وفقا إلى تقرير نشرته «الأهرام» بتاريخ 14 ديسمبر 1974، كتب الصحفى محمود مراد، عن قصة جاسوسية أخرى لا تقل إثارة وتعقيدا عن مجريات قصة إبراهيم وانشراح، والتى أكد الصحفى مراد أن « قصتها تذاع لأول مرة».
يسمى التقرير هبة بـ «الجاسوسة الحسناء»، قبل أن يستطرد مؤكدا :«وفى الحقيقة لم تكن حسناء فقط، لكنها أيضا كانت مختلفة، وكانت ذكية... وكانت فى السابعة والعشرين. وكانت أهميتها تتركز فى أن مخابرات اسرائيل اعتمدتها حتى قبل حرب أكتوبر- جاسوسة رئيسية لها فى مصر، تزاول نشاطا خطيرا.. إلى حد أنها زارت إسرائيل بدعوة من مخابراتها مرتين فى الثانية منهما أقام لها مدير المخابرات حفل تكريم خاصا حضره 14 من كبار ضباطه».
وتتضح أهمية هبة عبد الرحمن عامر سليم بأنها « كانت تمارس التجسس فى أحرج الفترات.. فى وقت تستعد فيه مصر للمعركة .. وحاجة إسرائيل إلى الجواسيس المحترفين تزداد . كذلك تبرز خطورتها عندما نعرف ان ضابط المخابرات الاسرائيلى ( أدمون) الذى يعمل فى سفارة اسرائيل بباريس، والذى كان وراء تجنيد الجاسوسة الحسناء .. انهار بعد القبض عليها وانتحر فى مسكنه بالعاصمة الفرنسية وسط ضجة تناقلتها الصحف، فانفضحت المخابرات الاسرائيلية فى أهم مراكز نشاطها الخفى».
ويحكى التقرير أنها وصلت باريس سنة 1969 فى منحة قصيرة لدراسة اللغة الفرنسية فى جامعة السوربون.. لكنها خلال أسبوعين استطاعت الحصول على منحة فى نفس الجامعة مدتها سنتان للحصول على الماجستير.. واجتذبت على وجه الخصوص أنظار طبيب فى مستشفى ( سان ميشيل) اسمه بورتوا.
وكان بورتوا وسيط معرفتها بالصحفى « أدمون» الذى عرض عليها العمل لصالح «هيئة علمية تختص بدراسة الشرق الأوسط»، قبل أن يوضح لها طبيعة تلك الهيئة وأنها « المخابرات الاسرائيلية» . ويشرح صحفى الأهرام كيف أجرى لها ادمون اختبارا عبارة عن تجربة لجمع معلومات عن أصدقائها المصريين المقيمين فى العاصمة الفرنسية ومن الذين يترددون عليها, وكان ذلك فى صيف 1971.
وفى أوائل عام 1972، سافرت إلى إسرائيل، حيث قضت 25 يوما، زارت خلالهم المستعمرات والمعسكرات، وتدربت على كيفية تجنيد العملاء وجمع المعلومات، والكتابة بالحبر السرى والتراسل بالشفرة والراديو والميكروفيلم. وتحل ساعة الصفر فى يونيو 1973، فتستدرج إلى القاهرة بعد وداع أدمون لها وتسليمها 5 آلاف دولار .. « وعندما وصلت الى مطار القاهرة كان رجال مقاومة التجسس فى انتظارها .. مع رجال النيابة العسكرية .. ويحكم عليها بالإعدام.. وتعدم».
رابط دائم: