رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

جسر العبور إلى «البیت الأبیض»

شيماء مأمون
أولى المناظرات التليفزيونية التى جمعت بين نيكسون وكينيدى

تصادف الانتخابات الرئاسية لعام 2020، الذكرى السنوية الستين للمناظرة المتلفزة الأولى التى جرت بين كلا المرشحين، السيناتور الدیمقراطى جون كینيدى ومنافسه الجمهورى ریتشارد نیكسون، والتى جرت فى سبتمبر عام 1960، وتابعها حوالى 65 مليون أمريكي، فقد كان ينظر إليها كحدث فاصل فى تاريخ الانتخابات الأمریكیة، فهى لم تؤثر فقط على نتائج الانتخابات آنذاك، بل قامت أيضا بتغییر السیاسة الأمریكیة إلى الأبد، لتصبح إحدى نقاط التحول المهمة فى مسار السباق إلى البيت الأبيض.

ورغم مرور أكثر من نصف قرن على تلك المناظرة، إلا أن صداها مازال يتردد حتى الآن، ففى تلك اللیلة استطاع كینيدي، حسم نتيجة السباق لصالحه حتى قبل بداية الاقتراع الرئاسي، وذلك بعدما نجح، بكاريزميته المعهودة وذكائه الشديد، فى تحويل نقاط ضعفه إلى قوة، متغلبا على فكرة صغر سنه وقلة خبرته لتولى منصب الرئيس، وفى المقابل بدا المرشح الجمهورى ونائب الرئيس وقتها، ريتشارد نیكسون، الذى كان يتصبب عرقا بشكل ملحوظ، متعثرا فى كثير من الأحيان، على الرغم من أنه كان يحاول باستمرار تقديم نفسه على أنه المرشح الأكثر نضجا وخبرة.

وقد أظهرت أولى هذه المناظرات الأربع التى تمت بين المرشحين، تمتع كينيدى بالانتصار السياسى المطلق على غريمه، بدءا من اختياره لارتداء بذلة سوداء سیطر بها تماما على خلفية الأستوديو، وكانت نظراته موجهة مباشرة إلى الأمام، وهو ما جذب جمهور التليفزیون إلیه، بينما وقف نیكسون مرتديا بذلة رمادية، وعیناه تتجهان یمینا ویسارا، مخاطبا مراسلی الاستوديو بدلا من النظر إلى الكاميرات.

تفاصيل التحضير لتلك المناظرة كانت كثيرة ومهمة، فقد قام كینيدى على مدى أسبوع كامل بتلقى تدریبات مع خصوم وهميين من بينهم شقيقه روبرت، وذلك للتدريب على التعامل بشكل احترافى مع الكاميرات والاستعداد لمواجهة هجمات الخصم المفاجئة، فى حين  كان نيكسون يحاول اللحاق بمسار الحملة بعد أن أمضى ثلاثة أسابيع فى المستشفى لعلاج قدمیه.

يذكر أنه قبل إجراء المناظرة مباشرة، عرض على جون كینیدى وضع الماكياج لكى یبدو بصورة أفضل أمام شاشات التليفزيون، لكنه رفض ذلك معتبرا أنه ليس بحاجة إلى مثل هذا الإجراء، وحينما علم نيكسون بهذا الأمر رفض هو الآخر وضع الماكياج، متناسيا أن جون كينيدى كان أكثر شبابا ويتمتع بصحة جيدة، بينما بدا نيكسون شاحب الوجه وهزيلا بسبب إقامته فى المستشفى لفترة طويلة قبل بدء المناظرة.

على الجانب الأخر لعبت الكاریزما التى كان یتمتع بها جون كینيدى دورا كبيرا فى الوصول إلى قلوب متابعیه خلال هذه المناظرة، فكان من السهل عليه شن انتقادات لاذعة للسیاسة الخارجية للرئيس الأمريكى الأسبق دوايت أيزنهاور، ووجه انتقادات لاذعة لأداء الولايات المتحدة الضعيف فى مجالات عدة من بينها النمو الاقتصادى والتعليم والفضاء، مقارنة بأداء الاتحاد السوفيتى وقتها، وهو الأمر الذى أجبر نيكسون، نائب الرئيس الأمريكى آنذاك، عن التخلى عن الشخصیة القتالیة محاولا إيجاد  أرضية مشتركة مع كینیدى قائلا: «الأشياء التى ذكرها السيناتور كينيدى یمكن للكثيرين منا الموافقة علیها». وأخيرا يمكن القول إن هذه المناظرة كان لها فضل كبير فى فوز جون كينيدى بالسباق ليصبح الرئيس الخامس والثلاثين للولايات المتحدة الأمريكية، خاصة وأن فارق الأصوات بينه وبين منافسه نيكسون لم يتعد 200 ألف صوت فقط.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق