أثار سقوط عمارة مصر الجديدة الشهيرة عام 92 شيئاَ في قلب وعقل الفنان محمد علام الشهير بـ «فجنون» عندما رأي أحد أعمدتها المغشوشة يحمل أربعة أسياخ من حديد التسليح رفيعة للغاية وتساءل : «لماذا يكسب الناس بالغش اذا كان الحديد بالفعل يمكنه أن يعيش للأبد ، ولذلك قررت العمل بالحديد رغم أنه مادة صعب تطويعها في أشكال فنية. وبدأت البحث عن حدادين من الأرياف لمساعدتي في تنفيذ أفكارى وبالفعل وجدت بينهم مواهب فطرية نادرة اعتمدت عليها فى جدل الحديد كأنه ضفيرة في شعر فتاة.»
بعد وضع الحديد المجدول فى النار وعضعضته أمكننى تشكيله للدخول فى أعمال فنية وتماثيل وأثاث راقى رسمتها ونفذها الحدادون بمهارة فائقة.
بعد ذلك صادفت ميمون، شاب غير متعلم لكن موهوب جدا كان مقتنعا بأن التماثيل حرام، لكننى استطعت تغيير رأيه وقام بعمل تمثال لجندى مصرى من كسر الحديد وبالفعل كان تمثالا بديعاً تم وضعه أمام المتحف المصري لفترة.. ففى النهاية طغت الموهبة وساد الفن وأمنيتي أن تتكرر التجربة وأن يعمل بها مئات الشباب لأنها ممتعة ويمكن تصديرها كقطع فنية متميزة وخاماتها متوفرة في بيئتنا . فقط نريد أن نعلمها للأطفال وللشباب. ويمكن تصميم مثل هذه النماذج في مصانع دمياط أو غيرها وتصديرها. فتطويع الحديد فن وثقافة ومشروع تصديرى له مكاسبه أيضا لو حصل على القدر الكافى من الاهتمام.
رابط دائم: