أدى أمير الكويت الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، صباح أمس، اليمين الدستورية أميرا للبلاد أمام مجلس الأمة خلفا للشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، الذى توفى أمس الأول عن 91 عاما، وذلك بحضور رئيسى وأعضاء السلطتين التشريعية والتنفيذية وكبار الشيوخ والشخصيات فى الدولة.
وقد بدأت الجلسة بتلاوة آيات من القرآن الكريم، أعقبها أداء اليمين الدستورية لأمير البلاد، ثم ألقى الشيخ نواف الأحمد كلمة أمام مجلس الأمة، قال فيها، إنه يتعهد بالعمل من أجل رخاء واستقرار وأمن البلاد، وأكد أمير الكويت أن التحديات الراهنة تتطلب توحيد الصفوف.
وأضاف الشيخ نواف وهو يغالب دموعه: إن الشيخ صباح رمز شامخ قدم الكثير لشعبه وأمته، مؤكدا أن سياسة الشيخ صباح ستظل نبراسا لنا، مشيرا إلى أن الكويت نجحت فى تجاوز الصعاب بالتكاتف والاتحاد.
وقال إن الكويت تحظى بسلاسة فى انتقال الإمارة بما يضمن الاستقرار، مضيفا: «الثقة التى أولانى إياها الشعب الكويتى أمانة فى عنقى».
كما قال الشيخ نواف: «نؤكد اعتزازنا بدستورنا ونهجنا الديمقراطى»، مضيفا: «سأبذل كل ما بوسعى للحفاظ على الكويت وحماية أمنها».
تلا ذلك كلمة من رئيس مجلس الأمة الكويتى، مرزوق الغانم، نعى خلالها الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح قائدا للمسيرة وحارسا للدستور، ومشددا على أن «التحديات الراهنة تتطلب توحيد الصفوف». وأضاف مخاطبا أمير البلاد: «واثقون بالشيخ نواف فى قيادة الكويت للازدهار».
وكان مجلس الوزراء الكويتى قد أعلن الشيخ نواف الأحمد أميرا للبلاد بعد وفاة الشيخ صباح، كما أعلن الحداد العام فى الكويت لأربعين يوما.
ويعد أمير الكويت الجديد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح من أبرز الشخصيات فى تاريخ الكويت الحديث، حيث كان له الدور الكبير فى تأسيس وزارة الداخلية بشكلها الحديث والإسهام بتطوير محافظة حولى عندما تولى مسئولياتها.
والشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، هو النجل السادس لحاكم الكويت العاشر الشيخ أحمد الجابر المبارك الصباح، الذى حكم الكويت فى الفترة بين العامين ١٩٢١ و١٩٥٠.
ولد الشيخ نواف فى 25 يونيو 1937 فى مدينة الكويت، ودرس فى مدارس الكويت المختلفة منها الشرقية والمباركية، وواصل دراساته فى أماكن مختلفة من البلاد.
بدأ الشيخ نواف رحلة عمله السياسى بعد تولى مسئوليات محافظة حولى، وتمكن من تحويل المحافظة التى كانت عبارة عن قرية إلى مدينة حضارية تعج بالنشاط التجارى والاقتصادى، ويعتبر المؤسس الحقيقى لوزارة الداخلية الكويتية بشكلها الحديث، من خلال توليه زمامها على مدى فترتين، الأولى من مارس١٩٧٨ إلى يناير ١٩٨٨، والثانية من 2003 إلى فبراير ٢٠٠٦.
وعند تشكيل أول حكومة كويتية بعد حرب التحرير عام ١٩٩١ تم تكليف الشيخ نواف الأحمد بحقيبة وزارة الشئون الاجتماعية والعمل، ثم تولى منصب نائب رئيس الحرس الوطنى فى ١٦ أكتوبر ١٩٩٤.
وفى العام 2003 صدر مرسوم أميرى بتعيين الشيخ نواف نائبا أول لرئيس مجلس الوزراء ووزيرا للداخلية، ثم صدر مرسوم آخر فى ٧فبراير ٢٠٠٦ بتزكيته وليا للعهد، وكان ٢٠فبراير ٢٠٠٦يوم مبايعة مجلس الأمة الكويتى للشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح وليا للعهد بشكل رسمى.
يأتى ذلك فى وقت، قال الديوان الأميرى الكويتى إن جثمان أمير الكويت الراحل الشيخ صباح وصل إلى الكويت أمس، من الولايات المتحدة الأمريكية. كما أفاد الديوان الأميرى أن مراسم دفن الشيخ صباح ستكون مقتصرة على الأقرباء فقط.
وفى الوقت نفسه توالت التعازى فى أمير الكويت الراحل والإشادة بدوره وجهوده على جميع الأصعدة، وأكد قادة الاتحاد الأوروبى أن الكويت تحت قيادة أميرها الراحل تبوأت مكان الشريك الدولى والوسيط الإقليمى، باعتباره كان مهندسا للسياسة الخارجية للدولة الحديثة.
ووفق بيان مشترك صدر عن كل من رئيس المجلس الأوروبى شارل ميشيل، ورئيسة المفوضية أورسولا فون دير لاين والممثل الأعلى جوزيب بوريل، فقد أعرب القادة عن تعازيهم لدولة الكويت وشعبها برحيل أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، وجاء فى البيان أن تفانيه فى مجال الإغاثة الإنسانية فى مختلف أنحاء العالم أكسبه تقديرا مستحقا كقائد إنسانى عالمى سنحزن على خسارته لسنوات طويلة، وتعهد قادة الاتحاد بالعمل لترسيخ شراكة قوية ودائمة مع دولة الكويت.
فيما أرسل الرئيس الإيرانى حسن روحانى برقية عزاء إلى أمير الكويت الجديد نواف الأحمد الجابر الصباح، معزيا فى أمير البلاد الراحل الشيخ صباح، مشيدا بدوره فى التوازن والاعتدال الإقليمى. وقال روحانى فى البرقية «تلقينا ببالغ الأسى والأسف نبأ وفاة فقيد الكويت سمو الشيخ صباح الأحمد الصباح».معزيا فى أمير البلاد الراحل الشيخ صباح، مشيدا بدوره فى التوازن والاعتدال الإقليمى.
رابط دائم: