كلف الرئيس اللبناني، ميشال عون، أمس زعيم تيار المستقبل سعد الحريرى بتشكيل الحكومة الجديدة، بعد حصوله على غالبية أصوات النواب فى الاستشارات النيابية التى أجراها.
وحاز الحريري، المرشح الوحيد للمنصب ٦٥ صوتا، فيما امتنع ٥٣ نائباً عن التسمية.ويتألف مجلس النواب من ١٢٨ عضوا، لكن هناك ثمانية نواب مستقيلون لم يشاركوا فى الانتخابات.
وقد وصل الحريرى إلى القصر الرئاسى فى بعبدا قرب بيروت - بعد إعلان الرئاسة مباشرة - للقاء رئيس الجمهورية.
وعشية تسميته، حمّل عون الحريري، من دون أن يسميه، مسئولية معالجة الفساد وإطلاق ورشة الإصلاح. ووضع النواب أمام مسئولياتهم داعياً إياهم إلى التفكير «بآثار التكليف على التأليف وعلى مشاريع الإصلاح ومبادرات الإنقاذ الدوليّة».
وفور تكليفه أعلن الحريرى فى بيان مقتضب أنه سيسعى لتشكيل حكومة من اختصاصيين غير حزبيين وسيعمل على وقف الانهيار الذى يهدد اقتصاد لبنان وأمنه وتعهد بالإسراع فى الإعلان عن حكومته لأن الوقت داهم -حسب تعبيره -وقال»هذه هى الفرصة الأخيرة» مؤكدا أن الأولوية ستكون لإعادة إعمار ما دمّره انفجار المرفأ وتطبيق الإصلاحات وفق المبادرة الفرنسية .
يأتى ذلك فى الوقت الذى رفضت فيه كتلة حزب الله تسمية أحد لشغل منصب رئيس الوزراء اللبنانى خلال المشاورات التى جرت أمس بهذا الشأن.
وذكر محمد رعد رئيس كتلة حزب الله النيابية للصحفيين بعد لقائه الرئيس ميشال عون أن الكتلة «لم تسم أحدا» لرئاسة الحكومة، بينما انتقد رئيس تكتل التيار الوطنى الحر جبران باسيل الحريرى، لطرحه نفسه لرئاسة حكومة من شأنها تأييد مبادرة فرنسية لحل الأزمة الاقتصادية العميقة فى البلاد.
والنواب الذين سموا الحريرى هم: رئيس الحكومة الأسبق نجيب ميقاتى ، رئيس الحكومة الأسبق تمام سلام ، نائب رئيس مجلس النواب ايلى الفرزلى ، كتلة المستقبل ، كتلة التكتل الوطني، كتلة الحزب التقدمى الاشتراكي، كتلة الوسط المستقل ، الكتلة القومية الاجتماعية، كتلة نواب الأرمن ، كتلة التنمية والتحرير (وتضم النائب قاسم هاشم) والنواب المستقلون: نهاد المشنوق، أدى دمرجيان، ميشال ضاهر ، جهاد الصمد ، جان طالوزيان وعدنان طرابلسي.
أما النواب الذى لم يسموا أى شخصية، فهم: نواب كتلة الوفاء للمقاومة ، كتلة اللقاء التشاورى (باستثناء النائب قاسم هاشم الذى سيشارك مع كتلة التنمية والتحرير)، كتلة الجمهورية القوية ، وتكتل لبنان القوى و كتلة ضمانة الجبل ، والنواب المستقلون أسامة سعد وفؤاد مخزومى و شامل روكز و جميل السيد.
وينص الدستور اللبنانى على أن يقوم أعضاء المجلس النيابى، سواء كنواب أفراد أو تكتلات نيابية، بتسمية شخصية لتولى رئاسة الوزراء، ليقوم عقب ذلك رئيس الجمهورية، وبعد التشاور مع رئيس مجلس النواب، بتكليف من يحظى بأغلبية أصوات النواب بترؤس الوزراء وتشكيل الحكومة الجديدة ليبدأ عقب ذلك مسار تأليف الحكومة.
وسيكون على رأس مهام الحريرى العمل لقيادة لبنان للخروج من أزمته السياسية والاقتصادية الطاحنة، وإحياء جهود فرنسا التى وضعت خارطة طريق لتنفيذ إصلاحات من شأنها أن تفتح الباب أمام عودة المساعدات الخارجية التى يحتاجها لبنان بشدة.
رابط دائم: