أكتب إليك بعد أن تعبت من مواجهة الحياة بمفردى منذ موت أمى وأبى، ولى خمسة إخوة «ولدان متزوجان، وأختان متزوجتان وهما الكبرى والصغرى، ونبقى أنا وأختى فى بيت العائلة، ولا حديث بيننا.. وقد توفى أبى منذ اثنى عشر عاما، ورحلت أمى بعده بسنة، وبعد رحيلهما لم أعش يوما سعيدا، وعشت مع إخوتى مشكلات عديدة لأتفه الأسباب، وكنت أذهب لبلدة أبى وأمى عند خالتى أحكى لها ما يحدث لى، وقد نبتت فى قلوب أخواتى الغيرة ضدى بسبب توفيق الله لى فى حياتى ماليا، وأصبحن يطمعن فيما أجنيه من مال أو ما أحصل عليه من هدايا لأنى معلمة محبوبة، وطمعت أختى الكبرى التى تسكن فى الشقة التى تعلو شقتنا فى أثاث بيتنا شيئا فشيئا.
وعندما يتقدم لى خطيب يتآمرون ضده، ويملون عليه شروطا تعجيزية، فيخرج بلا عودة حتى وصلت سنى إلى خمسة وثلاثين عاما، والآن يبحثون لى عن زوج مطلق، بالرغم من أننى جميلة ومحترمة وملتزمة.. ألا يحق لى أن أتزوج من شخص أعزب أكون أول فرحته، وأشعر معه بالسعادة.. زوج صالح وملتزم يتقى الله فىّ، وتكون لى أسرة صغيرة مثل كل البنات؟.
-
ولكاتبة هذه الرسالة أقول:
لا يحق لإخوتك المغالاة فى طلباتهم من العريس الذى يتقدم لخطبتك، ولعل ما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم، من أنه إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، هو القاعدة العامة التى يجب أن تحكم اختيار الزوج، مع ضرورة وجود تقارب بين الطرفين فى المستويات الثقافية والاجتماعية، والمادية.
ومن حقك أن تتزوجى ممن لم يسبق له الزواج، وهى مسألة متروكة لك، ولا يمكن إجبارك عليها، وأرجو أن يتقوا الله فيك، وأن يمدوا لك يد العون، وعلى أختك الكبرى أن تعى أنها فى مقام والدتكم، ولا يعقل ما تصنعه من أخذ الأثاث من شقتكم إلى شقتها، فكلها أمور بسيطة، ولن تغنيها شيئا لكنها قد تترك جراحا غائرة لا يرجى علاجها.. أسأل الله أن يوفقك لما فيه الخير، وأن يكتب لك حياة سعيدة مع من ترتاحين إليه، وهو على كل شىء قدير.
رابط دائم: