وسط الأنباء المتضاربة حول الوضع الحقيقى لحالته الصحية، يستعد الرئيس الأمريكى دونالد ترامب لمغادرة المستشفى العسكرى الذى يتلقى فيه العلاج من فيروس كورونا، وقال : «أشعر بأننى فى حالة جيدة فعلا.. ولاتخافوا من كورونا، ولاتدعوه يهيمن على حياتكم .. لقد طورنا فى عهدى بعض الأدوية، وأشعر بحال أفضل مما كنت قبل ٢٠ عاما».
ومن جانبه، قال شون كونلى طبيب الرئيس الأمريكى إن الحالة الصحية لترامب أوفت بكل المعايير لمغادرة المستشفى أو تخطتها، ولذلك يمكنه الخروج رغم أنه لم يتخط بعد مرحلة الخطر فى المرض.
وأضاف كونلى أن الرئيس لم يصب بارتفاع فى درجة الحرارة خلال الـ ٧٢ ساعة الماضية، كما أن مستويات الأوكسجين لديه طبيعية.
وقد تعرض ترامب لانتقادات حادة بعد قيامه بزيارة مفاجئة لأنصاره خارج مركز والتر ريد الطبي، قبل أن يعود للمستشفى مرة ثانية فى وقت لاحق.
وظهر الرئيس، خلال جولته التى أثارت الكثير من الانتقاد، فى سيارة سوداء مغلقة، مرتديا كمامة، بينما ظل الهتاف والصراخ يلاحقه، وهو يلوح لأنصاره المصطفين على الجانبين.
وقبل جولته، نشر الرئيس الأمريكى مقطع فيديو على تويتر، أكد خلاله أنه تعلم الكثير عن مرض كوفيد ١٩ ، الذى أصاب نحو ٧ ملايين أمريكى ، قائلا « لقد كانت رحلة ممتعة للغاية. لقد تعلمت الكثير عن كوفيد ١٩، لقد تعلمت من خلال الذهاب إلى المدرسة. هذه هى المدرسة الحقيقية».
إلا أن زيارة ترامب المفاجئة لأنصاره، وتأكيده خلال الفيديو بالقيام بالخطوة ذاتها داخل المستشفى مع قدامى المحاربين الموجودين معه ، جعلت أسهم الرئيس تهبط كثيرا خلال الأسابيع القليلة الحاسمة قبل انتخابات نوفمبر المقبل.
إذ كشف استطلاع للرأي، أجرته كل من صحيفة «وول ستريت جورنال» ، وقناة «إن. بي. سى نيوز» الأمريكية عن أن ترامب يتخلف عن منافسه الديمقراطى جو بايدن بنحو ١٤ نقطة ، لتبلغ نسب تأييد بايدن ٥٣٪، مقابل ٣٩٪ فقط لصالح ترامب، وهى المرة الأولى التى ينخفض فيها دعم الرئيس إلى أقل من ٤٠٪.
وحول الوضع الصحى الجدلى للرئيس الأمريكي، أكد الفريق الطبى المسئول عن ترامب أنه يمكن أن يخرج من المستشفى خلال الساعات القليلة القادمة، مؤكدين أن الرئيس حصل على عقار الستيرويد، وجرعات من الأكسجين كعلاج لأعراض كوفيد ١٩.
وتابع الدكتور بريان جاريبالدي، أحد الأطباء فى فريق ترامب، أن «خطتنا هى أن نجعله يأكل ويشرب، ويستيقظ من السرير قدر الإمكان، ويظل متحركا». على الصعيد نفسه ، أوضح شون كونلى كبير الأطباء المسئولين عن علاج ترامب حول تضارب تصريحاته مع مسئولى البيت الأبيض بشأن الحالة الصحية للرئيس الأمريكى بقوله إنه حاول تقديم صورة وردية لحالة الرئيس الصحية.
وقال « كنت أحاول أن أعبر عن الموقف المتفائل للفريق، والرئيس، والمرض الذى يعانى منه. لم أرغب فى إعطاء أى معلومات قد توجه مسار المرض فى اتجاه آخر. وبفعلنا ذلك، ظهر وكأننا نحاول إخفاء شيء ما، وهذا لم يكن صحيحا. حقيقة الأمر هى أنه يعمل بشكل جيد حقا».
وأكد وجود بعض الالتباس بشأن حالة ترامب لأن تعليقات كبير موظفى البيت الأبيض مارك ميدوز تم تفسيرها بشكل خاطئ»، موضحا أن ما تحدث عنه ميدوز كان «عابرا ومحدودا للغاية، إذ عادت بعد ساعتين مؤشرات الرئيس للاعتدال».
فى الوقت نفسه، اعتبر أطباء، لا يشاركون فى علاج الرئيس الأمريكي، أن حصول ترامب على عقار ديكساميثازون، يعد دليلا على أنه عانى أعراضا شديدة.
وتؤكد جمعية الأمراض المعدية بأمريكا إن ديكساميثازون مفيد لمرضى الحالات الحرجة والشديدة من كوفيد-١٩ الذين يحتاجون إلى أكسجين إضافي، لكن العقار يعتبر غير مفيد وربما يكون ضارا بالنسبة للأفراد الذين لديهم أعراض متوسطة. من جهته، أكد وزير الخارجية الأمريكى مايك بومبيو أن الإدارة الأمريكية مستعدة لأى تطور فى الموقف بشأن مرض ترامب، ولأى أعمال عدائية من دول أجنبية.
وقال بومبيو «نحن جاهزون تماما لجميع السيناريوهات التى يمكن أن تجري»، مشيرا إلى أن ترامب عقد يوم الأحد الماضى اجتماعا عن بعد من المستشفى مباشرة مع مسئولى الإدارة المسئولين المختصين بقضايا الأمن القومي.
رابط دائم: