أرجع العميد أيمن سيد حب الدين أحد أبطال رجال الدفاع الجوى فى حرب أكتوبر نجاح العمل القتالى بوحدات الدفاع الجوى إلى مدى الإعداد والتجهيز الجيد للأفراد والمعدات والتدريب الراقى والمتفانى لهم على تنفيذ الخطط والمهام المكلفين بها.
وأكد العميد أيمن سيد حب الدين ، فى حديثه لــ «الأهــرام»، أن الدفاع الجوى أكبر مثل على العبور من الهزيمة إلى النصر، مطالبًا الشباب المصرى بأن يحبوا بلدهم والنظر إلى النعم، والاستمتاع بالتقدم الذى يحدث فى مصر حاليًا من مشروعات وطرق وكباري، والسعى لمزيد من التطور.
فيما يلى نص الحوار كاملا..
حدثنا عن حيثيَّات إنشاء قوات الدفاع الجوى المصري؟
عقب 67 بدأنا نمتلك سلاحًا مستقلا لقوة الدفاع الجوي، وفى عام 68 تم إنشاء قوات الدفاع الجوى لتضم كل العناصر المشتركة فى منظومة الدفاع الجوى مع بعضها تحت قيادة واحدة، وتتكون منظومة الدفاع الجوى من وسائل الإنذار ووسائل لإنتاج النيران التى تقاوم العدو الجوى مثل الصواريخ والمدفعية ووسائل للسيطرة على كل ذلك.
وأشار العميد أيمن سعيد إلى أنه تم إنشاؤها بقرار جمهورى فى فبراير 1968، وبدأت مسئولية الدفاع الجوى بقوات الدفاع الجوى لتنفيذ مهامها لحرمان العدو من الحصول على السيطرةالجوية وحماية القوات والأهداف الحيوية من تدخل العدو الجوى وهذا بدءًا من أول يوليو 68.
هل كان للدفاع الجوى دور فى حرب الاستنزاف؟
مع بداية حرب الاستنزاف كانت معظم الاشتباكات بالمدفعيات، ولم يكن للدفاع الجوى دور واضح سوى محاولة تكوين نفسه من خلال العناصر المتيسرة القليلة، ولقد كان تأثير المدفعية على العدو كبيرًا، ما جعل العدو يشرك قواته الجوية لاستهداف الأماكن الحيوية للتأثير على القرار المصري، فبدأ الضرب فى العمق، مما جعل الرئيس الراحل جمال عبد الناصر يقرر عمل حائط للصواريخ فى ديسمبر 69 لكنه فشل.
هل يمكن أن تطلعنا على تفاصيل إنشاء حائط الصواريخ؟
فى يناير 69 سافر الرئيس الراحل جمال عبد الناصر إلى الاتحاد السوفيتى وحصل على عدد من كتائب الصواريخ وعدد من وحدات الرادار، لتبدأ فى أبريل عام 69 فكرة إنشاء حائط للصواريخ، ثم سافر وفد إلى فيتنام للتعرف على أساليب مواجهة الطيران الأمريكى «الفانتوم والإسكاى هوك» الموجودة عند الإسرائيليين فى هذا التوقيت، وعقب رجوع الوفد تم وضع أسلوب للكمائن التى كان يستخدمها الفيتناميون ووضع أسلوب لبناء حائط الصواريخ.
فكان حائط الصواريخ بفكر مصرى 100% واستطعنا الخروج من القاهرة بثلاث كتائب وفاجأنا العدو فى ليلة 29 بأول مجموعة لم يشعر بها العدو وفى 30 يونيو فوجئوا بأن التكتيك المصرى مختلف وأسقطنا 4 طيارات وبدأ حائط الصواريخ بالبناء حتى نغطى القوات البرية للجيشين الثانى والثالث.
ماذا كان دورك فى اشتباكات يوم 3 أغسطس 1970؟
لقد كنت مسئولا عن الاشتباك فى الكتيبة يوم 3 أغسطس 1970، وقمت بإسقاط طائرة فانتوم، وهذا ما اعترفت به إسرائيل على المواقع من سقوط الطائرة، وقالت جولدا مائير إن سلاح الطيران الإسرائيلى يتآكل وتمدد حائط الصواريخ لتقبل إسرائيل بمبادرة «روجرز» بعد سقوط أكثر من 30 طيارة مما اضطرهم لقبول المبادرة من موقف ضعف ونحن من موقف قوة.
فى أول أغسطس لما بدأت بوادر قبول مبادرة »روجرز« قال عبد الناصر لنا نحن نريد قبول إيقاف إطلاق النار من موقف قوة، نريد أن نستفز العدو كى يدخل عندًا لضربه، وتم فعلا إسقاط طائرة فانتوم فى 3 أغسطس، وفى يوم 7 أغسطس تم وقف إطلاق النار، وتحرك حائط الصواريخ بما يقرب نحو 850 مركبة على عدة محاور ليحتلوا مواقعهم على مقربة من قناة السويس حتى يستطيعوا الدفاع عن الجيش الثانى والثالث ويغطى شرق القناة وبدأ التدريب على الحرب.
ما بطولات الدفاع الجوى خلال الفترة من عام 1970 حتى 6 أكتوبر 73؟
كان هناك أعمال قتال خلال هذه الفترة للدفاع الجوى أبرزها فى سبتمبر 1972، حصل العدو الإسرائيلى على طائرة »ستراكروزر« مزودة بوسائل استطلاع إلكترونى عالى الدقة لديه القدرة على اكتشاف مصادر لإشعاع إلكترونى على الجبهة المصرية، ويقوم بتحليلها ومعرفة أماكنها وتم إسقاطها ما أثر على الاستطلاع الإلكترونى الإسرائيلى إلى أن جاءت حرب 1973.
لولا وجود غطاء من حائط الصواريخ يحمى الجيش الثانى والثالث، لم يكن ليتم نجاح القوات البرية فى العبور وتحرير الجزء الذى حررته بالسلاح وكسر الغرور الإسرائيلى والبدء فى الدخول بالمرحلة الثانية وهى مرحلة الصراع الدبلوماسى للحصول على سيناء بالكامل.
كما استطعنا إسقاط 17 طائرة للعدو الإسرائيلي، وأجبرت طيارا إسرائيليا على القفز من الطائرة دون إطلاق أى صاروخ بالخداع الإلكتروني، وتم مهاجمتها أكثر من مرة فى حرب 1973، لدرجة أن فترة من الفترات كنا نحن موجودين فى منطقتنا منطقة القتال فى بورسعيد، وتم ضرب 5 قواذف من الـ 6 الموجود معنا، واستطاع القاذف خلال أول يوم أن يسقط 5 طائرات إسرائيلية.
ما هى أسباب نصر أكتوبر؟
ترجع الأسباب إلى حب الجنود بعضهم بعضا، لا فرق بين جندى وقائد، والتعاون فيما بيننا والتدريب والتخطيط المدروس، واعتبرنا مما قاسينا منه خلال الفترة الماضية، ودراستنا للعدو جيدا، فبدأنا تحويل نقاط القوة الخاصة بالعدو إلى نقاط ضعف.
أخيرًا.. ما رسالتك للشباب المصري؟
أطالب الشباب المصرى بأن يحبوا بلدهم وينظروا لمن حولهم، ولمن هرب من بلده، ولمن ليس لديه جنسية، والنظر إلى النعم، والاستمتاع بالتقدم الذى يحدث فى مصر حاليًا من مشروعات وطرق وكباري، والسعى لمزيد من التطور. وأرى أن من يحارب فى سيناء أكثر بطولة ممن حارب فى 73، لأن الحرب الآن ضد عدو مجهول.
رابط دائم: