خروجًا من أجواء الحظر ومحدودية الحركة التى مازالت ترفضها جائحة «كوفيد-19»، بادرت «مكتبة ابن رشد» للكتب العربية، ومقرها ألمانيا أساسا، منذ مطلع الشهر الجارى بجولة للترويج للكتاب العربى بالتعاون مع عدد من المراكز والمكتبات المهتمة فى عدد من الدول الأوروبية المحيطة بألمانيا. حتى الآن، طاف المعرض بعدد من المدن فى ألمانيا ثم انطلق إلى السويد ثم إلى النمسا ووصل مؤخرًا إلى مدينة زيوريخ السويسرية، ليخفف عن أهلها أجواء العزلة بالاعتماد على صحبة الكتب باعتبارها «خير جليس».
المعرض الذى قام بالتعاون مع «مدرسة ابن باديس» استقبل على مدى يومى السبت والأحد الماضيين زواره، ليستعرض أمامهم ما يزيد على ألفى عنوان من الكتب العربية والمترجمة بالعربية للكبار. وتضمنت المعروضات قائمة من الإصدارات الأدبية والفكرية والروايات وكتب التنمية البشرية والمصاحف بكافة الطبعات والترجمات والمقاسات، وكتب الأطفال والناشئة من كافة الأعمار والمستويات. وركز المعرض فى جانب منه على الكتب الإسلامية المصورة لتعليم الطفل أركان الدين وتنمية ذكائه عن طريق التحليل والاستنتاج عبر الألعاب التعليمية، وكذلك المناهج المتكاملة لتعلم اللغة العربية وما يلزم المعلمين من وسائل إيضاح والوسائط المتعددة المسموعة والمرئية من اسطوانات الأناشيد والرسوم المتحركة، فضلًا عن الهدايا التذكارية المزخرفة بعبارات ومأثورات مكتوبة بالخط العربى.
و»مكتبة ابن رشد» واحدة من المكتبات العربية المحدودة فى القارة الأوروبية -تأتى على رأسها زيتونة جنيف التى تأسست عام 1979-، وتحمل المكتبة التى انطلقت فى عام 2005 من قلب مدينة ديسبورج الألمانية اسم العلّامة المسلم ابن رشد (المولود عام 1126 فى قرطبة - والمتوفى عام 1198 فى مراكش)، اعتزازا بشهرته فى أوروبا التى عرفته ليس فقط كطبيب وفقيه وقاض وفلكى وفيزيائى وإنما كواحد من أهم الفلاسفة فى العالم وأحد الشارحين العظام لنظريات أفلاطون وأرسطو، وهو ما عرضه لاتهامات المعاصرين له بالكفر مما تسبب فى إبعاده إلى مراكش فى أواخر أيام حياته.
رابط دائم: