طالعتنا الأهرام بأن الوكالة الدولية للطاقة الذرية سلمت التقرير النهائى لبعثة المراجعة المتكاملة للبنية التحتية النووية بعد أن راجعت البعثة تطوير هذه البنية التحتية فى مصر، وأن هيئة المحطات النووية تقدمت بطلب للوكالة الدولية للطاقة الذرية للاستفادة من خبراتها والخدمات التى تقدمها لمراجعة المشروع النووى المصرى، وهذا من منطلق حرص الوكالة على تقديم الاستشارات والخدمات للدول الساعية حديثا للطاقة النووية، وتلك التى تقوم بتوسيع برامجها للطاقة النووية فى ضمان تطوير البنية التحتية اللازمة للاستخدام الآمن والمأمون والمستدام للطاقة النووية بطريقة مسئولة ومنظمة، وفى ضوء ئلك إشارت هيئة المحطات النووية بمصر إلى أن إنشاء المشروع النووى فى منطقة الضبعة وما تم من تعاقد مع شركة «روس أتوم» النووية الروسية النووية والمتمثل فى انشاء وتشغيل أربعة مفاعلات من طراز الماء المضغوط، سيكون حافزا على زيادة التنمية الصناعية بمصر، وأنه سيتم إرسال مئات الطلاب إلى روسيا فى السنوات القليلة المقبلة للتدريب على التخصصات النووية المختلفة.
ومن هذا المنطلق أحسب أن العد التنازلى قد بدأ بالفعل، وأن إنشاء تلك المحطة يستوجب توفير القاعدة العلمية والتكنولوجية الملائمة للعمل بها، ومن هنا يبرز دور الجامعات المصرية كمتطلب مهم على عاتق البنية الأساسية للدولة، والتزاماً قومياً طويل المدى فى إعداد وتنمية عقول مصرية من العلماء والباحثين فى هذا الميدان، وتوفير البيئة الملائمة لهم على جميع المستويات العلمية والتنفيذية والاجتماعية على أن يسير هذا الاتجاه بالتوازى مع بناء تلك المحطة خلال المدة المحددة للانتهاء من تشييدها.
ويجب على الجامعات المصرية أن تولى اهتمامها بإنشاء أقسام للهندسة النووية والكيمياء والفيزياء الإشعاعية والنووية، وكذا إنشاء شعب ذات الصلة بالدراسات الجيولوجية والجيوفيزيقية والخاصة بالرواسب المعدنية الذرية والخامات النووية على مستوى كليات الهندسة والعلوم، وذلك لتخريج خبرات وإعداد كوادر رفيعة المستوى فى مجال الطاقة النووية مع اكتساب مهارات وخبرات فى كيفية الاستخدام الأمثل للطاقة النووية فى الأغراض السلمية، فضلاً عن تشجيع وتحفيز العقول المصرية المهاجرة إلى خارج البلاد على العودة إلى أرض الوطن، واستجماع قدراتهم العلمية والفكرية اللازمة لتنفيذ هذا المشروع.
أيضا ينبغى توفير بعثات خارجية وقنوات اتصال ومهمات علمية بالخارج محددة الجهة بالدول المتقدمة فى هذا المجال، وعلى الجانب الآخر، فإن الفاعلية المرجوة من هذه الأقسام لا ولن تتحقق إلا إذا التحمت بالتدريب المناسب والمتميز، وذلك بالتنسيق مع هيئة المحطات النووية بمصر، والمشار إليها سلفا على اعتبار أن التدريب مكون أساسى فى تشكيل قدرات ومهارات الكوادر البشرية بمجالات الطاقة النووية، وبات من الضرورى تأسيس وإعداد وتنفيذ برامج واضحة وأهداف محددة للتدريب مع ربطه بصلب العملية التعليمية، ولا سيما أن يكون هذا التدريب لدى شركة «روس أتوم» الروسية والتى وقع عليها الاختيار لإنشاء المحطة النووية بمنطقة الضبعة.
د. حسن على عتمان ــ جامعة المنصورة
رابط دائم: