أرون ديفيد ميلر: لا أتوقع أى اختراق مبكر مع إيران

أعتقد أن بايدن إذا انتخب سيكون أكثر صرامة مع تركيا بسبب الخلافات حول التدخلات التركية فى شمال سوريا، والأنشطة التركية فى شرق المتوسط وليبيا، أيضا على خلفية انتهاكات حقوق الإنسان، وسجن آلاف القضاة والمدرسين وموظفى الخدمة المدنية والصحفيين.
فيما يتعلق بإيران، أعتقد أن بايدن سيواجه صعوبات فى العودة للاتفاق النووى الإيرانى لعدة أسباب إذ سيتعين عليه أولا، التفاوض على صفقة جديدة، وليس مجرد العودة للصفقة القديمة، لأن هناك مطالب بتغيير الإطار الزمنى للاتفاق لتقييد الأنشطة النووية الإيرانية لفترة أطول. من ناحية أخرى، إيران لديها انتخابات رئاسية العام المقبل ما يعنى تغييرا مرتقبا بعد انتخاب خليفة للرئيس الإيرانى الحالى حسن روحانى. كذلك ستريد إيران الحصول على تعويض مقابل العامين الماضيين اللذين انسحبت فيهما واشنطن من الاتفاق النووى، وأعادت العقوبات على إيران. لكن الأهم من ذلك هو أن جو بايدن سيكون مشغولا بشكل كبير جدا بمحاولة «إصلاح المنزل الأمريكى المتهالك» وبالتالى لن يكون لديه سوى القليل من الوقت. ستكون هناك ضغوط أوروبية، ففرنسا وبريطانيا وألمانيا يريدون إحياء الاتفاق النووى وإدارة بايدن تحتاج إلى تعزيز الثقة بين الحلفاء ولا سيما فى حلف الناتو، لكن هذا لا يعنى أن بايدن سيهرع على الفور إلى إجراء مفاوضات شاملة مع إيران. قد يتواصل معها عبر الأوروبيين أولا، أو يتواصل مباشرة مع الإيرانيين عبر قناة سرية. هناك عدد من السيناريوهات، لكننى لا أتوقع أى اختراق مبكر مع إيران بشأن إحياء الاتفاق النووى.
........................................................................
> (ميلر دبلوماسى أمريكى بارز. عمل فى وزارة الخارجية الأمريكية 24 عاما. وشغل منصب مستشار شئون الشرق الأوسط لدى ستة من وزراء الخارجية الأمريكيين، حيث شارك فى الجهود الأمريكية للتوسط فى الاتفاقات بين إسرائيل والأردن وسوريا والفلسطينيين. ومن آخر كتبه «نهاية العظمة.. لماذا لا تستطيع أمريكا أن يكون لديها رئيس عظيم آخر» حول تراجع مستوى الرؤساء الأمريكيين وغياب شخصيات كبيرة على غرار فرانكلين روزفلت وودرو ويلسون).