رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

بريد الجمعة.. يكتبه: أحمد البري
نيران الغدر!

يكتبه أحـمــد البـرى

لم أكن فتاة مثل باقى الفتيات اللاتى ينسقن وراء عواطفهن بلا حساب، إذ لم أترك مشاعرى تتحرك تجاه أى شاب، مثلما تفعل الكثيرات، وحرصت على ادخار مشاعرى وجسدى لرجل واحد هو الذى سأرتبط به، ويصبح شريكا لحياتى، وعقدت العزم على ألا يظفر بحبى وإعجابى سواه، وأنا بطبعى رومانسية رغم نشأتى الصعيدية، ومضت سنوات الدراسة الجامعية على هذا المنوال، وعقب تخرجى انخرطت بسوق العمل، واتجهت إلى الدراسات العليا، لكن أهلى رفضوا أن أستكملها بحجة أنها ستكون عقبة أمام زواجى، فرضخت لطلبهم، وانتظرت، وطال انتظارى حتى وصلت إلى سن الثلاثين، ووقتها تقدم لخطبتى رجل رآه والدى من وجهة نظره مناسبا لى.

والحقيقة أنه كان موظفا بسيطا يحتاج لراتبى، ولأننى انتظرت طويلا، وكنت أرغب فى أن أكون أما، فإننى وافقت عليه، وشاركت بأكثر مما تشارك به كل زوجة فى أثاث البيت، وهو عبارة عن شقة بسيطة مكونة من غرفتين وصالة، وتم زفافنا بعد شهرين من الخطبة، وكان زواجى أشبه بالحلم، فلقد اندفعت مشاعرى نحوه بلا حدود من خلف سد العادات والتقاليد، فهو الزوج ثم الحبيب الذى طال انتظاره، وبادلنى المشاعر بالدرجة نفسها بل أكثر، الأمر الذى جعلنى لا أتوانى لحظة عن بذل المزيد من الاهتمام، وقدمت له راتبى كله بدون تفكير، وبعد شهور قليلة حملت بابنتى الأولى التى زادتنى تعلقا ببيتى وزوجى، فها أنا ذا أصبحت أما، وما أجملها من كلمة، وظللت أحلم باليوم الذى تخرج فيه إلى الحياة، وأسمع منها كلمة «ماما»، ولصعوبة المعيشة، وكثرة متطلبات الحياة، فإننى لجأت إلى عمل إضافى يدر علىّ دخلا بجانب راتبى.

وهنا أعلنت إحدى الدول العربية عن حاجتها لمعلمات، ولكن بشرط عدم وجود زوج وأطفال لدىّ خلال العام الأول من التعاقد، فكان الاختيار صعبا جدا.. هل أترك أحبابى من أجل توفير ما يحتاجونه، أم أرفض العرض، وأظل بين الإقتراض والاحتياج وخاصة أن طفلتى تكبر واحتياجاتها تزيد بمرور الوقت، وبعد نقاش مع زوجى ونفسى، وافقت على السفر بمفردى العام الأول من التعاقد على أن يكون زوجى وابنتى بحضنى فى العام الثانى، وبالفعل سافرت وابتعدت عن زوجى وطفلتى ذات العام ونصف العام، وكان الألم يعتصر قلبى، ولكنى كنت أحلم بها وهى ترتدى أغلى الملابس، وتتلقى أحسن التعليم، ومر العام الأول بصعوبة شديدة، وكنت أموت بمعنى الكلمة فى كل لحظة من الغربة وخاصة أننى لم أبتعد عن بلدى من قبل، ومع اقتراب عودتى إلى مصر فى الإجازة السنوية، أحسست أن روحى تعود إلىّ تدريجيا، وحلّ موعد العودة، وما أن وطأت قدماى أرض مطار القاهرة حتى خفق قلبى، ورحت أتلفت حولى بحثا عن زوجى وسط من استقبلونى، وما أن رأيته حتى ارتميت فى حضنه، فإذا به يرفع جسدى من على الأرض، وأحسست وكأننى أطير فوق السحاب.. وسألت عن طفلتى التى لم أرها معه، وكاد قلبى ينخلع من فرط خوفى عليها واشتياقى إليها، فأخبرنى أنها مع والدتى بالمنزل، وأنه خشى أن يحضرها معه لطول الطريق إلى المطار، وقطعنا الطريق، لم يشغلنى أحد سواها، وذهبنا إلى بيت أبى، حيث أنها تقيم مع أهلى، فإذا بها تفتح لى الباب.. إنها كبرت وتكلمت وسمعت منها كلمة «ماما» ولكنها قالتها لأمى، فدارت بى الأرض، ولم أغضب لأنها نادت أمى بهذه الكلمة التى انتظرت سماعها منها، ولكنى غضبت من ظروفى، وأقسمت أنى لن أتركها مرة أخرى مهما كلفنى الأمر، وضممتها إلى صدرى وأخرجت لها ما اشتريته من لعب وملابس خلال عام كامل، وتعاملت معى بحذر فى بادئ الأمر، ثم استسلمت تماما لحضنى، وشعرت بأمومتى وبدأت تنادينى «ماما» مثل أمى، ومرت الإجازة سريعا، وحان موعد العودة، ورجعت إلى عملى خارج مصر بعد وعد زوجى لى بأنه سوف يتبعنى هو وطفلتى بمجرد وصولى، حيث حملت للمرة الثانية، وكان من الصعب علىّ أن أضع طفلتى الثانية بمفردى فى الغربة.

وجاء سفرى هذه المرة، وكلى حماس لإعداد منزل لنا فى البلد الذى أعمل به، واشتريت بعض الأثاث البسيط، واتصلت بزوجى وأخبرته بما صنعته، وبدا لى أنه سعيد، ثم توقف تماما عن الرد على تليفونى فترة طويلة، وكأنه تعمد ذلك، فإذا ردّ علىّ، فإنه يتعلل بأى موقف كسبب لعدم رده إلى أن حجزت له تذاكر الطيران هو وابنتنا، فبرر عدم استطاعته المجئ إلىّ لمرض أمه، وعندما عاتبته بأنه ليس الابن الوحيد لها، حيث يوجد لديها ابنان آخران يستطيعان أن يلازماها ويتولياها، وأنه لم يتحدث معى فى أنه لا يرغب فى السفر من قبل، وإلا ما كنت قد سافرت العام الثانى، وخاصة أننى صرفت أغلب ما وفّرته فى تجهيز المنزل، ثم توقف تماما عن مخاطبتى، وعندما أسأل أهلى يخبروننى بأن كل شىء على ما يرام، ويطالبوننى بالاهتمام بنفسى وصحتى، ولكن حالتى النفسية ساءت، وساءت معها صحتى إلى أن وضعت طفلتى الثانية، والتى جاءت مثل شقيقتها فى درجة الجمال، وانتهى العام، وعدت حاملة طفلتى الثانية، ولكن لم أر زوجى بانتظارى، ونظرت لهذا المكان الذى شهد اشتياقى لزوجى منذ عام وكيف كنا بمنتهى السعادة، ودارت بداخلى استفسارات كثيرة لمّا لمحت علامات الأسى على وجوه أخوتى، وسألتهم: لماذا لم يأت زوجى لاستقبالى رغم أننى بعثت إليه العديد من الرسائل على الهاتف بميعاد وصولى، وبعد إلحاح شديد منى أخبرونى بأنه تزوج فى بيتى وعلى أثاثى، بل إن زوجته الثانية ارتدت ملابسى وعطرى، وحدّثت نفسى: ماذا جنيت حتى يقابل موافقتى عليه وهو فقير بكل هذا الجحود؟، وماذا فعلت حتى يقابل تضحيتى وتعبى بهذا البرود وعدم الضمير؟، وهل عندما ارتدت ملابسى يرانى أم يراها؟.

لقد واجهته بأسئلتى، ولم أجد غير رد ساذج، إذ قال: «أنا رجل ومن حقى أن أتزوج أكثر من واحدة».. إننى لست ضد شرع الله، ولكن هناك شروطا وضوابط لهذا التعدد أولها عدم زواجه من الثانية بفراش الأولى، وفلوسها وملابسها وعطرها.

وتماسكت حتى أتمكن من رد كرامتى، وطلبت الطلاق، ولكنه رفض بشدة ليس حبا فىّ، وإنما رغبة منه فى أن يحتفظ براتبى حتى يستطيع أن يصرف على البيت، وعرض علىّ أن أظل فى غرفة وهى بالأخرى، فرفضت طلبه الظالم، وتوجهت إلى المحكمة لكى يحكم بينى وبينه قاض عادل إلى أن يفصل بيننا رب قوى، وفعلا تم الطلاق بأمر القاضى بعد عام كامل بالمحاكم لم ير ابنتيه خلاله لا الكبرى ولا الصغرى التى ولدت بعيدا عن حضنه، واسترددت بعض حقوقى، وليس كلها، وأخذت ابنتىّ معى.

لقد مرت عشر سنوات على طلاقى، مات خلالها أبى، وتزوج باقى أخوتى، وخلال هذه السنوات تقدم لى بعض الرجال، منهم من يريد زوجة ثانية، وآخر يريد الإنجاب، وثالث لا يستطيع الإنجاب، وسيكتفى بابنتىّ، ولكنى شديدة الحرص أن أتولى رعايتهما حتى زواجهما، أما والدهما فلا يريد رؤيتهما، ولا الإنفاق عليهما، وقد رزق بطفل أنابيب من زوجته الثانية بعد أربع سنوات من زواجه، وكانت زوجة ثانية أيضا لرجل قبله، تزوجته من زوجته وأولاده، وطلقت منه وتزوجت «والد ابنتىّ».

ولقد سألنى القاضى فى المحكمة عن حق مطلقى فى رؤية ابنتيه؟، فقلت له: هذا ضرورى من أجلهما، فإذا به هو الذى يرفض رؤيتهما؟، فهل هذا أب؟، أما أنا فقد بلغت سن الخامسة والأربعين، ومازال الرجال يتقدمون لطلب الزواج بي، لكنى أرفض، وتلح أمى علىّ كثيرا، وتطلب منى التفكير، ولكنى اكتفيت بنصيبى من عالم الرجال، فهل أنا مخطئة؟.

 

 ولكاتبة هذه الرسالة أقول:

 

لقد ظلمك والد ابنتيك، ولم يكن عند مستوى الحب الذى ظننت أنه يكنه لك، وعندما يكون الزوج مستبدا بزوجته ظالما إياها مضرا بها متزوجا عليها لا لشىء إلا الجرى وراء نزوة أو هوى، فلا شك أنه يأتى فعلا مخالفا لكل الشرائع السماوية، حيث يقول الله فى كتابه الكريم: «يا أيها الناس اتقوا ربكم الذى خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها.. « (النساء1)، ويقول أيضا: «ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها، وجعل بينكم مودة ورحمة، إن فى ذلك لآيات لقوم يتفكرون» (الروم 21)، وما كان للمودة والرحمة لتتواصل بينكما بعد أن تزوج بأخرى دون علمك، ولم يقدّر الضرر النفسى الواقع عليك بلا ذنب ولا جريرة، مبررا موقفه بأن من حقه الزواج بأكثر من واحدة، متجاهلا أن الله أذن بتعدد الزوجات لمصلحة قدرها سبحانه وتعالى وفقا لأحوال النفوس البشرية، وأقره فى إطار الوسطية التى تلتزم بالاعتدال دون جور باعتبار أن الأصل فى المؤمن العدل، فإن لم يستطع العدل، فعليه بواحدة لا يزيد عليها حتى لا يميل إلى غيرها كل الميل.

والزواج بأخرى دون مبررات مقنعة أمر قاس على الأسرة، خاصة الأطفال، ودائما فى مثل هذه الحالات تحدث مشكلات كثيرة، ولكن لو كانت هناك مبررات وقناعة فلابد أولا من تهيئة الأبناء جيدا، خاصة لو كانوا فى مرحلة الطفولة، وإبلاغ الطفل أن الأب قد يتأخر أو يطول غيابه لأيام فى الأسبوع، وطمأنته بالتزامه تجاهه ومنحه مزيدا من العطف والاهتمام للتعويض عن الغياب، مع ضرورة تجنيبه أى مشاحنات بين الأبوين لما لها من انعكاسات سلبية على نفسيته، وقد توقعه فى صراع داخلى نتيجة التغيير الذى طرأ على أسرته، وهو ما ينعكس عليه نفسيا واجتماعيا نتيجة التوترات والهواجس التى ربما تقوده إلى سلوك عدائى تجاه والده ومجتمعه، فضلا على ما قد يسببه له من قلق واضطراب وانطواء نتيجة عدم معرفته أو إدراكه الأهداف الكامنة وراء هذا القرار الذى بموجبه تزوج والده من غير والدته، وللأسف فى كثير من الحالات التى يتزوج فيها الأب بدون مبررات مقنعة يحدث صراع بين الأبوين، وتطلب خلاله الزوجة الأولى الطلاق باعتبارها متضررة، وفى كثير من الأحيان يتم استخدام الطفل فى الصراع بين الأم والأب، بينما المفترض إبعاده عن ذلك وتوفير الحماية له وليس الزج به فى قلب المشكلة.

إن الزواج بأخرى قرار قد تحكمه عوامل تتطابق مع الشرع، أو ظروف أخرى نفسية أو عاطفية مثل عدم شعوره مع زوجته الأولى بالراحة، أو أنه لا يجد الأجواء الرومانسية التى يحلم بها، ربما لأنها منشغلة عنه بالأولاد دون أن تدرك أن الزوج أيضا يحتاج إلى رعاية، ولهذا يفكر فى زوجة ثانية تعوضه عن تقصير زوجته وتلبى احتياجاته، لكن هذا الواقع يفرز دائما خلافا حادا مع الزوجة؛ مما يحول دون تمكنه من القيام بكامل واجباته تجاه أسرته الأولى، وقد تكون الزوجة الثانية سببا مباشرا فى تقصير الزوج تجاه أسرته الأولى، عندما تعطيه ما كان يفتقده مع الأولى، وربما يكون ذلك هو الدافع وراء عدم تمسك مطلقك برؤية ابنتيه، ولاشك أنه يرتكب جرما خطيرا فى حقهما، وعليه أن يسارع إليهما، وأن يتابع أحوالهما، فهما تحملان اسمه، ويجب ألا يغيب عنه أن الوالدين هما القدوة الفاعلة فى نفوس الأبناء، حيث يشعرون بينهما بالأمان والرضا والعزة، وأن لرعايتهما أكبر الأثر فى التنشئة السوية لهم.

إن تعدد الزوجات قد يدخل فى دائرة الحرمة، وقد يتسبب فى التفسخ الاجتماعى والأخلاقى وزرع أشجار الكراهية داخل الأسر، ومن ثم يكون سببا فى تدمير حياة أسرة هانئة، فهناك مسئولية كبيرة على الأب مثل وجوب النفقة، إذ قال تعالى: «وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ»، وقال: «وَإِنْ كُنَّ أُولاتِ حَمْل فَأَنْفِقُوا عَلَيْهِنَّ حَتَّى يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ»، فهذا الجانب قد يتأثر سواء كان السبب هو عدم القدرة على الإنفاق على أسرتين فى آن واحد أو تحريض الزوجة الثانية للزوج ضد الأسرة الأولى، كما أن الزواج الثانى قد يدفع الأب فى ظل مشاغل الحياة إلى إهمال الجانب التربوى لأبنائه وتركه للزوجة فقط، وهذا ما حذر منه صلى الله عليه وسلم، حين قال: (كفى بالمرء إثما أن يضيِّع من يعول)، وقال أيضا: (كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته، فالأب راع فى بيته ومسئول عن رعيته)؛ ولأن الأسرة هى التى تخلق حالة التوازن النفسى لتكوين الشخصية، فإن الشرع وضع شروطا لتعدد الزوجات، حتى لا يقبل رجل على الزواج من أخرى لمجرد أن شهوته تغلبت عليه، وهو غير قادر على الإنفاق أو العدل بين الزوجات من ناحية وبين الأبناء من ناحية أخرى.

ومن أسوأ الصفات التى يمكن أن تجدها الزوجة فى زوجها الاستغلال المادى، لأنه يشعرها بعدم الأمان والاستقرار فى العلاقة العاطفية، ويخلق فجوة بينهما فى طرق التعامل والمودة التى من المفترض أن تجمعهما، فالزوجة عندما تكتشف حب الزوج الكبير للمال، والذى يقوده إلى الاستغلال والمصلحة يخلق لديها نوعا من الشعور بعدم الراحة والاستقرار، بالإضافة إلى أن الأمر قد يتفاقم معها إلى عدم الشعور بالأمان نتيجة توقعها استغلاله لها ولأموالها لكى يحقق مراده فى جمع أكبر قدر من الأموال، ولابد من تحديد نوعية استغلال الزوج من حيث كونها مادية كاستغلاله لك فى الحصول على راتبك الخاص، أو ما تمتلكينه من أموال، وفى هذه الحالة لابد من وضع حدود لهذا الاستغلال طبقا لمتطلباته ومتطلبات المنزل، ففى حالة أن الظروف المادية محدودة والبيت يحتاج إلى هذه الأموال، فلابد من الوقوف أمام استغلاله لها.

والحقيقة أن المرأة مطالبة بتجنب الرجل المادى، لأنه ليس ماديا فقط فيما يتعلق بالأموال، بل إنه يكون ماديا فى مشاعره وتصرفاته، إذ يفضل الحصول على كل شىء دون عطاء، كما أنه لا يستطيع إخفاء مشاعره فى تحقيق هدفه الأساسى للحصول على الأموال دون الاهتمام بأى شىء آخر، وهو الأمر الذى قد يؤدى إلى دمار الأسرة وتفتت علاقاتها الاجتماعية.

أيضا فإن حب المال من شأنه أن يقود الرجل إلى البخل، وهو مرض نفسى وتربوى، ويعتبر نوعا من أنواع افتقاد الإحساس بالأمن والأمان والأنانية.

والرجل المادى يكون دائما فاشلا فى حياته العاطفية، لأنه لا يفكر إلا فى المال وجمعه فقط، ويبخل فى مشاعره بدرجة كبيرة، وتعيش الزوجة معه أسوأ حياة أسرية، فهو قد يملك قدرات عقلية جيدة، وغالبا ما يكون من المتفوقين فى العمل، وكل هذا بالطبع من أجل المال فقط، لكنه على النقيض نجده فاشلا فى حياته الاجتماعية والأسرية.

وأحسب أن زوجك من هذا النوع، وما كان ما أظهره لك من حب إلا ليضمن استمرار منحك مرتبك له، وقد توهّم أن حبك له سيدفعك إلى الموافقة على زيجته الثانية، وهذه آفة الكثيرين الذين ينظرون دائما إلى الأمور من منظور شخصى دون أن يلقوا بالا لشريكات حياتهم.

وليس معنى أنك صدمت فيه، أن كل الرجال على شاكلته، وأحسب أن بإمكانك الزواج بآخر له ظروف مناسبة بشرط ألا تكونى زوجة ثانية فى وجود الأولى، ولكن لو أن هناك أرملا أو مطلقا، وأراد الزواج بك، ووجدت فى نفسك الراحة والميول إليه، واتفقتما على ترتيب وجود ابنتيك معك فلا مانع من أن تتزوجيه، فاعملى بنصيحة والدتك، واستشيرى أخوتك، وضعى النقاط على الحروف فى كل الأمور قبل الزواج، وأسأل الله أن يوفقك لما فيه الخير.

من أسوأ الصفات التى يمكن أن تجدها الزوجة فى زوجها الاستغلال المادى، لأنه يشعرها بعدم الأمان والاستقرار فى العلاقة العاطفية، ويخلق فجوة بينهما فى طرق التعامل والمودة التى من المفترض أن تجمعهما

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق