رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

المطربون.. وأحزان ليلة الرحيل!
أم كلثوم تقطع رحلاتها لموسكو وتلزم غرفتها وتقرر اعتزال الغناء

أحمد السماحى
عبدالحليم حافظ وجمال عبدالناصر

  • عبدالحايم يقع على الأرض مغشيا عليه.. وفريد الأطرش يعود من لبنان ليرثي حبيب الملايين
  • شادية تلغي سفرها لزيارة شقيقتها في أمريكا وتسمع نصيحة أم كلثوم والسنباطي

 

فجع الشعب المصرى والعربى بالرحيل المفاجئ للزعيم «جمال عبدالناصر»، وكان المصاب كبيرا، بكى العرب كما لم يبكوا من قبل، وباتوا لياليهم الحزينة يحلمون بطيفه الغالى، يحاولون أن يمسكوا به، وخرج المصريون إلى الشوارع من غير هدى يصرخون من هول الألم « يا جمال يا نور العين سايب مصر ورايح فين»، واختلفت التقديرات فى عدد المشاركين فى الجنازة من المصريين والعرب الوافدين، منهم من قال 4 ملايين، ومنهم من قال 6 ملايين، لكن الذى اتفق عليه الجميع أن قلوبهم اتحدت وانفجرت ملايين الجماهير المحتشدة تترنم مع الأسى « الوداع يا جمال يا حبيب الملايين، الوداع ثورتك ثورة كفاح عشتها طول السنين الوداع». كما عاش أهل الفن حالة من الحزن الكبير افقد الكثير منهم التوازن فلم يعرفوا أين الطريق بعد غياب الزعيم.



أم كلثوم ونزار

أم كلثوم التى كرمها عبدالناصر مرتين بوسام الدولة للفنون سنة 1965، ثم بجائزة الدولة التقديرية سنة 1968 فجعها نبأ وفاة الزعيم وهى فى موسكو فى زيارة فنية فقطعت رحلتها ولزمت غرفتها ليس معها غير المنديل والدموع، وبعد أن تماسكت بعض الشيء، رجعت إلى مصر، ورغم هول المفاجأة المحزنة إلا أنها تماسكت واتصلت بالشاعر الكبير «نزار قبانى» والموسيقار العظيم «رياض السنباطى» واتفقت معهماعلى تقديم عمل فنى يليق بهذا الرجل الساحر الذى كانت تربطه بها علاقة حب واحترام وتقدير، وكتب «نزار قبانى» والدموع تتساقط على الورق منفعلا بقصيدته الرائعة» رسالة إلى الزعيم التى يقول مطلعها:

والدنا جمال عبدالناصر

عندى خطاب عاجل إليك

من أرض مصر الطيبة

من ليلها المشغول بالفيروز والجواهر

ومن مقاهى سيدى الحسين

وتلقفت أم كلثوم القصيدة وهى تبكى بحرقة وعدلت وغيرت بعض الكلمات، وليلة 11 نوفمبر ذهبت أم كلثوم إلى الإذاعة وهى ملفوفة بالسواد وسجلت القصيدة التى لم تطبع على اسطوانات إلا مؤخرا، وأذيعت مرة واحدة فقط، وأصبحت كالتالى بعد التغيير:

«زعيمنا.. حبيبنا.. قائدنا

عندى خطاب عاجل إليك من أرض مصر الطيبة

عندى خطاب عاجل إليك من الملايين التى تيمها هواك»

وبعد انتهاء أم كلثوم من الغناء انهارت فى الاستوديو ووقعت من فوق الكرسى، حيث كانت تغنى والدموع تتساقط على وجنتيها، ومن يستمع إلى تسجيل القصيدة النادرة سيلاحظ هذا، وعادت إلى منزلها وارتدت السواد وحبست نفسها فى البدروم حدادا على جمال عبدالناصر، وأعلنت لأسرتها نيتها اعتزال الغناء، لكن بعد أيام من هذا الحبس الانفرادى، وعندما علمت السيدة «تحية» زوجة عبدالناصر بحكاية حبس أم كلثوم وقراراعتزالها اتصلت بها فى التليفون وقالت لها: «إننا خسرنا جمال عبدالناصر، ولا نريد خسارتك أنت أيضا، إذا كنت تحبين جمال حقيقى فاخرجى من حبسك وغنى لأنه كان معجبا بصوتك» وقد كان، ورغم هذا ألغت موسمها الغنائى لسنة «1970ــ1971»، وكيف تطاوعها حنجرتها فى سنة الحزن العظيم.

عبدالحليم يصاب بالصفرة

بمجرد سماعه خبر الرحيل بكى «عبدالحليم حافظ» بشدة، وأصيب بدوار، ومن شدة الإعياء والبكاء وقع مغشيا عليه، وحضر الطبيب المعالج واشترط عليه أن يستريح فى السرير لمدة شهرين لأنه مصاب بالصفرة، وظل العندليب طوال عام 1970 يتذكر فى حفلاته الرجل الذى سانده منذ بداياته، وكان بالنسبة له أباه الروحى، وقرر أن يبدأ جميع حفلاته بالقسم الشهير الذى حلف أن يغنيه حتى يتم النصر وهو « أحلف بسماها وبتراها».

شادية تلغى سفرها

وبحكم تأريخها بصوتها كل الأحداث التى مرت بمصر وإيمانها الشديد بثورة يوليو التى غنت لها منذ بدايتها أغنية «يا بنت بلدى/ زعيمنا قال قومى وجاهدى ويا الرجال» فور اعتراف الثورة للمرأة بحقها السياسى، فقد ألغت معبودة الجماهير سفرها إلى أمريكا لزيارة شقيقتها التى تعيش هناك، وبكت بكاء مريرا فقدان الأب والقدوة والمثل، ورغم رفضها للغناء، لكنها تراجعت عن هذا القرار عندما طلبت منها أم كلثوم غناء قصيدة «أغلى شعاع» التى كتبها الشاعر الكبير «محمود حسن إسماعيل»، ولحنها «رياض السنباطى»، الذى عرضها على أم كلثوم فطلبت منه أن تغنيها شادية، وجففت شادية دموعها ودخلت الاستوديو وسجلت القصيدة التى لا تذاع إطلاقا!.

الأطرش يعود من لبنان

لرثاء الزعيم

أما ملك العود «فريد الأطرش» الذى كانت تربطه علاقة خاصة جدا بالزعيم فقد كان يصطاف فى لبنان عند الرحيل، وعندما علم بالنبأ الموجع رجع لمصر وقدم رثاءه من خلال أغنية «حبيبنا يا ناصر».

فايزة أحمد.. سلام للبطل

كانت الراحلة فايزة أحمد مشغولة مع زوجها الموسيقار الكبير محمد سلطان بتقديم مجموعة من الأغنيات العاطفية الجديدة، فتركت كل شىء، وجلست فى منزلها، لكن الشاعر الكبير «صالح جودت» عرض على «محمد سلطان» قصيدة غنائية فى رثاء الزعيم فغنت فايزة ورددت الجماهير المصرية وراءها وهى تقول:

«أيها الشعب سلام للبطل وهو فى مثواه

اجعل الذكرى قياما للعمل فى سبيل الله

ابدا يستلهم الشعب جمال

وهو ساجد فى حمى رب الجلالة

قد ورثنا من أياديه الرسالة/ لنؤديها بعزم وبسالة أيها الشعب إذا غاب البطل/ لم تغب ذكراها».

فايدة كامل تكمل «طريق ناصر»

لأن فايدة كامل آمنت بالثورة لهذا كان من الصعب ألا تغنى لوفاة قائدها فغنت «طريق ناصر» كلمات نجيب نجم، ألحان الموسيقار إبراهيم رأفت، تقول فى مطلع الأغنية:

«باسم الله وباسم الماضى والحاضر

وباسم تاريخ بيتظبط بإيدينا أوله بناصر

هنوفى العهد يا بلدى وهنكمل طريق ناصر»

الوداع على طريقة أبودراع وحفنى

لم يقتصر الرثاء على شخص بعينه، ولا مطرب عاطفى، ولا مطرب شعبى، فالكل فى عشق عبدالناصر سواسية، خاصة أن صدمة وفاة عبدالناصر كبيرة ولم تكن متوقعة، وكان اختفاؤه فى لحظة من أحرج لحظات الكفاح العربى، ولم لا؟ فهو كان قائدا شعبيا مليئا بالحيوية، وفى 11 أكتوبر 1970 رثى المخرج الإذاعى الكبير «حسن صابر» صاحب حلقات «عباد الله» التى قام بغنائها «محمد قنديل» من كلمات «فؤاد حداد»، ألحان «إبراهيم رجب»، وأنشدها «صلاح جاهين»، رثى الزعيم بطريقته الخاصة، حيث قدم برنامجا بعنوان « الحمد لله» وفيه قدم المطرب الشعبى أبودراع» 10 مواويل من ألحانه وتأليفه يقول فى أحداها كما جاء فى برنامج «منتهى الطرب» للإذاعى المتميز «إبراهيم حفنى»:

«أنا كنت قبلك يا بو خالد شقى مظلوم

بتعب وبشقى ومن عرق الجبين محروم

لما أراد ربنا فرج كروب وهموم

فجرت ثورة عظيمة وأنت قائدها

ردت إلينا كيانا وحقنا المهضوم»

وغنى المطرب الشعبى «حفنى أحمد حسن» أغنية جميلة من كلماته وألحانه:

«من أصدقاء جمال ياما جانا سلاح وجمال

كله حلاوة وجمال و أهو بيحكى التاريخ عنه

وكان وقفة وقفة أسد و فى كل المصاعب سَد

من غيره بنالنا السّد و الله ليحكى التاريخ عنّه»

كما تحمس الموسيقار الكبير «بليغ حمدى» وكتب ولحن أغنية رائعة بعنوان «عبدالناصر» لغنائها بصوته لكن لسبب ما لم تظهر هذه الأغنية للنور، وإن كان دندن بها بليغ فى بعض جلساته، وظل محتفظا بها حتى رحيله ولم يخرجها للنور لسبب مجهول!.

سميرة توفيق وفهد بلان

والرثاء العظيم

لأنه زعيم الأمة العربية وأول زعيم لها على المستوى القومى منذ صلاح الدين، فقد عم الحزن أرجاء العالم العربى، لهذا لم يكن غريبا أن يطلق كثير من الأدباء والشعراء على الشهر الذى رحل فيه سبتمبر الحزين، والبعض الآخر سماه عام الحزن، ورثى كثير من الفنانين العرب جمال عبدالناصر منهم المطربة اللبنانية سميرة توفيق من خلال قصيدتها الرائعة «كلنا جمال» كلمات وألحان محمد سلمان، وبكى «فهد بلان» متأثرا وهو ينشد قصيدته «لبيك عبدالناصرى» كلمات عبدالعليم خطاب، ألحان محمود الشريف.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق