رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

الروائـى على الجبهـة

أشرف عبد الشافى

ذهب توفيق الحكيم إلى الجبهة، وذهب نجيب محفوظ،والتقطت الصور لفنانين وأدباء وسط الجنود، لكن جمال الغيطانى هو الذى عاش الحرب وشارك رجالها فى سلاح الصاعقة والمدفعية والطيران،جمال هو الذى رافق الأبطال وعرفهم بالاسم من أكبر قائد إلى أصغر مجند يحمل البندقية أو يقود اللنش، وجمال هو الذى شم رائحة «الرفاعى « وكتب عنه ملحمة تليق ببطل مصرى صنع معجزات الحرب من أول طلقة فى الاستنزاف وحتى النصر العظيم فى أكتوبر 1973، بطل ملحمى تمرس فنون القتال والقيادة وامتلأ قلبه بالمغامرة ولم يكن يحتاج سوى كاتب روائى يسجل صفحات بطولاته لتظل خالدة لأجيال ممتدة .

1

إنه العميد أركان حرب «إبراهيم الرفاعي»،مؤسس وقائد المجموعة 39 قتال، هذه المجموعة الاستثنائية فى تاريخ العسكرية المصرية والتى تشكلت وتكونت وأصبح اسمها يهز كيان الصهاينة بفضل هذا الرجل الذى اختار الغيطانى 13 يوما من حياته ليقدم جانبا من بطولاته ويرصد طريقته فى إدارة المعارك، يشاركه فرحته بنجاح عملية أو أحزانه على استشهاد زميل أو صديق أو مجند صغير،فهو الأب والقائد والصديق والمغامر الذى يفتح الطريق لجنوده ويتقدم صفوفهم، عاش الغيطانى مع إبراهيم الرفاعى حياته العسكرية بكل أهوالها، بعد النكسة مباشرة يقول الغيطانى كان الجنود والقادة فى حاجة إلى ضربة قوية تعيد إليهم الثقة بعد حملات التشكيك فى قدرات المقاتل المصرى، وجاءت عملية الرفاعى والمجموعة 39 لتفجير مئات الأطنان من الذخيرة التى تركتها الوحدات المصرية عقب الانسحاب لتكون أكبر انتصار معنوى فى تلك الفترة الصعبة،اندفع إبراهيم الرفاعى إلى سيناء فى الأيام التالية للنكسة مباشرة واندلعت ألسنة اللهب والانفجارات المخيفة الى السماء .

2

كان يقاتل كفنان ــ يقول الغيطانى ــ فهو يسعى دائما الى السمو والكمال , والدقة البالغة , لا ينصرف من موقع إغارة إلا اذا رأى بنفسه ما أحدثه من خسائر , إذا نصب صواريخ موقوتة , أو زرع ألغاما , يتوارى بالقرب من الموقع ليشهد بنفسه تفجير العملية , لم ترجعه أى ظروف من الوصول إلى هدفه , كثيرا ما اكتشفه العدو وهو يمضى إلى هدف كما حدث فى عملية شرم الشيخ «1973»، ولسان التمساح « 1969»، ولم يمنعه شيء عن الوصول إلى هدفه.

3

مع بداية حرب الاستنزاف عام 1968 بدأت هجمات إبراهيم الرفاعى ورجاله أبطال المجموعة «39»،لم يكن الرجال قد فكروا فى اسم لمجموعتهم عندما بدأوا العمل ضد العدو وعندما تقرر اطلاق اسم عليها كانت المجموعة قد أتمت 39 عملية ضد العدو , من هنا عرفت باسم المجموعة «39» قتال، وجه هؤلاء الرجال ضرباتهم الى العدو من رُمانه شمالاً حتى رأس محمد فى أقصى الجنوب من سيناء،وكل قائد تشكيل مصرى مرابط على امتداد خط المراجعة، يقول .. «إبراهيم الرفاعى كان عندى وعبر من هنا» ..

4

كان كتوما جدا يروى الغيطانى و كثيرا ما سأل ضابط استطلاع المجموعة (39) عن السفينة الإسرائيلية «بيت شيفع»،وعلى فترات متقطعة يعيد السؤال : أين بيت شيفع الآن ؟،ويقوم الضابط بتوفير المعلومات اللازمة , وبعد عام كامل من التتبع الدءوب للسفينة الإسرائيلية كان إبراهيم الرفاعى قد وضع خطة دقيقة لإغراقها أو القضاء عليها , «وبيت شيفع» ناقلة جنود طورها العدو الى حاملة , وكانت تقوم برحلات منتظمة فى الطور وأبو رديس،جرت عدة محاولات لنسفها من ضفادعنا البشرية، لكنها لم تسفر عن إغراقها، لم يخبر إبراهيم الرفاعى ضابط استطلاع المجموعة بالغرض من أسئلته،ولكنه عرف فيما بعد انه وضع خطة لإغراقها بواسطة كمين تقوم به المجموعة فى عرض البحر.

5

فى منتصف عام 1968 رصدت قواتنا ظهور أنواع جديدة من الصواريخ فى جبهة القتال وكانت الصواريخ مثبتة على قواذف ترتبط بأسلاك معدنية وعبر «إبراهيم الرفاعي» القناة ومعه أربعة رجال من المجموعة ارتدوا الملابس الخاصة بالضفادع تسللوا الى موقع العدو فى الشط كانوا لا يحملون إلا خناجرهم وقصافات سلك واستطاعوا قطع أسلاك الصواريخ والعودة بعينات من هذه الصورايخ والطريف أن الصواريخ التى استولوا عليها كانت فى مكان لا يبعد أكثر من عشر خطوات عن دشم المواقع وكانوا يسمعون شخير أفراد العدو النائمين،وبعد أيام من هذه العملية كما يحكى الغيطانى كان الرجال يستقلون قوارب الزودياك ويتحركون من منطقة بورسعيد لينزلوا خلف موقع شرق بور فؤاد وذلك لتلغيم الطريق الساحلى وكانت المنطقة التى قرروا النزول فيها ذات مياه ضحلة يصعب تماما الاقتراب منها لهذا لم يتوقع العدو مجيء أى مقاتلين إليها،لكن الأمر بالنسبة لإبراهيم الرفاعى كان مختلفا،قرر أن يتسلل من هذه المنطقة ولم يكن القرار عشوائيا إنما استند الى دراسة علمية دقيقة استعان فيها بضباط بحريين انضموا الى المجموعة «39 « وذلك حول حركة الأمواج والمد والجزر فى هذه المنطقة،كان معه رجال يعتبرون بحق فنانين فى رص الألغام،إن عملهم لا يتم فى سرعة،لا يزرعون الألغام فى ثوان وينسحبون،وكانوا يختارون مواقعهم بعناية على الطريق ويبدأون حفر أماكن الألغام فى أثار العجلات فوق الأرض ثم يضعون الألغام بعناية ويسوون مكان الحفر , ثم يخرج كل منهم قطعة من كاو تشوك السيارات ليحدث بها أثارا بنسبة أثار العجلات التى سبق مرورها فلا يلحظ أى إنسان أثارا غير عادية فى المكان، كما عبر أحد المقاتلين « كانوا يؤدون عملهم بمزاج « ولكن هذا المزاج يؤدى بإبراهيم الرفاعى ورجاله الى قضاء وقت أطول من المقرر ويثير هذا قلق الرجال فى مراكز المتابعة على الضفة الغربية ولا ينتهى القلق إلا بعودة إبراهيم الرفاعى .

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق