يعيش العالم الآن حالة من القلق والرعب نتيجة تزايد حالات الإصابة والوفيات بفيروس «كوفيد-19» ، فيما يعرف بالموجة الثانية للوباء ، ووسط تلك الحالة المفزعة، يتسابق العلماء والمتخصصون وأصحاب القرار فى وضع التحذيرات والاحتياطات، والتشديد المستمر على اتخاذ جميع الإجراءات الاحترازية والوقائية، لمنع انتشار ذلك الفيروس بصورة كبيرة.
ومن بين تلك التحذيرات التى يتبناها كثير من الدول، هى منع تدخين الشيشة فى المقاهى والكافتيريات، لما لها من تأثير مباشر فى نقل العدوى بين شخص وآخر، ناهيك عن أن التدخين عامة يضعف ويؤثر على الكثير من أجهزة الجسم المختلفة، ومنها القلب والصدر، والإصابة بأمراض السرطان، انتهاء بالوفاة.
مجلس الوزراء، من جانبه، كان قد نفى ما تردد من أنباء حول إصدار قرار بعودة تقديم الشيشة فى المقاهى والكافيهات، وشدد على استمرار العمل بقرار رئيس مجلس الوزراء المتعلق بالحظر، ضمن الإجراءات الاحترازية للحد من انتشار فيروس كورونا.
الدكتور رضا إبراهيم، استشارى أمراض الصدر والحساسية، يقول إن التدخين يضعف جهاز المناعة، ويسبب العديد من الأمراض، ومنها أمراض القلب والشرايين وأمراض الصدر والجهاز التنفسى وارتفاع ضغط الدم والسرطان، وهذه كلها عوامل تجعل الإصابة بفيروس «كوفيدــ 19» شديدة ، وتؤثر بلا شك على حياة الشخص المصاب بالفيروس، مؤكدا أن المدخن فى حالة إصابته بالوباء تكون الإصابة شديدة، وتكاثر الفيروس والعدوى أكبر من الشخص غير المدخن.
ويشير إلى أن هذا ماكان تتم ملاحظته واكتشافه فى المستشفيات عند حضور المصابين بالفيروس، ونجد أن التدخين أثر بلا شك على الجهاز التنفسى، حيث إن الفيروس يخترق الرئتين ويدمر الغشاء الخارجى للجهاز التنفسى، وهذه كلها عوامل خطورة على حياة المريض.
وفى السياق نفسه، يقول الدكتور إيهاب نبيه فهمى، استشارى أمراض القلب والشرايين بمعهد القلب القومى، إن التدخين بكل أشكاله سواء الشيشة أو السجائر أو السجائر الإلكترونية، مضر وقاتل، وإن أكثر من نصف أمراض القلب سببها التدخين، ومادة النيكوتين الموجودة بالسجائر هى مادة مخدرة تؤدى إلى الإدمان، حيث ثبت فى العديد من الدراسات الطبية، أن الشخص المدخن لنحو 20 سيجارة فى اليوم، ولمدة سنة، يصبح مدمنا للنيكوتين.
وفى وزارة التنمية المحلية، أكد الدكتور خالد قاسم، المتحدث الرسمى باسم الوزارة، أنها كانت تتلقى تقارير دورية تتضمن تفاصيل عن جهود التصدى لاستخدام الشيشة فى المقاهى على مستوى الجمهورية.
وأشار إلى أن وزارة التنمية المحلية تتولى التنسيق على مستوى المحافظات والأحياء، التى تقوم بجولات على المقاهى والكافيهات، للتأكد من الالتزام بالإجراءات الاحترازية الخاصة بفيروس كورونا.
وقد وجه اللواء محمود شعراوى، المحافظين، فى اكثر من مناسبة بضرورة المتابعة الدقيقة فى تطبيق الضوابط والاشتراطات الصادرة من الحكومة، كما شدد على اتخاذ الإجراءات تجاه المخالفين، وعدم التهاون فى الحفاظ على صحة المواطنين، مع غلق المحال والمنشآت التى تخالف الاشتراطات والضوابط الموضوعة، وسحب رخصة المخالف. اما القطاع السياحى، فيعيش عثرات اقتصادية حادة ناجمة عن تفشى فيروس «كورونا المستجد» على مستوى العالم، ومع هذا يتأهب القطاع لاستقبال موسم السياحة الشتوية، يناير المقبل، واضعا آماله على السوق العربية.. هكذا وصف هشام وهبة، عضو مجلس إدارة غرفة المنشآت والمطاعم السياحية، حال السياحة المصرية.
ويشير إلى أن استمرار قرار منع «الشيشة» والإغلاق فى الساعة الثانية عشرة منتصف الليل فى المطاعم والكافتيريات السياحية، يهدد تلك الآمال والأحلام، ويحولها إلى كابوس، لأن السائح العربى وأيضا المواطن المصرى، يهتم بالدرجة الأولى بهاتين النقطتين، موضحا أن الأماكن السياحية تقدم تلك الخدمة بعد الحصول على تصريح يتم تجديده من وزارة البيئة وفقا لاشتراطات، يأتى فى مقدمتها تحديد حيز معين داخل المنشأة، وتركيب أجهزة سحب أبخرة ذات فلاتر كربونية، فضلا عن موافقة الحماية المدنية. ويضيف وهبة أن هناك حلولا عملية تستطيع الأماكن السياحية تنفيذها دون الإخلال بالإجراءات الاحترازية التى وضعتها منظمة الصحة العالمية وأقرتها الحكومة المصرية، ومنها تقديم خدمة «الشيشة» أحادية الاستخدام، والتى يتم التخلص منها بعد استعمالها مرة واحدة. ونوه بأن حجم الخسائر المادية التى تعرضت لها المنشآت السياحية يصعب تقديرها بدقة، لأن نسبة الـ50% للتشغيل الجزئى التى قررتها الحكومة والمعمول لها فى الوقت الحالى، لا تمثل طاقة الإشغال الحقيقية على أرض الواقع، حيث لا تتخطى فى المتوسط نسبة 10% منها، لأن غالبية الرواد حاليا من المصريين المعتادين على السهر لتدخين «الشيشة» بعد تناولهم وجبة العشاء.
رابط دائم: