رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

فى الذكرى 78 لمعركة العلمين تكريم مطروح لروميل.. وتاريخ لا يكتبه المنتصرون

مطروح ــ عاطف المجعاوى
معطف «روميل» الشاهد على معارك العلمين

يقال دوما إن التاريخ يكتبه المنتصرون، ولكن بعض نسخ التاريخ أكثر اعتدالا وإنصافا، كما هى النسخة المعتمدة من جانب أبناء مطروح حول معارك العلمين، والتى مرت أمس الذكرى الـ 78 لانطلاقها على الأراضى المصرية.

فرغم أن معركة العلمين الثانية، والتى دامت نحو 20 يوما، اعتبارا من 23 أكتوبر 1942، انتهت بهزيمة قوات المحور بزعامة الألمانى الفذ إرفين روميل لصالح قوات التحالف وقيادتها البريطانية على أيدى برنارد مونتجمورى.

ورغم أن هذه المعركة لعبت دورا رئيسيا فى حسم مجريات الحرب العالمية الثانية بإسقاط القيادة الألمانية، وانتصار دول التحالف، إلا أن أهل مطروح مازالوا يتناقلون جيلا بعد جيل، أخبار «الكابتن روميل» بكثير من التقدير. فى إدراك ذكى لقيمة «ثعلب الصحراء» من حيث شخصيته القيادية الساحرة، ومناوراته العسكرية التى باتت درسا يدرس.

 

فتنطلق صباح اليوم أصوات الأبواق العسكرية الإنجليزية فى أوساط مقبرة الكومنولث بالعلمين، وسط حضور لسفراء وقناصل دول التحالف (بريطانيا ونيوزيلندا وأستراليا وجنوب إفريقيا وفرنسا وماليزيا والهند). ويقام أيضا احتفال جنائزى يراعى إجراءات التباعد الصحى بالمقابر الألمانية والتى شيدت عام 1959 لتضم رفات القتلى الألمان وتمجد ذكرى المفقودين. وكذلك بالنسبة لمقبرة الجنود الإيطاليين الواقعة غربى مدينة العلمين والنصب التذكارى للجنود اليونان، وكانت المعركة الشهيرة قد راح ضحيتها نحو 70 ألف فرد ما بين قتيل ومفقود.

وسط هذه الاحتفالات، ورغم مرور 78 عاما على ذكرى وقوع المعركة التاريخية، إلا أن أهالى مطروح مازالوا يتذكرون القائد روميل تحديدا، والذى تم إطلاق اسمه على شبه جزيرة بالمدينة وواحد من شواطئها المميزة وعدد من المنافذ السياحية والخدمية مثل الفنادق والكافتيريات. ونصيب روميل من التقدير، يشمل أيضا متحفا بدأ التخطيط له فى السبعينيات، داخل ما يعرف بـ «كهف روميل» وهو الموقع الذى كان يدير القائد الألمانى منه عملياته العسكرية.

ويضم المتحف مجموعة من المقتنيات النادرة التى أهداها للمتحف نجله الوحيد «مانفريد روميل، العمدة الأسبق لمدينة «شتوتجارت» الألمانية، عام 1977. ومن بين المقتنيات التى احتجبت عن الجماهير أكثر من سبع سنوات ضمن عملية تطوير بدأت عام 2010، معطف روميل الشهير والذى كان يرتديه خلال وقائع معارك العلمين، بالإضافة إلى نياشينه، وقلادته، التى نالها من هتلر، قبل أن ينقلب الأخير عليه ويدفعه للانتحار مسموما عام 1944.

كما تضم مقتنيات المتحف الذى تم إعادة افتتاحه عام 2017، خرائط نادرة  لسير معركة العلمين، تحمل ملاحظات بخط يدى روميل.

78 عاما وروميل ملء السمع والبصر، حتى بالنسبة لأجيال لم تعاصر ما جرى فى العلمين، ولا ذكرى معادلة لمونتجومرى، ما يثير العجب. ولكن الشيخ موسى خوير، كبير عواقل قبائل مطروح، يشرح جانبا من الأسباب وراء مكانة روميل الرفيعة بين أهالى المنطقة. فيقول: «بمجرد ما دخل الكابتن روميل عن طريق سيوة، وجه تعليمات واضحة لقواته باحترام عادات وتقاليد المنطقة، وعدم انتهاك حرمة المنازل».

ولعل هذا هو السبب فى بقاء ذكرى روميل فى نفوس آبناء مطروح حتى الآن بالرغم من هزيمته فى الحرب.

ويضيف الشيخ خوير: « حتى وروميل يتقهقر فى انسحابه الشهير الذى يضرب به الأمثال فى علوم الكر والفر، رفض مقترح تسميم آبار القبائل، حتى لايستخدمها جنود الحلفاء. واكتفى فقط بوضع الملح فيها، حتى يمكن بعد ذلك للقبائل استخدامها. اعطى روميل نموذجا فريدا فى الوفاء وحسن التقدير».

ولعل من دلائل التقدير المستمر لروميل بين أهالى المنطقة، ما كان من إعادة المقتنيات المسروقة من متحفه مطلع التسعينيات، وكان لمكتب «الأهرام» فى مطروح دور رئيسى بهذا الصدد. ففى عام 1991، تمت سرقة المتحف من جميع مقتنياته.

ولكن إثر نشر خبر السرقة على صفحات «الأهرام» والتنويه إلى الأهمية التاريخية والحضارية الكبيرة لهذه المقتنيات، فوجيء فريق مكتب «الأهرام» بمقتنيات المتحف المسروق وقد تم جمعها فى لفافة هائلة ووضعها أمام باب مكتب «الأهرام». وقد قام فريق «الأهرام» بإعادة مقتنيات روميل إلى متحفه وإنقاذ المعلم التاريخى من مصير الإغلاق إلى الأبد.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق