على مر السنوات، تحولت احتفالات الـ«هالوين»، وهو المسمى الشائع دوليا لما يعرف بـ «عيد القديسين»، إلى طقس ثقافى بارز فى الولايات المتحدة، قبل أن تتسرب بعض مظاهره الاحتفالية إلى ثقافات ودول أخرى. وذلك تحديدا فيما يتعلق بارتداء الأزياء التنكرية واستهلاك الحلوى. ولكن احتفال الـ«هالوين»، الذى يحل عشية 31 أكتوبر سنويا، سيشهد هذا العام تعديلات شاملة ستنال حتما من بعض بهجته. والسبب بالطبع يرجع إلى أحكام فيروس «كورونا» المستجد.
وفقا إلى تقرير نشره موقع «سى.إن.إن» الإخبارى الأمريكي، فإن المخاوف من انتشار عدوى كورونا ستضع حدا لتقليد «حلوى أم خدعة!»، والمتعلق بجولة الأطفال بين منازل الحي، طلبا للحلوى ومهددين بتنفيذ الخدع القاسية بحق الممتنعين. وهو خبر بالغ السوء بالنسبة لقطاع صناعة الحلوى الأمريكية، الذى يعتبر الـ «هالوين» موسم رواج رئيسيا.
وزاد من وطأة الخبر أن المراكز الأمريكية للرقابة على الأمراض والحد منها، «سى. دى. سي»، حذرت مؤخرا من تقليد توزيع الحلوي، ووصفته بأنه «نشاط بالغ الخطورة». وكبديل، نصحت بإرساء تقليد «حلوى أم خدعة ذى الاتجاه الواحد»، مما يعنى الالتزام بترك لفائف الحلوى أمام أبواب الأصدقاء والأقارب دون تقارب.
أثلج هذا الاقتراح صدور صناع الحلوي، والمراهنين على حاجة الأمريكيين المستمرة لابتياع الحلوى واستهلاكها كوسيلة مساعدة لتجاوز ضغوطات المرحلة الحالية. ودليلهم، ما كان من تسجيل شهر أبريل الماضي، ومع بدايات تفشى «كورونا» والتزام إجراءات التباعد الوقائي، ارتفاعا واضحا فى معدلات بيع الحلوى.
أما محال الأزياء التنكرية، فقلق أربابها أقل. فهناك إقبال واضح على شراء الأزياء الخاصة بالأطفال، بغرض الاحتفال منزليا والترويح عن الصغار بعد شهور من العزلة والدراسة عن بعد. وعكست أنماط التسوق نفسها أحكام «كورونا». فالاعتماد بات أكبر على التسوق «أون لاين»، مع الميل للاستفادة من الخدمات الجديدة التى تتبارى المتاجر فى تقديمها، مثل «التسليم فى ذات اليوم»، وإنشاء منصات خارجية فى الهواء الطلق لتسليم الطلبات المتفق عليها مسبقا حتى سيارة العميل وبأقل قدر من أشكال التقارب.
رابط دائم: