رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

محمد إلياس الحاج سفير السودان الجديد فى القاهرة لـ «الأهرام»: السودان أولوية قصوى فى سياسة مصر الخارجية ومهمتى توسيع مسارات العلاقات وتعميقها

كتبت ــ أسماء الحسينى

القاهرة ساندتنا منذ اليوم الأول لسقوط البشير ووجدنا كل الدعم منها فى مواجهة كورونا و السيول

 

 

استهل السفير محمد إلياس الحاج سفير السودان الجديد نشاطه الإعلامى بعد تقديم أوراق اعتماده للرئيس عبد الفتاح السيسي، بأن خص «الأهرام» بأول حوار عن العلاقات السودانية المصرية، أكد فيه أن البلدين تجمعهما روابط كثيرة، وأهم ما فيها أن تكون تلك الروابط وسيلة وليست غاية فى حد ذاتها، مشيرا إلى أن الأخوة والصلات والروابط يجب أن تساعدنا من أجل بناء مشروعات مشتركة وشراكات بين الأشقاء.

واستهل السفير حديثه بالقول: «إن مهمتى كسفير للسودان فى مصر خلال الفترة المقبلة تتركز فى توسيع مسارات العلاقات وتعميقها.. بمعنى استحداث مجالات ذات صلة بأولويات سياسية للحكومة الانتقالية خلال الفترة المقبلة، وأيضا فى الوقت ذاته تستجيب لانشغالات مصر وأولوياتها فى علاقاتها بالسودان.»

واستعرض السفير السودانى ملامح من العلاقات الخاصة المصرية السودانية، فقال: «السودان وجد السند والدعم من مصر منذ اليوم الأول بعد سقوط حكم نظام الرئيس السودانى المعزول عمر البشير، وساندت مصر السودان فى الاتحاد الإفريقي، وطوال مسيرة الحكومة الانتقالية، ووجدنا كل الدعم والمساندة من مصر للسودان فى مواجهة جائحة كورونا، وكارثة السيول والأمطار والفيضانات والتداعيات الحالية لها، فالفرق الطبية المصرية انتشرت فى السودان تفحص مصابى الثورة السودانية لعلاجهم، سواء فى مستشفيات مصر أو فى المستشفيات السودانية، وكذلك هناك فريق طبى لمعالجة الأمراض الوبائية فى الإقليم الشمالي، وهو يتحرك الآن من شمال السودان جنوبا، وكل هذه الأعمال الجليلة تتم بتوجيهات وإشراف من الرئيس عبد الفتاح السيسي.»

وعن التحديات التى تحيط بالعلاقات المصرية السودانية، قال السفير إلياس:» البلدان يواجهان تحديات كثيرة فى المرحلة الحالية، وهى تحديات داخلية فى كل بلد تختلف فى نوعها وطبيعتها عن البلد الآخر، وكذا تحديات خارجية فى البيئة المحيطة بهما، وتلك التحديات لا يمكن بأى حال من الأحوال التقليل من شأنها، ذلك لصلتها بالأمن القومى للبلدين، ومنها تحديات فى الشقيقة ليبيا وفى البحر الأحمر، والخلافات القائمة فى قضية مياه النيل».

وأشار السفير السودانى إلى الاهتمام الذى يوليه الرئيس السيسى إلى العلاقات المصرية السودانية، بقوله: «التقيت السيد الرئيس السيسى عندما قدمت لسيادته أوراق اعتمادي، وكان اللقاء الثانى عند افتتاح معرض الصناعات الصغيرة والمعرض التراثى فى القاهرة، وكان جناح السودان هو أول ما تفقده السيد الرئيس السيسي، وكان السودان هو الدولة الوحيدة المشاركة فى المعرض، والتى منحت مكانة ضيف الشرف، ووضع الجناح السودانى فى مكان مميز فى واجهة المعرض، وشرفنا الرئيس السيسى بزيارته وحديثه، ونحن فخورون بأننا منحنا هذا التكريم».

وأردف يقول: «نشعر بأن السودان هو أولوية فى سياسة مصر الخارجية، ونعمل من جانبنا لكى نجارى قوة الدفع المصرية والرغبة والإرادة المصرية للعمل المشترك، فمصر هى المبادرة فى كثير من الأشياء وفى كثير من الدعم.»

وأشاد سفير السودان بالاهتمام الوزارى المصرى بالسودان قائلاً: «التواصل بين البلدين مهم، والزيارات ضرورية، فقد زار رئيس الوزراء المصرى الدكتور مصطفى مدبولى السودان مرتين، كما زارت وزيرة الصحة السودان ثلاث مرات، برفقتها العديد من الأطباء وكميات من الأدوية ومبيدات الحشرات الناقلة ومطهرات البيئة، وخاضت وزيرة الصحة المصرية فى الأمطار والسيول والفيضانات، وكان ذلك المشهد للوزيرة رسالة إيجابية وأفضل نموذج يجسد أمام أعيننا الدعم والعون المصري».

وعن العلاقات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية بين مصر والسودان، قال السفير: «هناك إرادة سياسية قوية واقتصادية تتشكل بين البلدين لمواجهة التحديات، وهناك عزيمة قوية للعمل المشترك فى هذه المرحلة، فهناك مشروعات استراتيجية حقيقية، خاصة فى البنى التحتية، كالطرق البرية والسكك الحديدية وإمدادات الكهرباء المصرية للسودان ومشروعات النقل النهري، كما أن هناك مشروعا لإقامة مدينة صناعية مصرية كبيرة فى منطقة الجيلى بولاية الخرطوم، ولدينا العديد من المشروعات والاتفاقيات فى جميع المجالات، وهناك اتفاق على تأسيس شركة قابضة فى مجال الأدوية، وتم الاتفاق وتنفيذ تبادل تجارى كبير جدا فى مجال تجارة اللحوم، وستشهد الفترة القصيرة المقبلة تنشيط وتفعيل هذه الاتفاقيات والبروتوكولات، فهناك توجيهات من قيادة البلدين بضرورة وأهمية تنفيذ كل ما تم الاتفاق عليه، بما يعكس الصلات والعلاقات التاريخية بين البلدين إلى أرض الواقع، وأرجو خلال الفترة المقبلة أن تتحول كل تلك المشروعات إلى واقع فعلى يعكس أزلية وقوة الروابط بين البلدين والشعبين الشقيقين».

وأضاف: «سأعمل بالتعاون مع الجانب المصرى على تعميق العلاقات حتى تصبح علاقات شعبية يشعر بها الشعبان، فى مجالات الثقافة والفنون والرياضة والفنون، حيث إن هذه الروابط هى التى تجسد معانى الحضارة والثقافة والإرث المشترك بين البلدين، وهو جانب مهم للغاية فى دفع العلاقات بين الشعبين.»

وعن اتفاق السلام السودانى الذى تم توقيعه بين الحكومة السودانية والحركات المسلحة فى جوبا فى الثالث من الشهر الحالي، قال السفير السوداني: «أعتقد بأن الإرادة التى جمعت مختلف الأطياف السودانية وأوصلتهم لهذا الاتفاق، هي ذات الإرادة التى ستقودهم إلى تنفيذ الاتفاق والالتزام به».

وأضاف أن الاتفاق تم برعاية وشهود الدول الشقيقة والصديقة، وسيظل الدعم السياسى والتضامن مع السودان ضروريا ومهما، حيث إن تنفيذ الاتفاق يتطلب قدرات اقتصادية، بحسب قول السفير.

وأكد أنه لن يتم تنفيذ اتفاق السلام بالدعوات والتمني، وإنما يتطلب تنفيذه 7٫5 مليار دولار وفق بعض التقديرات فى الفترة الانتقالية المحددة بـ39 شهرا، مشيرا إلى أنه توجد هناك العديد من العمليات التى يجب القيام بها كمشروعات التنمية والتعويضات والمساعدات وعمليات الدمج.

وعن دور مصر فى تنفيذ اتفاق السلام قال: «مصر يمكن أن تلعب دورا كبيرا فى دعم تنفيذ اتفاق السلام السوداني، فكثيرا ما تبنت مبادرات لدعم السودان، ونحن فى الواقع نحتاج إلى مبادرة لإنهاء العقوبات التى نعانيها، والمساهمة لدفع التعاون الدولى مع السودان، ومؤخرا كان وزير الخارجية سامح شكرى أول من تحدث فى اجتماع وزراء الخارجية العرب عن أن مصر تتقدم بقرار من أجل دعم السودان فى مواجهة أزمة السيول والفيضانات، كما ناشد المجتمع الدولى والإقليمى لمساعدة السودان فى كارثة السيول والفيضانات».

وعن رسالته للشعب المصري، قال: «أقول للشعب المصرى إن العلاقة بين بلدينا عميقة، والسودان بلدكم، ونأمل أن يظل الشعب المصرى على الدوام كما هو مضيافا لأشقائه فى السودان الذين يأتون لمصر من أجل العلم والصحة والتجارة، لأن السودانيين يتحركون تاريخيا تجاه مصر، ونأمل أن يستمر التواصل بين شعبينا الشقيقين، كما هو الحال بين القيادات السياسية العليا».

أما عن رسالته للجالية السودانية فى مصر، فقال: «السفارة السودانية فى مصر هى بيت السودان، وأبوابها مفتوحة لكل طوائف وأبناء السودان، والإشكالية التى ترتبت على جائحة كورونا ترتبت عليها ظروف قاسية وغير مسبوقة ومفاجئة، ولم يكن هناك استعداد لمواجهتها، واضطر المواطنون السودانيون إلى البقاء فى أماكنهم، وأعتقد بأن إخوانى الذين سبقونى فى المسئولية بالسفارة أداروا الأزمة بكفاءة، وأعظم ما تم أنه كان هناك تكافل سودانى حقيقي، وتكامل أدوار بين السفارة والقائم بالأعمال والمجلس الأعلى للجالية ورجال الأعمال السودانيين والجمعيات الأهلية المصرية وفاعلى الخير، واستطاعوا معالجة أزمة العالقين».

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق