رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

ارتكب الجريمة ليتخلص من هواجسه
القتل جزاء «شربات» مشعوذة قنا

محمد شمروخ

الجميع حول «ياسر» كانوا يتحدثون عنه بأنه أصبح ملبوسا والملبوس فى لغة عالم الدجل والشعوذة، هو من يسيطر عليه الجن وتخضع كل تصرفاته للجنى الذى تلبس به ولن تفلح أى محاولات لإثناء هؤلاء عن معتقداتهم، بل سيرفضون أى حديث عن العقل والعلم ويعتبرونه نوعا من المكابرة، أما ياسر نفسه فلا يجادل فى يقينه بأنه ملبوس بجنى يسيطر على كل أفعاله وإلا فلماذا يأتيه شبح فى أثناء نومه ويطبق بيديه على رقبته ويجثم على صدره ليكتم أنفاسه فيقوم فزعا لاهثا من الرعب!.

أما ما لا يمكن إقناع ياسر بأن ما يراه وهم، فهو ذلك الثعبان الأعور العملاق الذى يربض فى ركن بيته ويهاجمه بشراسة كلما اقترب منه كذلك تلك الثعابين التى يراها حوله فى كل مكان مع الأشباح التى لا تكف عن مطاردته حتى تحولت حياته إلى قطعة من الجحيم.

والذين يعيشون حول ياسر من أهل وأصدقاء ومعارف، نصحوه بأن يذهب إلى «شيخ» متخصص فى إخراج الجن من الملبوسين أمثاله وكان أن قرر له «الشيخ» أن أحدا قد سلط عليه الجان ليفسد حياته ولن يتركوه حتى يتم إبطال العمل الأسود ذلك العمل السفلى الذى دفن فى المقابر! ولكن ياسر ــ حسب اعتقاده الراسخ كالجبل ــ كان يعرف جيدا من وراء هذا العمل.

إنها الشيخة «شربات» تلك السيدة التى تمت له بصلة قرابة وكان يحبها وبحترمها حتى إنه اعتبرها أما ثانية له يلوذ بها كلما واجهته مشكلة فهى تحترف الشعوذة ويتردد عليها كثيرون سرا فى قرية «الغوصة» التابعة لمركز قنا، لفك السحر أو عمل الأحجبة وأعمال المحبة، بل كان ياسر يشعر بالفخر لأنه قريب الشيخة وأن له مكانة مميزة لديها لذلك لم يتردد ولو للحظة فى أن يعرض عليها مشاكله مع زوجته وطلب منها أن تعمل له «عمل محبة» يرقق قلب زوجته ويجعلها متيمة به لتكف عن الشجار معه بسبب وبدون سبب.

وماله لا يفعل ذلك.. ألا يرى بعينيه كيف يتسلل إليها شخصيات مرموقة من ذوى الحظوة والمتعلمين تعليما عاليا يطلبون منها أعمالا بالمحبة أو تسهيل الأمور أو حل المشاكل الصحية والاجتماعية؟! وأحيانا يطلبون أحجبة تيسر لهم التفوق فى أعمالهم والترقى فى وظائفهم

لذلك أطاعها ياسر فى تنفيذ كل طلباتها لإعداد حجاب المحبة وراح يمنى نفسه بحياة سعيدة يملؤها الحب، لكن ما حدث له بعد ذلك لا ينم على أن الشيخة شربات قامت بعمل للمحبة فقد زادت المشكلات بينه وبين زوجته حتى إنه لم يعد يطيق الحياة فى بيته وشيئا فشيئا بدأت الهلاوس تسيطر على حياته ويرى أشياء مرعبة فى يقظته، أما فى نومه، فلم يهنأ بساعة بلا كوابيس حتى إنه يصاب بالاختناق كلما استغرق فى النوم كما تنتابه رغبة عارمة لذبح زوجته وأولاده!.

والمحصلة؟! تحولت حياة ياسر إلى جحيم ليل نهار ولم يكن هناك من تفسير لديه إلا أن الشيخة شربات قد عكست أعماله معه فسلطت عليه جنيا من الذين تسخرهم ليعمل على إيذائه وعزز هذا الاعتقاد لديه عندما استشار شيخا آخر فأكد له أن جنيا قد تسلط عليه بموجب عمل سفلى مدفون فى مقبرة، فما كان منه إلا أنه عاد ليرجو الشيخة شربات يستحلفها لكى تنقذه وتخلصه من الأهوال التى يراها بأن تدله على مكان العمل السفلى ليخرجه ويبطله ولكنها سخرت منه ولم تعبأ بتوسلاته فأزمع أمرا جاهد فيه نفسه كثيرا ليتخلص من خوف الإقدام عليه فقرر قتلها وحمل سكينا وذهب إلى بيتها وانهال طعنا عليها ولم يتركها حتى لفظت أنفاسها ولم يكن دافعه الانتقام فقط بل كان على نفس درجة رغبة الانتقام كانت رغبته فى أن يتخلص من العذاب الذى يعانيه بسبب سحرها السفلى لاعتقاده بأن العمل سيبطل بموتها.

وبمجرد إبلاغ العميد يوسف عبد المقصود مأمور مركز قنا، تم إخطار اللواء محمد أبو المجد مساعد وزير الداخلية ومدير أمن قنا ومن خلال خطة بحث أعدها العميد سعيد عابد رئيس المباحث الجنائية بقنا، تمكن المقدم محمد المغربى رئيس مباحث مركز قنا من القبض على القاتل الذى أكد فى اعترافاته أنه كاد يقتل زوجته وأولاده بلا ذنب بدافع غامض قاومه بكل قوته ولم يتخلص منه إلا بقتل الشيخة شربات!.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق