسنة، وهذا لا شك يساعده فى أن يتخذ القرارات الصحيحة، وحين يرى ما تقوم به المجموعة سوف يستصغر ما يعانيه من تردد فى اتخاذ قراراته مما يكون مطمئنا له، وأسأل الله أن يسدد خطاه، وأن يديم على أسرتكم السعادة، وراحة البال.
رابط دائم: